تتلقى الكاتبة الصحفية والمدربة فاطمة خير، العديد من الأسئلة من صحفيات يواجهن مشكلات مهنية متنوعة.
وفيما يلي يرصد “إعلام دوت كوم” مجموعة من أسئلتهن، وإجابة فاطمة خير عليهن:
س: أعمل صحفية منذ سنوات طويلة، والتحقت منذ فترة قصيرة ببرنامج تليفزيوني، ورغم الإجهاد الشديد إلا أنني سعيدة، فأنا أستطيع الآن وللمرة الأولى تحقيق دخل مادي يناسب احتياجاتي، ويحقق لي بعض الوفرة، ويسمح لي بعمل تراكم مادي، وأبذل جهداً كبيراً لعمل توازن بين العمل في الجريدة والبرنامج واحتياجات أسرتي، فلدي طفلين، والحمد لله يوفقني الله في كل هذا، وساعدتني خبرتي الصحفية الطويلة نسبياً في بذل مجهود أقل للحصول على نتائج جيدة في عملي، فلدي رصيد من الخبرات والعلاقات، كما أن زيادة دخلي ساعدتني في استقدام مساعدة منزلية، وشراء بعض الوجبات الجاهزة إذا لزم الأمر، كل هذا رائع لكن المشكلة أن زوجي أصبح يتهمني بالإهمال، وبالتقصير نحو واجبات بيتي وأمور أطفالي، بل أن الأمر تطور وصار يتهمني بأنني أنانية ولا أفكر سوى في مكسبي المادي! رغم أنه يعلم جيداً أني أشارك بكل دخلي في مصروفات البيت واحتياجات أطفالي، وأن زيادة مصلحة للجميع،وما يدهشني أكثر هو أنه يعمل في المجال نفسه، أي أنه يدرك جيداً أن جهدي الكبير المبذول هو ضرورة للاستمرار والبقاء في مضمار المنافسة! وهو يطلب مني الآن أن أترك البرنامج أو الجريدة ويتعارك معي باستمرار للضغط علي؟ فماذا أفعل؟
ج: عزيزتي.. في الحياة يوجد دوماً أولويات، وعلينا تحديث أولوياتنا بشكل مستمر، بتضمينها المستجدات في حياتنا، ومن الطبيعي أن تسعين لتطوير ذاتك وزيادة فرصك المهنية وزيادة دخلك، لكن المهم أن تكوني أنتِ من يقوم بتحديد أولوياتك، لا أن تُفرَض عليكيِ تلبيةً لرغبات أو احتياجات شخص آخر، أنتِ وحدك القادرة على تحديد إذا كان عملك الجديد هو إضافة حقيقية لكِ أو لا، ربما يكون زوجك على حق وأن وقتك أصبح مستهلكاً بشكل كبير مما يؤثر على حياتك الشخصية، وحينها يجب أن يكون تقييمك للوضع موضوعي للغاية، ومتجرد، وعليكِ إذا صح ذلك أن تحددي أولوياتك، فالدخل المادي الأعلى مهم لكن ليس على حساب التزاماتنا نحو أنفسنا أو أحبتنا، وقد تضطرين للتضحية بالدخل الإضافي مقابل سلامك النفسي، فبعد فترة قد تكتشفين أن ما قدمتيه مقابل هذا الدخل لا يستحق التضحية، وهناك حل آخر..أن تقللي من تواجدك في الجريدة، أو تحصلي على أجازة مؤقتة، كي تمنحي تركيزك للفرصة الجديدة، خاصةً إذا كان أطفالك لا يزالون صغاراً ويحتاجون لرعاية كبيرة وجهد كبير منك، خاصةً لو كان زوجك لا يمانع في خسارة بعض من مشاركتك المادية في البيت، أما إذا فكرتي ملياً واكتشفتي أن ما يفعله زوجك هو بدافع الغيرة لا غير، كونه يعمل في المجال المهني نفسه، وربما يكون قد شعر بتفوقك عليه أو بصعود نجمك في مجالك، وهو ما يكرهه بعض أو كثير من الأزواج، وبالطبع لن يصارحك بذلك، لكنه سيخلق مشاحنات كثيرة معك، حينها يجب أن يكون لكِ وقفة حازمة معه، على أن تعرفي أنكِ ستدخلين معركة طويلة الأمد نتائجها غير معلومة، نصيحتي لكِ حينها أن تكوني “طويلة البال”، وأن تجنبي مشاعرك، فلا تحزني لخذلانه لكِ بشعوره بالغيرة فالرجل الشرقي ظالم بطبيعته من هذهِ الزاوية دون أن ينتبه لذلك، كوني قوية، وواضحة مع نفسك..هذا هو الأهم، وحظاً سعيداً.
س: أحب عملي في الصحافة جداً ،ومتفوقة فيه بشهادة زملائي ومدرائي ومصادري، وأشعر بالتحقق فيه إلى أقصى حد، كما أن مكانتي مميزة في محل عملي، المشكلة أن زميلة انضمت للعمل في المكان، ونذ وصولها وأشعر أنها تتعمد خلق المشكلات معي، وعلمت أنها ترغب في الحصول على ملفي ومصادري التي أقوم بمتابعتها، وبعد أن أعيتها الحيلة معي بسبب اجتهادي والتزامي، بدأت في استخدام حيل ملتوية، وأساليب لن أستطيع منافستها فيها، ذلك أنني والحمدلله وبشهادة الجميع حسنة السيرة، وأحب اتقاء مواطن الشبهات، أما هي فشعارها أن الغاية تبرر الوسيلة، حتى أنها تعلن ذلك بكل وضوح، وأنا أخشى أن أخسر المعركة أمامها، ولم أقابل نوعية مثل هذهِ من قبل، كما أنني راكمت كثيراً في ملف القطاع الذي أتابعه وأخشى جداً أن يتم سحبه مني وإعطاءه لها دون وجه حق، فماذا أفعل؟
ج: عزيزتي..وحدها الأشجار المثمرة هي ممن تتلقى الأحجار، فهناك دوماً من يريد الحصول على ثمارها حتى لو كان عن غير وجه حق؛ لذا يجب أن تستعدي للمواجهات على مدار حياتك المهنية المقبلة، أياً كان شكل المواجهة، وطبيعة الشخص، ونوعه، ستقابلين رجالاً يكرهونك فقط لتميزك أو لأنك امرأة، وستقابلين نساء يكرهونك لأك لا تعتمدين سوى على مهنيتك ولم تصلي للنجاح باستخدام طرق ملتوية، سيكون هناك تفاوت في درجة الشر، ونوع الأذى، وسيأتي دوماً دون توقع على حين غرة، لكن هكذا هي طبية الشر ..غادر وخسيس؛ لذا تعلمخي متى ينبغي عليكِ المواجهة، ومتى يجب عليكِ الانسحاب، وكيف يكون لكلٍ منهما آلياته، كيف تكسبين أرضية في المعركة؟ وكيف تخلقين جبهة لدعمك؟ المهم ألا تستلمي، وإذا تحتم عليكي خسارة معركة؛ فلتكوني حريصة على أن تخوضيها أولاً،لا أن ترفعي راية الاستسلام قبل بداية المعركة، واحرصي قبل أي شئ على ألا تكون خسارتك في نفسك.
نرشح لك: الصحفيات يسألن.. وفاطمة خير تجيب (3)