محمد الحلواني
لجأ موقع ProPublica الأمريكي إلى نشر العديد من الاستبيانات التي تمثل حجر أساس لما يعرف باسم الصحافة القائمة على التفاعل.
ويقوم الموقع -وهو عبارة عن غرفة أخبار غير ربحية تعمل في مجال إعداد التقارير، والدراسات الاستقصائية عبر الإنترنت- بتحليل ما يدلي به المتفاعلون مع هذه الاستبيانات من نصائح من أجل تحدد رؤوس أقلام وعناوين صحفية مبتكرة بالإضافة إلى تحديد المزيد من المصادر والتعرف على المجتمعات المتأثرة بشكل مباشر بقضية معينة.
ومنذ إطلاق الموقع في عام 2008 حازت بعض تقاريره على جوائز صحفية مرموقة، وقدر ركز الموقع غير الربحي مؤخرًا على الاستبيانات كوسيلة لتطوير صحافة المصلحة العامة ومساعدة فريق العمل في حملة واسعة لجمع التبرعات.
ومع اقتراب مرور 12 عاما على انطلاق موقع ProPublica، قام فريق التواصل الاجتماعي باتخاذ خطوات لتجديد منهجية العمل، بغرض مساعدة مراسليهم في العثور بشكل أفضل على قصص تحقيقات ذات تأثير كبير وتقديم تقارير شاملة.
اقرأ أيضا: الصحفيات يسألن.. وفاطمة خير تجيب (1)
وحقق موقع ProPublica طفرة نمو أدت إلى قفزة كبيرة في عدد الطلبات التي يتلقونها من الجمهور تحثهم على إصدار تقارير عن قضايا تهم شرائح مجتمعية معينة. وارتفع عدد صحفيي ProPublica من 98 إلى 139 شخصًا في غضون السنوات الثلاث الماضية، ولكن الاهتمام الأكبر ينصب حاليًا على تعزيز فريق التواصل الذي أصبح الآن قاطرة قوية يعتمد عليها الموقع في تحديد العناوين القادمة التي ستعتمد عليها التحقيقات الاستقصائية مستقبلاً.
وقالت محررة التفاعل “أريانا توبين” لموقع مختبر Nieman Lab المختص في تطوير الصحافة في عصر الإنترنت: “إن التواصل مع الجمهور والتفاعل معهم يثري العمل داخل غرفة الأخبار، ففي بعض الأحيان نحصل على أدلة عبر زاويا صغيرة بما في ذلك وثائق من سجلات عامة منسية تفتح الطريق أمام تحقيق استقصائي كامل ونتوصل إلى قصص فريدة تجعل ما نكتبه يبدو مختلفًا شكلاً ومضمونًا”.
وأضافت توبين: “أعتقد أن الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه التفاعل في غرفة الأخبار هو المساعدة على اتخاذ القرار الصعب بشأن الموضوعات التي يجب تغطيتها ونأمل أن يستمر التفاعل في تحديد القضايا الأولى بالتغطية، وبمجرد أن نتلقى استجابات وردود القراء يساعدنا ذلك في توجيه العمل الذي تقوم به بشأن هذا الموضوع”.
الجدير بالذكر أن المجالات التي تحظى بنصيب الأسد من التفاعل عبر استبيانات موقع ProPublica تشمل قضايا الصحة والعمل والأمومة.
ونشر ProPublica الاستبيانات التالية منذ يناير 2020:
1- هل أنجبت أي من أطفالك في المنزل؟
2- هل تعرضت لسوء سلوك من قبل موظف عام في ولاية نيو جيرسي؟
3- هل تعرضت لأضرار بسبب خدمة البريد الأمريكي؟
4- هل تصنع، تختبر، أو تسوق مقاعد السيارات؟
5- هل تعمل في خدمة العملاء في Apple أو Disney أو Airbnb؟
6- كم كلفتك تسويتك الضريبية الأخيرة؟
7- هل واجهت سوء سلوك جنسي في الجامعة؟
ويختتم الاستبيان عادة بعبارة: “إذا كان الأمر كذلك، فإن موقع ProPublica يريد أن يسمع قصتك”.