تتلقى الكاتبة الصحفية والمدربة فاطمة خير، العديد من الأسئلة من صحفيات يواجهن مشكلات مهنية متنوعة.
وفيما يلي يرصد “إعلام دوت كوم” مجموعة من أسئلتهن، وإجابة فاطمة خير عليهن:
س: أنا صحفية أعمل كمحترفة منذ سنوات، ولكنني أقف الآن خائفة أكثر من أي وقت مضى من المنافسة، فأنا أعرف بأن مهنة الصحافة تقوم إلى حدٍ كبير على المنافسة، وعلى الرغم من أنني اعتدت هذا الأمر، لكن التقدم في العمر بدأ يقلقني أشعر أنني غير قادرة على منافسة الأصغر سنًا الذين يملكون طاقة أكبر والتزامات أقل بطبيعة الأمر، وبين الأكبر سنًا الذين حققوا بالفعل تقدمًا مهنيًا جعلهم أكثر استقرارًا، أصبحت المنافسة هي الوحش الذي أخشاه ويقلقني ليل نهار، بعد أن كانت متعةً بالنسبة لي فيما سبق.هل أنا محقة في مخاوفي؟
ج: مخاوفك طبيعية ولا تدعو للقلق، ففي بداية الطريق ليس لدينا ما نقلق عليه، وفي نهايته نكون قد حققنا أحلامنا، أما في المنتصف فتنتابنا مخاوف كثيرة والخوف من المنافسة هو أحدها، ومن يشعر بالراحة يكون قد فقد عنصرًا مهمًا للتحفيز على التقدم وبالطبع على المنافسة التي هي واحدة من عناصر مهنة الصحافة، ولكن أي منافسة نقصد هنا؟ ما تقصدينه أنتِ هو غالبًا منافسة الآخرين، وما أقصده أنا وأؤمن به هو أن تنافسي نفسك، إنها المنافسة الأكثر موضوعية.. والأصعب أيضًا، من السهل أن تنظري إلى الآخرين وأن تسيري خلف اختياراتهم؛ لكن الأصعب أن تخلقي خياراتك الخاصة، وأن تعملي على تطويرها دومًا بغض النظر عن العمر أو المرحلة المهنية، فطالما اخترتي أن تستمري في سوق العمل عليكي أن تكوني جاهزة للمنافسة الحقيقية وهي اقتناص الفرص الأفضل.. بالنسبة لكِ، وهذا أمر أنتِ وحدك تستطيعين القيام به وتحديد عناصره، لذا لا تلقي بالًا لظروف الآخرين، ركزي تمامًا على ما يحتاجه السوق وتطوير مهاراتك بما يناسب هذه الاحتياجات، هذه هي المنافسة الحقيقية التي تستحق الجهد..وليس القلق.
س: أعمل في الصحافة كمحترفة منذ عشر سنوات، وقد تفوقت للغاية في القطاع الذي تخصصت فيه، لكنني الآن أدرك جيدًا أن طوفانًا قادم إلينا، صحيح أنني لا أستطيع تمييز ملامحه جيدًا، لكنني أدرك بحدسي الصحفي وغريزتي التي اكتسبتها من المهنة أن تغييرًا كبيرا سوف يحدث، وعندما أتحدث مع زملائي يخبرونني أن أعاني من القلق الزائد، أما زميلاتي فينصحونني بالتركيز على حياتي الخاصة بعدما حققت من نجاحات مهنية، فهل أنا محقة في قلقي أم أنني أبالغ؟
ج: أتفق تمامًا مع ما ينبؤك به حدسك الصحفي وغريزتك المهنية؛ فالتغيير المقبل نوعي للغاية، لم نشاهد مثله من قبل، ولا تمتلك الأجيال السابقة علينا خبرات مشابهة له، والسبب في ذلك هو التطور التكنولوجي المتسارع بشكل يكاد يكون جنونيًا، ولا مجال للمقارنة حتى بين ما حدث من طفرات في هذا المجال في السنوات السابقة، وما سيحدث في السنين القريبة جدًا المقبلة، فأدوات صناعة الصحافة والإعلام بشكل عام ستتغير تمامًا، لكن تظل القيم الأصيلة للصحافة هي نفسها، إلا أن أدوات الإنتاج ستتغير، وما أنصحك به هو الحفاظ على شغفك وفضولك، وتتبع كل جديد بشكل يومي، وزيادة ثقافتك ومعلوماتك في هذا الاتجاه.
