أحمد عدلي
على غرار شخصية الصحفي المعارض بجريدة “لا”، الشخصية التي قدمها الفنان أحمد صيام في فيلم “السفارة في العمارة” قبل 18 عامًا، تتعامل قنوات الإخوان مع متابعة الأخبار في مصر، تعترض على أي تصرف للحكومة لمجرد الاعتراض فحسب، فدائمًا تسير في الاتجاه المعاكس بغض النظر عن صحة أو خطأ القرارات الحكومية المتخذة وهو ما ظهر بشكل واضح خلال تعامل الحكومة مع أزمة فيروس كورونا.
عبر تسليط الضوء على زاويا محددة تحاول قنوات الإخوان السخرية والانتقاد لأي قرار تتخذه الدولة المصرية حتى لو كان هذا القرار صائبًا، واتباع طريقة ساخرة في تناول الأخبار الجادة في محاولة للتقليل من هذه القرارات، فيما ظهر واضحًا تراجع نسب المشاهدات الخاصة بهذه المقاطع خلال الأسابيع الماضية خاصة مع تكرار المؤتمرات الصحفية لرئيس الحكومة والوزراء من أجل توضيح الحقائق وشرح الخطوات التي سيتم اتخاذها وأسبابها.
العمالة غير المنتظمة
تركز قنوات الإخوان على وضع العمالة غير المنتظمة، بشكل كبير باعتبارهم أكثر الفئات المتضررة من توقف أعمال عديدة نتيجة مخاوف انتشار فيروس كورونا، في الوقت الذي لم تقم فيه بالتطرق لمبادرة وزارة القوى العاملة لصرف 500 جنيه لهذه العمالة عبر طرق واليات محددة تضمن وصول المبالغ المالية لمستحقيها.
وبدلًا من متابعة آليات الصرف والتسجيل والمشكلات التي يمكن أن تواجه البعض، تكتفي القنوات المختلفة بالتركيز على كارثية القرار للآلاف من الأسر المصرية، لكن ما تغفله هذه القنوات هو أن هذا الوضع طال عشرات البلاد حول العالم وأوقف الحياة فيها بشكل كامل.
صحيح أن هناك متضررين من الأوضاع بخلاف العمالة غير المنتظمة، منها العاملين في القطاع السياحي الذين يواجهون أزمة غير مسبوقة، إلا أن هذا الوضع عالميًا وليس مصريًا فقط، فمتاحف فرنسا أغلقت قبل أسابيع بشكل كامل، وأشهر الشوارع التجارية حول العالم أغلقت محلاتها بما فيها شوارع أسطنبول التي تبث منها هذه القنوات من دون أن تتطرق لما يحدث في محيطها.
سخرية وانتقاد دائم
عندما قامت وزيرة الصحة بزيارة الصين تم السخرية منها، ومن زيارتها التي حملت رسالة تضامن، بينما جرت السخرية والتقليل من المساعدات المصرية التي أرسلت إلى إيطاليا بعدما تحولت إلى بؤرة تفشي المرض، بالرغم من أن هذه المساعدات طبيعية ومنطقية في ظل عدة اعتبارات تربط مصر وإيطاليا خاصة وأن حجم التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى 7.2 مليار دولار، حيث تعتبر ايطاليا أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر على مستوى العالم.
تضخيم الأحداث
بالرغم من الإعلان الرسمي الصادر من القوات المسلحة حول وفاة اللواءين خالد شلتوت، وشفيع عبد الحليم داود، فور حدوث الوفاة من المتحدث الرسمي إلا أن قنوات الإخوان تعاملت مع الخبر وكأنه كارثة في الوقت الذي أعلنت فيه عدة دول عن إصابة شخصيات بارزة فيها عسكرية ومدنية بالفيروس، مع الأخذ في الاعتبار أن حدوث حالات الوفاة والإعلان عنها جاء من الجهات المعنية بشكل رسمي فور حدوثها.
أزمة كورونا مصرية
حتى الآن ووفقًا لعدد السكان ونسبة الإصابات والوفيات، تعتبر مصر من أقل الدول تضررًا بإصابات فيروس كورونا، لكن قنوات الإخوان تتعامل مع الأزمة في مصر وكأنها أزمة مصرية خالصة دون النظر إلى أن عدد دولًا مجاورة بعدد سكان أقل سجلت ربما أعداد إصابات تقترب مما سجلته مصر، فالفيروس في مصر حتى الآن يتم اكتشافه من خلال تتبع حالات الإصابة بما يعني استمرار وجود فرصة كبيرة لمحاصرته بشكل كامل في فترة وجيزة.
تسهيلات غير مذكورة
قامت الحكومة بتسهيلات استثنائية سواء للعاملين فيها أو المتعاملين مع الجهات الحكومية بشكل مباشر، بداية من تخفيف أعداد العاملين ومنح أجازات مدفوعة للمرضى والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وصولًا لتمديد بعض الأوراق الرسمية التي أوشكت على الانتهاء خلال الفترة الحالية بشكل استثنائي، فضلًا عن الالتزام بدفع جميع الرواتب لموظفي الدولة حتى في الجهات التي توقف العمل فيها، وهي كلها قرارات وتحركات لا تراها أعين مذيعو قنوات الإخوان.
نرشح لك: إخبارية تعليمية ترفيهية.. هكذا تواجه القنوات المصرية أزمة كورونا