إسلام وهبان
أنتجت قناة “dmc” أواخر يناير الماضي فيلما وثائقيا بعنوان “جزيرة النور”، يحكي عن أكاديمية الفنون، وتاريخها العريق، وما قدمته من إسهامات في مختلف مجالات الفنون.
الفيلم من تأليف وإخراج محمد فوزي سعيد، وتعليق محمد عبد الرحمن، وتصوير بيشوي عاطف، ويأخذنا في جولة داخل أروقة أكاديمية الفنون بمعاهدها السبعة، ليظهر لنا أهمية ذلك الصرح الهائل، الذي يعد أحد أبرز مراكز القوى الناعمة لمصر في العصر الحديث.
يبدأ الفيلم بالحديث عن تاريخ أكاديمية الفنون، والتي يعود تأسيسها للرئيس جمال عبد الناصر، أواخر الخمسينات من القرن الماضي، بقرار جمهوري لإنشاء مدينة الثقافة والفنون، وقد أخذ الدكتور ثروت عكاشة، على عاتقه مهمة تأسيسها، وذلك حين كان وزيرا للثقافة والإرشاد القومي.
نرشح لك: مذكرات محمد رشدي.. كتاب جديد لسعيد الشحات
تقول دكتورة أحلام يونس، رئيس أكاديمية الفنون سابقا، أن علاقة الاتصال والتقارب بين المعاهد وبعضها لم تره من قبل سوى في أكاديمية الفنون، وتهدف الأكاديمية إلى أمرين أولهما أن يحترف الطالب المجال الذي درسه بالأكاديمية، والثاني أن يكون قادرا على تدريسه.
تتجول الكاميرا لتأخذ المشاهد بين جنبات معاهد أكاديمية الفنون السبعة، فتبدا من المعهد العالي للفنون المسرحية، الذي تم تأسيسه عام 1930، ثم أصبح قلب أكاديمية الفنون بعد تأسيسها، ويقول الفنان الدكتور أيمن الشيوي، أستاذ التمثيل بأكاديمية الفنون، إن المعهد العالي للفنون المسرحية يتفوق على كثير من أقرانه في أوروبا وأمريكا، وهو الأول والأكثر تخصصا على مستوى الشرق الأوسط، فالشخصية المصرية تبدع عندما تتاح لها الظروف.
كما يتحدث الفنان الدكتور علاء قوقة، أستاذ مساعد بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، عن الترجمات العديدة التي يتم تدريسها للطلاب والتي نقلت عن كتب حديثة تساعد في الانتقال بفن الممثل إلى منطقة أخرى تركز على البساطة والتلقائية وتهتم بدقة التفاصيل.
كما تحدث الفنان الدكتور محمد عبد المعطي، أستاذ التمثيل بالمعهد، والفنانة الدكتورة نبيلة حسن، وكيلة المعهد العالي للفنون المسرحية، عن الدور الكبير الذي ساهم فيه المعهد منذ تأسيسه وحتى الآن في خروج أجيال من أساتذة التمثيل في مصر، وأهم ما يميز المناهج التي تدرس بالمعهد.
من الصروح الهامة أيضا بأكاديمية الفنون، المعهد العالي للموسيقى العربية، والذي يعرض الفيلم أهم إسهاماته ومواهبه، وما يقدم من خلاله، فيتحدث دكتور أشرف هيكل عميد المعهد العالي للموسيقى العربية، والذي عن أقسام المعهد وما يتم تدريسه بكل قسم. فيما توضح دكتورة مشيرة عيسى، أستاذ البيانو بالمعهد العالي للموسيقى، سبب دراسة الطلاب لآلة البيانو وأهمية دراسته، وتحكي دكتورة نعيمة صادق، الأستاذ بقسم التأليف بالمعهد، عن أسس الدراسة بقسم التأليف والتي ينقسم إلى شق شرقي وآخر غربي، ويتحدث دكتور عز الدين طه عن آليات التطوير بقسم التأليف، كما يعرض الفيلم العديد من المواهب الغنائية بالمعهد، من بينها فرقة أم كلثوم للغناء.
بالتأكيد لا يمكن أن يكون هناك فيلم وثائقي عن أكاديمية الفنون دون الحديث عن أبرز قلاعه والأكثر سحرا لدى الكثيرين، ألا وهو المعهد العالي للسينما، والذي يوضح فيلم “جزيرة النور” أهم رموزه ونجومه من عمالقة التمثيل والإخراج، ويؤكد دكتور محسن التوني، عميد المعهد العالي للسينما أن أجيالا كثيرة مرت إلى عالم السينما من خلال المعهد، مشيرا إلى أن المعهد هو عضو مؤسس بمنظمة “سيلكت”. كذلك يرى دكتور أحمد فهمي رئيس قسم الإخراج بالمعهد، أنه بمثابة المصنع الذي يخرج مبدعي السينما في مصر والوطن العربي، فيما يذكر دكتور أشرف محمد، رئيس قسم السيناريو بمعهد السينما أن هناك علاقة خاصة تنشأ دائما داخل المعهد بين الطالب واستاذه، لافتا إلى أن السيناريو هو فرع أساسي في السينما، فبدونه لا يوجد فيلم، ويشير دكتور هشام جمال، أستاذ التصوير بالمعهد إلى ضرورة تركيز الدارسين على التطور التكنولوجي ومتغيرات صناعة الفيلم، فالطالب لا بد أن يدرس جميع أنواع التصوير. أما دكتور أحمد فهمي.
نرشح لك: “مذكرات صلاح أبو سيف”.. جديد دار ريشة لـ عادل حمودة
يكشف الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة “dmc” عن التنوع الكبير الذي تقدمه أكاديمية الفنون من خلال باقي معاهدها، كالمعهد العالي للباليه، الذي يقدم واحدا من أرقى الفنون، والذي تأسس عام 1961، كذلك المعهد العالي للنقد، والذي تم تأسيسه بقرار جمهوري عام 1971، ويقدم نقادا في كافة المجالات الإبداعية والفنية، كذلك المعهد العالي للكونسيرفاتوار، والمعهد العالي للفنون الشعبية والذي يعد أحدث معاهد الأكاديمية، ويهتم بكل ألوان الفن الشعبي والفولكلوري.
تهتم أكاديمية الفنون بذوي الاحتياجات الخاصة، وتوليهم اهتماما خاصا، لذا تتيح لهم الدراسة بمختلف معاهدها وفقا لدرجة الإعاقة، وهذا ما يظهره الفيلم الوثائقي خاصة في المعهد العالي للباليه.
“جزيرة النور” فيلم يوثق لتاريخ طويل لواحدة من أهم الصروح الإبداعية في مصر والشرق الأوسط، ويؤكد على أن مصر لديها جيش من الأكاديميين والمبدعين القادرين على تغيير المشهد الفني والثقافي وإخراج أجيال من النجوم الموهوبين باستمرار.
نرشح لك: 9 تصريحات لـ نوليا مصطفى.. أبرزها عن انتقادات رقصها على “بنت الجيران”