س: أشعر بعدم رغبة في العمل رغم أنني أحب عملي كثيرًا، لكن منذ فترة قريبة أصبح عندي إحساس بالكسل الشديد، وليس لدي رغبة في الذهاب إلى مقر عملي، وأحيانًا لا أشعر بالحماس لمتابعة الأحداث المتلاحقة في القطاع الصحفي الذي أتخصص فيه، أما الأخطر من ذلك فهو أنني لم تعد لدي الرغبة في المنافسة، والتي هي جزء أصيل من مهنة الصحافة ومن شخصيتي أيضًا، بدأت أشعر بالقلق خاصةً وأنني أحب عملي أكثر من أي شئ آخر.
ج: من الطبيعي جدًا أن يشعر الإنسان بفتور في حماسه نحو العمل كل فترة، وفي الوظائف والمهن غير الصحفية لا يُعتبَر ذلك شيئًا ملفتًا للنظر، لكن في مهنة الصحافة يكون الشغف والحماس والرغبة في المنافسة هم الدافع الرئيسي للاستمرار والتميز، ومن هنا أتوقع أنكِ في حاجة إلى بعض الراحة، وعلى الأغلب أنكِ لا تهتمين بالحصول على الإجازات والترويح عن نفسك، فطبيعة العمل في مجال الصحافة تجعل الصحفي متصل بمتابعة الأحداث والمصادر طوال الوقت، وهذا خطأ كبير لأنه آجلًا أو عاجلًا سيترك أثرًا سلبيًا عليه، صحيًا ونفسياً، كما أنه لن يترك لكِ الفرصة لإعادة تقييم عملك وأهدافك كل فترة، لذا فأنصحك بالحفاظ على صحتك البدنية والنفسية والعصبية، وقضاء بعض الوقت مع أصدقاء خارج دائرة العمل.
س: أعمل في مكان محترم وأحبه كثيرًا، منذ فترة طويلة، لكنني لا أشعر بالتقدير الكافي، على سبيل المثال، لم أحصل على ترقية منذ فترة طويلة، في حين أن مديري المباشر يعلم جيدًا مدى إخلاصي لعملي، كما أنه يشيد بي دومًا، وأنا أخجل أن أطالب بالترقية فيتم رفضها، وأخشى أن أجد نفسي مضطرة إلى اتخاذ موقف لإنقاذ كرامتي، فأنا لا أريد أن أخسر عملي الذي أحبه، لكني أشعر بالظلم، فقد بذلت جهدًا كبيرًا كي أثبت أن كوني امرأة لن يؤثر على قدرتي في تحمل مشقة العمل، والآن لا أجد المقابل لما قدمت، وأخشى أيضًا أن عدم ترقيتي سببه هو تفضيل زملائي الذكور؟
ج: كيف يمكن أن تعرفي رد مديرك إذا لم تقومي بمناقشته في طلبك أصلًا؟! يجب أن تبادري بطلب الترقية، فقد لا يكون مدركًا بالأساس أنكِ ترغبين فيها، وعادةً فإن ضغط العمل لا يجعل المسئولين في الوظائف الصحفية منتبهين لهذهِ المسائل، وربما يتصور أنكِ لا ترغبين في الترقية بالأساس، على اعتبار أنها ترتبط بالتزامات جديدة، وهناك الكثيرون الذين يفضلون بالفعل البقاء في وظائف أقل في السلم الإداري كي لا يتحملون تبعات المسئوليات الإدارية، وطالما أن مديرك يبدي إعجابه بعملك فهو يقدرك بالفعل، ولا بد أن تأخذي زمام المبادرة للمطالبة بحقك طالما ترأتين أنه يحق لكِ ذلك، أما مسألة كونك امرأة فهو بالفعل قد يكون عائق أمام اختيارات المدير عندما يرغب في الاختيار، لكن عملك بجد وتحملك ظروف العمل دون تذمر وتحجج بكونه يتنافى مع مسئولياتك كامرأة سيقف في صفك؛ إلا أننا بالتأكيد لن نعرف الإجابة إلا بعد مناقشتك مع مديرك، وقد يرحب جداً ويخبرك إلى أنه لم يكن منتبهًا، أو يرفض..وحينها تعيدين تقييم الموقف وفقاً لأسس واقعية لا افتراضية.
نرشح لك: الصحفيات تسألن.. وفاطمة خير تجيب (1)