عرفة أحمد
مع تصاعد الأزمة الخاصة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، لجأت العديد من المؤسسات الصحفية -داخليًا وخارجيًا- لوقف طباعة وتداول الصحف الورقية، ومنها الأردن والإمارات والمغرب؛ تفعيلًا للإجراءات المتخذّة من أجل مواجهة انتشار الفيروس، مع استمرار هذه الصحف في توفير الخدمات الإعلامية عبر منصاتِها الإليكترونية.
داخليًا، اتخذت العديد من الصحف الأسبوعية المصرية، لا سيما الخاصة منها، قرارًا بالاحتجاب، ووقف طباعة النسخة الورقية، بالتزامن مع قرارات مجلس الوزراء للوقاية من فيروس كورونا؛ ومن هذه الإصدارات: “فيتو”، “اليوم الجديد”، “صوت الأزهر”، “إسكان مصر”.
قال الكاتب الصحفى عصام كامل، رئيس تحرير جريدة “فيتو” الأسبوعية، إنّ العمل يسري فى الصحيفة كما كان قائمًا قبل القرارات الحكومية الأخيرة، مؤكدًا أن النسخة الورقية تُطرّح عن طريق الـ”PDF” على الموقع الإلكتروني للجريدة؛ للوصول إلى أكبر عددٍ من القراء.
أضاف “كامل” فى تصريحٍ خاصٍ لـ”إعلام دوت كوم” أنّ النسخة الورقية تكون معرضةً للشارع، وعلى الأرصفة، وتتداول بين عددٍ كبيرٍ من الأشخاص، وبالتالي هناك خطورة من النسخة الورقية، لا سيما أنّ مصر لم تعمل على نطاقٍ واسع بالنسخ المطبوعة “المغلّفة” مثلما يحدث فى الدول الأجنبية.
أكد رئيس تحرير “فيتو” أنّ قرار وقف طباعة النسخة الورقية مطبقٌ لمدة أسبوعين؛ الجارى والمقبل، وإذا كانت هناك قراراتٌ حكوميةٌ جديدةٌ احترازية من فيروس كورونا، فمن الممكن أن نمدّ أيضًا في قرار الاحتجاب عن التداول في السوق.
من ناحيته، أكدّ الزميل ياسر بركات، رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة “الموجز” أنّه مستمرٌ فى العمل بصورةٍ طبيعيةٍ سواء في ما يخص الإصدار الورقي الأسبوعي، أو الموقع الإلكتروني للصحيفة.
وبشأن اتخاذه قراراتٍ جديدةً في حال استمرار أزمة فيروس كورونا أو تطورها مستقبلًا، قال رئيس تحرير “الموجز”: “يعني خلينا متفائلين وإن شاء الله خيرًا”.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي إبراهيم موسى، رئيس تحرير جريدة “اليوم الجديد”، إنّه أوقف طباعة النسخة الورقية منذ أسبوعين؛ الماضي والجاري، تماشيًا مع الإجراءات الحكومية الاحترازية لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”.
أضاف “موسى” في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ”إعلام دوت كوم“، أنّ العمل يسري بصورةٍ طبيعيةٍ في ما يخص ضخّ المواد الصحفية على الموقع الإلكتروني لصحيفة “اليوم الجديد”، فضلًا عن العمل بقرار تقليل نسبة الزملاء في الموقع، والاعتماد أكثر على ممارسة العمل الصحفي من الخارج، مضيفًا أنّ صرف رواتب الزملاء في الجريدة جرى بصورةٍ طبيعيةٍ.
أشار رئيس تحرير “اليوم الجديد” إلى أنّ التجهيز للنسخّة الورقية في المقر يكون سببًا في التزاحم بين الزملاء، فضلًا عن تداول هذه النسخ في الخارج، وبالتالي كان الاحتجاب عن الصدور قرارًا ضروريًا، ولن نكون سببًا في إيذاء أحدٍ.
بدوره، يرى الزميل محمود الجندي، رئيس تحرير جريدة “إسكان مصر”، أنّ عددًا من الدول العربية مثل الأردن والمغرب، وكذلك الدول الأجنبية، اتخذت قرارًا بوقف الصحف المطبوعة؛ خاصةً أنّ هناك بالفعل خطورةً على المواطنين من تداول النسخ المطبوعة.
أضاف “الجندي” في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ”إعلام دوت كوم” أنّ النسخ الورقية تتعرض للتداول بين عددٍ كبيرٍ من الأشخاص، بدءًا من عمال المطابع، ثم التوزيع، وصولًا للقارئ الذي يصطحب هذه النسخة لمنزله، وبالتالي تتعرض للتداول بين أهل بيته وأطفاله، ما يؤكد خطورة تداول النسخ المطبوعة.
تابع: “حاليًا مفيش سوق للنسخة الورقية، هو مين بينزل الشارع أصلًا، كما أننا نعتمد أكثر على الاشتراكات، ولدينا أكثر من 500 شركة، مناديب التوزيع لا يجدون أحدًا في تلك الشركات لاستلام النسخ الورقية، فكان من الطبيعي أن نأخذ قرارًا بالاحتجاب دون صدور قرارٍ رسمي من الدولة”.
أشار رئيس تحرير “إسكان مصر” إلى أنّه وضع سقفًا زمنيًا مدته شهر للعودة، متابعًا: “عايزين نعرف بس إحنا رايحين على فين، كما أننا نمارس عملنا بصورةٍ طبيعيةٍ من منازلنا في ما يخص الموقع الإلكتروني، وكنا لأخر يومٍ قبل الاحتجاب نعمل من المقر، ولكن علينا المساعدة في وقف انتشار فيروس كورونا”.
وفي وقتٍ سابقٍ، قال الكاتب الصحفي أحمد الصاوي، رئيس تحرير جريدة “صوت الأزهر”، إن قرار الحجب المؤقت للنسخة الورقية من الجريدة الناطقة بلسان مشيخة الأزهر، ارتكز على البعد الوقائي في المقام الأول، في إطار الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، وليس البعد الاقتصادي كخفض تكاليف الطباعة والتوزيع.
وقال فى تصريحاتٍ صحفيةٍ إن النسخة الورقية تعتمد على المشتركين الأساسيين الذين يمثلون نحو 90% من توزيع الجريدة، وأن الاشتراكات عن العام الحالي مسددةً، مشيرًا إلي أن الاهتمام ينصب حاليًا على تعويض المشتركين عبر إضافة خدمات إلكترونية ورسائل إخبارية يومية، إلي جانب نسخة الـ pdf من الجريدة في موعد صدورها المعتاد الأربعاء من كل أسبوع.
أضاف أن سياسة الأزهر الشريف في الالتزام بكل إجراءات الدولة الاحترازية، تهدف لحماية جميع العاملين في الأزهر وجميع المتعاملين مع المؤسسات الأزهرية المختلفة، والجريدة جزء من هذه السياسة، وقرارها يستهدف حماية مشتركيها وقرأها والعاملين فيها في المقام الأول.
نرشح لك: كيف أثرت أزمة فيروس كورونا على منصات المشاهدة الرقمية حول العالم؟