محمد إسماعيل الحلواني
وسط مخاوف متزايدة من تفشي الإصابة بفيروس كورونا، تحدثت التقارير الصحفية عن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أتلانتا.
وكان الارتباك قد خيم على هذه الزيارة التي تم إلغاؤها في البداية، لأسباب ظلت التقارير الصحفية تتداولها وتناقشها طوال اليوم، وسرعان ما انقلبت التغطية الإخبارية في مجملها إلى انتقادات لترامب وتصريحاته، التي وصفتها بعض وسائل الإعلام بأنها “غير مفيدة”.
لهذا السبب كتب “أليكس بارين” لصحيفة نيو ريبابليك، في الأسبوع الماضي، أن الصحافة الأمريكية السياسية المهووسة بالمواد البصرية ركزت على تصريحات ترامب حول الفيروس أكثر من التركيز على عواقبه على الأرض، ما دفع بارين إلى الاعتقاد بأن ” ترامب ربما يظن أن فيروس كورونا هو شيء يحدث على شاشة التلفزيون، وأنه يستطيع التحكم فيه بما يقول أمام الكاميرات”، أما دان فرومكين، من مؤسسة Press Watch المعنية بتقييم الأداء الإعلامي فانتقد العديد من المقالات التي تركت الفيروس وشأنه وتفرغت لتصريحات ترامب، واقترح فرومكين على المؤسسات الإخبارية المهتمة بمصداقيتها سحب مراسليها السياسيين من تغطية أنباء فيروس كورونا تمامًا، “لأنهم لا يميزون بين الصواب والخطأ”.
وكان موقع Colombia Journalism Review، المهتم بتقييم الأداء الإعلامي في الولايات المتحدة، قد أشار إلى مشكلة أخرى في تغطية أخبار فيروس كورونا سياسيًا، فالقضية وللأسف استغلت من قبل معارضي ترامب لانتقاد استجابة الحكومة لأزمة طبية ملحة، وانتقلت أزمة كورونا إلى معارك بين الحزبين الرئيسيين في البلاد.
وكان براين ستيلتر، الصحفي بشبكة “سي إن إن” قد انتقد أداء ترامب وكذلك أداء غالبية وسائل الإعلام التي تظن أن ترامب هو محور أزمة كورونا، وأوضح ستيلتر: “عندما يتعلق الأمر بتغطية فيروس كورونا، فإن أي حديث عن ترامب ليس سوى زاوية واحدة من بين العديد من الزوايا والقصص التي يجب كتابة أخبارها، بل إن كل قصة وكل زاوية تفرض تحدياتها الخاصة وتعد جديرة بالاهتمام دون استثناء، لأن فيروس كورونا أصبح يهدد باقتحام كل مجالات الحياة وتعطيلها بشكل جزئي أو كلي.
وكتب تشارلي ورزل لصحيفة نيويورك تايمز، الأسبوع الماضي، أن فيروس كورونا يأخذ طريقه ليصبح “الحدث العالمي الوحيد” الذي يختبر بشكل جدي الهيكل الشبكي لقطاعات الحياة، وفي إطار هذا الهيكل يتمثل دور وسائل الإعلام والخدمات الإخبارية في نشر معلومات موثوقة وعالية الجودة للجمهور، ومع ذلك فقد تضاءلت قدرة الصحافة على القيام بدورها وساهمت منصات التواصل الاجتماعي نسبيًا في تآكل دور الصحافة الأمر الذي فتح أبواب الفرصة على مصراعيها أمام انتشار تكتيكات التضليل، وأصبحت المعلومات المفبركة تسرع لملء الفراغ، وفي حين تنسق منظمة الصحة العالمية مع منصات عديدة لاحتواء أزمة الفيروس ونشر الوعي بها، لا تزال المعلومات المضللة تتسلل إلى الجمهور عبر شقوق التواصل الاجتماعي، بما في ذلك قنوات عديدة مثل تطبيق WhatsApp وغيره مما يجعل تعقب المعلومات المضللة وتصحيحها مهمة صعبة.
نرشح لك: نبض القارئ.. موقع أمريكي يقتحم الصحافة القائمة على التفاعل