تتلقى الكاتبة الصحفية والمدربة فاطمة خير، العديد من الأسئلة من صحفيات يواجهن مشكلات مهنية متنوعة.
وفيما يلي يرصد “إعلام دوت كوم” مجموعة من أسئلتهن، وإجابة فاطمة خير عليهن:
س: أعيش قصة حب حقيقية، ومنذ بداية الدراسة الجامعية، وقد تخرجنا بالفعل في الجامعة، وبدأنا مشوار الحياة العملية سوياً، ونحن محظوظان جداً لأننا عملنا بمجرد تخرجنا، واتفقنا على الارتباط الرسمي، لأن أمورنا المالية ستستمح ببداية معقولة،لكن المفاجأة، أنه قد طلب مني أن أترك عملي في الصحافة، وأنتقل إلى وظيفة ستكون مناسبة لكوني أم وزوجة، خصوصاً أن عمله يتطلب منه الغياب عن البيت لفترات طويلة لأنه أيضاً يعمل في المجال الإعلامي، وقد صدمني هذا الطلب كثيراً، وأنا الآن في حيرة شديد، هل أوافق وأكمل حياتي مع الشخص الذي أحببته؟ أم أرفض وقد يترتب على هذا أن يذهب كلٍ منا في حاله؟
ج:عزيزتي ، أعتقد أن الإجابة واضحة لكنك تخشين أن تواجهي نفسكِ بالحقيقة، ببساطة فلنتصور أن الوضع معكوس؛ فهل سيقبل هو أن يتخلى عن حلمه المهني من أجلك؟ على سبيل المثال لو أنك قد حصلتي على فرصة للسفر وتطلب ذلك أن يترك عمله كي يرافقك؟ بالتأكيد سيرفض! ببساطة هذه النوعية من الأِخاص تعتبر أن عمل المرأة ليس أمراً مهماً، وأن حلمها المهني هو أمر فرعي يمكن أن تتخلى عنه لأجل رؤية شريكها في الحياة! لكن أي شراكة هذه التي تتطلب من أحد طرفيها التنازل عن حلم مهم ليس هامشياً بأي حال من الأحوال، وأعتقد أن السؤال الحقيقي الذي تحتاجين للإجابة عليه هو: هل تريدين بالفعل الاستمرار في العمل في المجال الإعلامي؟ هذا هو السؤال الأهم، لأن إجابته سيترتب عليها موقفك من طلب خطيبك أو الشخص الذي ترتبطين به وترتبان للخطوبة.
وأدعوكي لأن تكوني صريحةً من نفسك، فلو أن الإعلام هو حلمك إذن يجب أن تدافعي عنه بكل قوة وذكاء، فأي حلم يستحق الدفاع عنه، والحلم المهني قد لاندرك قيمته إلا متأخراً ويكون الثمن غالي إنسانياً أو مهنياً، أما حلم العمل في المجال الإعلامي فله خصوصية شديدة، هذه المهنة متميزة وفريدة، قاسية وعنيفة، وأيضاً رائعة! إذا تنازلتي عن حلمك لكنك احتفظتي به داخلك ستعيشين بألم مدى الحياة، أو أنك ستكرهين شريك حياتك الذي كان السبب في تخليك عن حلمك. أما إذا لم يكن هذا هو حلمك الحقيقي، حينها فلتقومي بإعادة تقييم الموقف، واتخذي القرار المناسب.
وأنصحك..إذا كان الإعلام حلمك، وهذا الشخص هو حبك الحقيقي، فلا تتخلي عن أيٍ منهما، وافعلي ما تستطيعين، قاومي، فاوضي، قاتلي لأجل كليهما..فكليهما يستحق.
س: أحلم بأن أكون مذيعة، وأن أجلس في الاستوديو، تحاوطني الكاميرات، وينتظرني الجمهور بشغف، وأطل في كل مرة بمظهر جذاب، كل ذلك قبل أن أحصل على الثانوية العامة، فقد فاتني أن أحصل على المجموع المؤهل لدخول كلية الإعلام بجامعة القاهرة وقد كانت حلم حياتي، كما أن مجموعي لم يؤهلني للالتحاق بكلية بديلة، والتحقت بكلية أخرى جيدة واخترت أن أتخصص في إحدى اللغات، لكنني أشعر أن حلمي انهار، فأنا لا زلت أحلم بالكاميرا والإضاءة والشهرة، ولا أعرف هل أنا بالفعل قد خسرت حلمي للأبد؟ أم أن هناك فرصة أمامي لأن أكون مذيعة في يوم من الأيام؟
ج: عزيزتي، حلمك مشروع تماماً ورائع، ويدل على الشغف وهو أمر مهم لمن يعمل في الإعلام، لكن هناك أمر آخر يجب أن تضعيه في حسبانك، وربما قد غاب عنك بسبب صغر سنك، أنتِ لا تزالين في مقتبل العمر وأول الطريق، ببساطة.. لاتوجد فترة صلاحية للحلم الحقيقي نيأس بعدها من تحققه! يجب أن تقاتلي وتبحثي عن سُبل لتحقيق حلمك أياً كان هذا الحلم، فما بالك بحلم رائع مثل هذا!
