غالبًا ما يحض الإعلام الإرهابى، خصوصًا تنظيم داعش، الغربيين على الانضمام إلى الجهاد والقتال، ويشجعهم على تنفيذ هجمات فى بلادهم.
وتدعو التنظيمات الجهادية الراغبين على التوجه إلى ميدان المعركة ونقل العنف إلى بلادهم، مثلما حدث فى الاعتداء الذى استهدف مقر صحيفة «شارلى إبدو» الفرنسية فى باريس وعمليات إطلاق النار المروعة.
يعتمد تنظيم داعش بالأساس على الدعاية والإعلام كوسيلة لاستقطاب المقاتلين إلى صفوفه، حيث تقوم معظم المجموعات الإرهابية حاليا بالترويج لعملياتها باللغة الإنجليزية، كما ترفق مقاطع فيديو للمعارك من خلال تعليقات وشرح باللغة الإنجليزية.
وتعد تلك الوسيلة إحدى الوسائل التى يلجأ إليها «داعش» بدهاء ومكر، للوصول إلى شعوب من الصعب الوصول إليها من خلال وسائل أخرى، لأن غالبية المسلمين الغربيين لا يتكلمون العربية.
وتجدر الإشارة هنا، إلى التباين بين خطاب «داعش» إلى المجتمعات العربية والإسلامية والخطاب الموجه إلى المجتمعات الغربية، حيث يرتكز الخطاب الموجه إلى الداخل العربى على استغلال المشكلات التى تعصف المنطقة، ومنها الفقر والبطالة.
بينما يرتكز خطاب «داعش» الموجه إلى الغرب على اعتبار أن التنظيم بمثابة الدولة الإسلامية التى يتشوق المسلمون فى الغرب الهجرة إليها.
ويعتمد التنظيم على التمويل لاستقطاب المقاتلين، ففى سبتمبر لعام 2013 لجأ التنظيم إلى جذب مقاتلين سوريين من المناهضين لنظام الأسد فى سوريا، عبر صرف مرتباتٍ شهرية للمقاتل، لا تتجاوز 250 دولارًا مقابل القتال فى صفوفها، لمحاولة فرض سيطرتها على المناطق الشرقية والشمالية من سوريا.
وفى هذا الصدد، أشارت تقارير عدة خلال شهر مايو الماضى إلى التزايد المستمر لأعداد المقاتلين فى التنظيم، سواء من العرب أو الغرب.
واختلفت تقديرات عدد المقاتلين فى صفوف «داعش» بشكل كبير، فقد كشف تقرير صادر عن مجلس الأمن الدولى أن هناك 25 ألف مقاتل من 80 دولة أعضاء فى مجلس الأمن يقاتلون ضمن التنظيمات الجهادية. وأوضح التقرير أن عدد المقاتلين المنضمين إلى الجماعات الجهادية ارتفع بنسبة 70% خلال الأشهر التسعة الماضية.
ولفت التقرير الأممى أن الارتفاع الكبير فى نسبة المقاتلين المنتمين إلى جماعات جهادية، أثار القلق إزاء تزايد معدلات التطرف، موضحًا أن وسائل التواصل الاجتماعى أسهمت فى تنامى وانتشار الفكر المتطرف، خصوصًا فى الدول الغربية.
وأسهم ارتفاع أعداد المقاتلين المنضمين من العرب والأجانب فى صمود التنظيم، وتوسع وتمدد التنظيم فى العراق وسوريا، حيث إنه يسيطر على مساحات شاسعة فى سوريا والعراق.
ورغم جهود التحالف الدولى فى محاربة التنظيم إلكترونيا، ومحاربته عسكريا واقتصاديا، فإن أساليب التنظيم ما زالت فعالة فى تجنيد المقاتلين الأجانب من كلا الجنسين، خصوصًا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى.
ومن هنا يتضح أن كل الإجراءات التى اتبعتها الحكومات الغربية والعربية والأجنبية، من أجل مواجهة تدفق المقاتلين إلى «داعش» لم تنجح فى وقف انضمام الآلاف من المقاتلين إلى التنظيم فى غضون شهور قليلة. ومما سبق، نرى أن وسائل الدعاية المتطورة لدى تنظيم داعش كان لها تأثير كبير على استقطاب المقاتلين، مما يعنى أن التمويل والتسليح والدعاية والإعلام لها دور كبير فى زيادة أعداد المقاتلين فى صفوف «داعش» بشكل مستمر، فى وقت تنقطع فيه الكهرباء عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى.
نقلًا عن موقع “التحرير”