فاتن الوكيل
وسط الجدل المثار حول ملف الآثار في مصر، والصور التي يتم تداولها من يوم لآخر عن نقل المومياوات، وكأنهم جثث مجهولة الهوية، في انتظار دفنها، بالإضافة إلى استغاثات الأثريين المتكررة حول الفساد، وصفقات تهريب الآثار، وتأكيدهم المستمر على “فضائح” تتم في عمليات الترميم، لم يكتف الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار بهذا الوضع، بل قرر أن يدخل في اشتباك إعلامي مع برنامج “البيت بيتك، خلال استضافته في البرنامج.
اتهامات بالتطبيع
البداية كانت مع اهتمام برنامج “البيت بيتك” بملف الآثار، واستضافة كل من، نور عبد الصمد، مدير إدارة التوثيق الأثري، ويوسف خليفة، رئيس قطاع الآثار المصرية، وخلال الحلقة تم توجيه اتهامات لوزير الآثار، بزيادة نسبة السرقة من المخازن في عهده، بالإضافة إلى اتهامات بالتطبيع مع إسرائيل، وتوجيه اتهام مباشر له بأنه يدعم احتلال اسرائيل لمصر، عن طريق التساهل مع الجمعية الجغرافية الأمريكية، في نسب بعض المومياوات الهامة إلى العبرانيين.
مشادة مع إعلاميين
خلال نفس الحلقة، شارك ممدوح الدماطي، وزير الآثار، في مداخلة هاتفية للرد على هذه الاتهامات، ولكنه هاجم البرنامج، وادعى بانهم منعوا ظهور الدكتور محمد عبد اللطيف، ممثل الوزارة، لانهم “مش عايزين يعرفوا الحقيقة”، وهو ما تم نفيه من قبل رامي رضوان وإنجي أنور.
عشان القعدة تبقى حلوة!
بعد الاتهامات التي وجهت للدماطي، وافق على إجراء حوار مع “البيت بيتك”، أجراه معه الإعلامي عمرو عبد الحميد، ولكن الدماطي منذ بداية الحوار، وما يظهر على وجهه أنه “شايل في نفسه” من البرنامج، كما بدى من لهجته المحتقنة، وهو يذّكر الإعلامي عمرو عبد الحميد، بأنه “خريج صيدلة”، وكأن ذلك ينقص من مهنية إعلامي بحجم عبد الحميد، كما شكك في البرنامج عندما قال: “المفروض أعرف اللي انا معاه.. لكن حضراتكم مبتعملوش كدة”.
الوزير انفعل مرة أخرى في بداية الحوار، بحكم جهله بالإعلام، عندما اعتقد بأن برنامج “البيت بيتك” يوجه له تهمة السماح لإسرائيل باحتلال مصر، على لسان الإعلامي رامي رضوان، بينما ما حاول الإعلامي عمرو عبد الحميد، أن يوضحه له بأن رضوان كان يسأل ضيفه، بصيغة “هل تتهم الوزير بذلك”، فأجابه الضيف “نعم”، وهو ما لم يستوعبه الوزير “المنفعل” الذي قال في بداية الحوار “اهدى كدة عشان القعدة تبقى حلوة واسمع”.
نصائح إعلامية أثرية
في ختام الحوار، قرر الدماطي أن يعطي “البيت بيتك” بعض النصائح في المهنية، حيث قال الوزير: “بعض الناس قالولي مكونتش تيجي البيت بيتك لإن الأسلوب مكنش لطيف لكن أنا جيت مش تلبية لدعوة ولكن لأن ده حق الناس عشان يعرفوا”، مضيفًا أن “البيت بيتك” قبل الثورة، كان يتمتع بالمهنية، ولكنه أكد أنه افتقدها الآن، وهو الكلام الذي قابله الإعلامي عمرو عبد الحميد بابتسامة كبيرة قائلًا: “لا ده حضرتك بس مش متابع”.
الوزير عايز صيدلي!
أوضح الإعلامي عمرو عبد الحميد، في اليوم التالي لحواره مع الدماطي، على أن استضافته في “البيت بيتك”، جاءت إعمالًا لحق الرد، كما أوضح بأن الوزير لم يأت لعمل حوار، ولكن ليتهم البرنامج بعدم المصداقية والمهنية، وتابع عبد الحميد: “لو كنا قلنا إن ملف الآثار ده زي الفل والدنيا بمبي كان الوزير قال إن البيت بيتك ده برنامج عظيم”، وأضاف: “الوزير كان عايز يجري حوار مع صيدلي مش متخصص.. لكنه فوجئ بكم المعلومات اللي كنا مجهزينها”.
على خطى المصريين القدماء
وفي حلقة أخرى بعد حوار وزير الآثار، أكد الإعلامي رامي رضوان أن “البيت بيتك” سيظل مهتمًا بهذا الملف، “حتى تجد الآثار من ينقذها”، على حد قوله، حيث عرض البرنامج لقطات مصورة لنقل تابوت “نب” بالأقصر، كما أجرى سلطان عيد، رئيس منطقة آثار مصر العليا، مداخلة هاتفية مع البرنامج، والذي أكد أن هذه هي الطرق العلمية المتبع لنقل الآثار بريًا، موضحًا أنهم يحاكون طرق المصريين القدماء في نقل الآثار.