أشخاص كثيرون نقابلهم في الحياة، يحكون عن أحلامهم بصيغة الماضي، وهؤلاء لا يمتلكون سوى الحسرة؛ فهل تريدين أن تصبحي مثلهم؟ الخيار لكِ وحدك، فلتعتبري كل عثرة هي تحدي لا أكثر، ومواجهة التحديات بإيجابية هو ما يفرق ما بين الشخص الناجح والشخص الآخر، كما أنني أرى أن لديكِ فرصةً عظيمة بدراسة لغة أجنبية، فدراسة اللغات تفتح أبواب الفرص بشكلٍ عام، وفرص العمل الإعلامي تحديداً، كل ما في الأمر أن عليكِ التعامل مع حلمك بشكل أكثر جدية، على أنه هدف يجب أن تسعي بكل قوة لتحقيقه، ويمكنك في سبيل ذلك الحصول على دورات تدريبية متخصصة في المجال الإعلامي، وهي متوافرة ويمكن الوصول لها بسهولة، وقد تحصلين في وقتٍ لاحق على فرصة تدريب في إحدى القنوات التليفزيونية، وأنصحكِ أيضاً بمتابعة عدد كبير من مذيعي القنوات المحلية والعربية والأجنبية ، فالتعلم بالمشاهدة مهم للغاية.
س: خسرت للتو فرصة تدريبية عظيمة جداً، في محطة تليفزيونية معروفة، لأسباب خارجة عن إرادتي، ولن يمكنني تعويضها على الأقل هذه الأيام، فأنا لا زلت مبتدئة، فقد تخرجت حديثاً، والبديل الوحيد أمامي حتى لاتضيع مني أحلامي هو السفر، فقد استطاع زملاء توفير فرصة عمل بأجر ضئيل، في محطة تليفزيونية مهمة، لكن خارج البلاد، وأخشى أن أقول لأهلي، فيطلبون مني ترك مجال الإعلام، وأنا أتشوق بشدة لبدء تجربة جديدة، حتى وإن كان فيها مخاطرة، لكنها ستضعني في الطريق الصحيح كي أحقق أهدافي، لكن من ناحية أخرى أخشى مواجهة أهلي، فماذا أفعل؟ هل أترك الفرصة تضيع مني ، وأتجنب المواجهة مقابل أن لا أفتح باباً يؤدي إلى أن أترك المجال الذي أحب؟ أم أخوض المواجهة وأنتظر النتائج؟
ج:عزيزتي، أمامك خيار من اثنين لا ثالث لهما: إما تجنب المواجهة مع أهلك والتنازل عن حلمك، أو المواجهة مه أهلك للحفاظ عليه، ولو أن لديك حلم حقيقي فيجب أن تخوضي كل الصعاب لأجل تحقيقه على شرط أن يكون حلم حياتك، لا مجرد محاولة للبحث عن التحقق المادي أو الوظيفي بغض النظر عن مجال مهني محدد.
لكن حتى المواجهة لها أصول، المواجهة ليست صداماً؛ بل محاولة للإقناع، ويعني هذا سرد مبررات وآليات عقلانية، فمن حق أهلك الخوف عليك، ومن حقهم أيضاً الاطمئنان إلى أنك تدركين ما تفعلين، هذا سلوك منطقي ومحبب من الأهل، وقد تفاجئين بعدم معارضتهم أصلاً، أو أن موقفهم قد يتحول إلى الدعم، لكنك لن تعرفي كل هذا إلا إذا بادرتي بالمحاولة.
وإذا لم تفضلي أيٍ من الخيارين المنطقيين من وجهة نظري، فليس أمامك سوى انتظار فرصة جديدة قد تجلبها الظروف، وحينها قد تنتظرين طويلاً بلا أمل منطقي.
نرشح لك: الصحفيات يسألن.. وفاطمة خير تجيب (2)