مروة رفعت
بعد إشادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بدور الإعلام وتغطيته في ظل أزمة كورونا، خلال لقائه بعدد من السيدات المصريات بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة المصرية، استطلع “إعلام دوت كوم” آراء بعض الخبراء فيما ينقص الإعلام في تغطيات كورونا، ومن بينهم الخبير الإعلامي الدكتور ياسر عبد العزيز.
أرجع “عبد العزيز” الإشادة التي تلقاها الإعلام المصري من قبل الرئيس في تناول انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)؛ إلى توافق التغطيات التي تنطلق من إجماع وطني وإنساني تقليدي، يرتكز على فكرتين أساسيتين وهي الإبلاغ والتوعية، مع رؤية الرئيس السيسي لدور الإعلام، وهي أن يكون ظهير للدولة.
وتم ترجمة ما يقوم به الإعلام بأنه اصطفاف وراء الدولة ومساندة لأدائها في مواجهة هذه الجائحة التي تنتشر في العالم كله، وهذا الأمر تصادف أن اتفق مع رؤية الرئيس لدور الإعلام، وهو مساندة مشروعاتها والتصدي للتحديات كما تتصورها الحكومة، ومن هنا جاءت الإشادة النادرة من رئيس الجمهورية.
وأكد على أن الإعلام المصري يمر بأزمة تنظيم وأداء عميقة، ويحتاج إلى إصلاح وتطوير، وهذا أمر لم يحدث حتى الآن.
هل تغطية كورونا محك لتقييم الإعلام؟
قال عبد العزيز: تغطية كورونا ليس محكا لتقييم قدرة وأداء الإعلام المصري، وذلك لأنها أزمة سهل تغطيتها، لأن بها اصطفاف ومساندة تلقائية.
واستطرد: المحك الذي يقاس به أداء الإعلام يكون في القضايا الخاضعة للتباين، والقضايا المختلف عليها، وهذا الأمر لم يحدث، وبالتالي فكرة أن الإعلام اجتاز امتحانا وأصبح طالبا ناجحا فكرة خاطئة، وما يمكن أن يقال هنا “أداء الإعلام في أزمة كورونا لاقى إشادة من الرئيس نقطة. أو لاقى ارتياحا لديه، ومع ذلك (الإبلاغ والتوعية) ليس معناه إننا ناجحين”.
ما ينقص الإعلام في تغطية كورونا
لخّص ياسر عبد العزيز ما ينقص الإعلام في تغطيات كورونا، في ثلاث نقاط رئاسية وهي:
1- الإعلام فاقد الاتجاه: واتضح ذلك من بداية التغطية الإعلامية لموضوع كورونا، والتي كانت تعكس في البداية قدر من الاستهانة وعدم الاهتمام، وكان هذا الطابع غالب على التغطية الإعلامية، إلى أن ظهرت خطورة الأمر، وبدأت الدولة توعز لوسائل الإعلام للتعامل مع الأمر باهتمام، فغيّر الإعلام اتجاهه من الاستهانة إلى المبالغة في التوعية والتشديد، وهذا يعني أن الإعلام لا يتبع أسس مهنية ولكن في معظمه يعتمد على إيعاز من الدولة.
2- قطاع من التغطية يعتمد على one man show: مذيع التوك شو الذي يظل لساعتين يتكلم بوصفه خبير اجتماعي وصحي واقتصادي وإعلامي واستراتيجي، ويقول للناس آرائه باعتبارها حقائق.
3- اختيار المصادر: مازال الإعلام غير قادر على اختيار المصادر واستخدام أدواته بشكل صحيح، فمثلا قطاع التليفزيون يعمل كراديو، ولا يستخدم التليفزيون أداته المرئية في عمل تقارير، أو فيديو جراف، أو مصادر من عواصم، وأفلام قصيرة وغيرها، ولكن يعتمد على التلقين، للحد الذي يمكنك فيه فصل الشاشة والاستماع إلى ما يقال كإذاعة، دون أن تشعر بأن شيء ينقصك.