رباب طلعت
حالة من الملل أصابت العالم بأكمله بسبب الحجر المنزلي المفروض على الجميع، وحظر التجول الليلي أو الكلي في بعض البلدان، وعدم قدرتهم على الخروج، وقضاء أوقات فراغهم بالخارج، إلا أنه بالنظر للجانب المشرق، فهي فرصة جيدة أتيحت لصناع الإعلام والمنصات الرقمية والتطبيقات الذكية ليتصدروا المشهد.
الكثير من الفوائد التي تعود بالفعل على مجال “الميديا” في ظل الحجر المنزلي، يرصدها “إعلام دوت كوم” فيما يلي:
المنصات الرقمية وركوب الموجة
أدركت المنصات الرقمية سريعًا الموقف، واستفادت منه بشكل كبير، بمنح اشتراكات مجانية للمشاهدين، تتيح لهم التعرف على محتواها، ضمن مبادرات مختلفة هدفها حث الجمهور على المكوث في المنزل وتنفيذ تعليمات الحكومات بحظر التجول.
على المستوى العربي، أعلنت منصة “شاهد” تقديم اشتراك مجاني على “شاهد VIP” لمدة شهر مجانًا، ضمن حملة “معاكم بالبيت” التي أطلقتها مجموعة mbc، للتوعية بأهمية تقليل الخروج للحد من انتشار كورونا، وتقدم شاهد خدمتين للعروض هما “عروض شاهد الأولى” Shahid PREMIERES؛ و”أعمال شاهد الأصلية” Shahid ORIGINALS؛ وفي كل منهما محتوى ثري للمشاهد العربي.
تزامنًا مع فرض حظر تجول جزئي في مصر، أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فتح منصتها Watch IT لمدة شهر مجانًا، للترفيه عن المشاهدين، والتي تحتوي على كنوز الدراما والسينما المصرية، بالإضافة لـ58 فيلمًا وثائقيًا نادرًا عن مصر ورموزها والمسرحيات، وكذلك مكتبة شاملة لبرامج قنوات المتحدة، وكل ما يهم المشاهد المصري.
نرشح لك: ماذا يتابع الإعلاميون الرياضيون في زمن الكورونا؟
عالميًا، أطلقت منصة “نتفليكس” الكثير من الإنتاجات الأصلية، وأبرزهم سلسلة علمية باسم “pandemic” أي الجائحة أو الوباء العالمي، الصدفة التي صبت في صالح المنصة، حيث إنها طرحته بداية يناير وهو يدور حول الأنفلونزا الإسبانية ويتساءل هل من الممكن أن يصاب العالم بفيروس مماثل؟ لتكن الإجابة في أرض الواقع هي “كوفيد 19”.
تقارير ألمانية، أكدت أن الفائز الوحيد في أزمة “كوفيد 19” هي منصات المشاهدة الرقمية، والتي على رأسها “نتفليكس”، و”أمازون”، وغيرهم، نظرًا لغلق السينمات والمسارح وغيرها من أماكن الترفيه، بالإضافة إلى أن التقارير العالمية أكدت ارتفاع أسهم “نتفليكس” إلى 0.8% في البورصة مطلع مارس، الوقت الذي ينهار فيه الاقتصاد العالمي!
ذلك بالطبع بشرى سعيدة للمنصات العربية مثل Watch It وشاهد، خاصة إذا ما استطاعوا خلال ذلك الشهر المجاني، كسب ثقة الجمهور، وجذبه بإرضاء ذائقته، ليتحول لمشترك رسمي عليها.
التلفزيون.. فرصة عظيمة وتحدٍ كبير
يواجه التلفزيون تحدٍ كبير، أمام زخم المنصات الرقمية، خاصة أن أغلب المراهقين والشباب يفضلون المشاهدة الرقمية، إلا أن الضغط العالمي على خطوط الإنترنت، بسبب ممارسة الكثير من الشركات وأصحاب الأشغال عملهم على الشبكة العنكبوتية، أدى لمطالبات دولية للمنصات العالمية بوقف عرض الفيديو بدقة عالية، لمنع الإنترنت من الانهيار تحت ضغط الاستخدام غير المسبوق بسبب جائحة فيروس كورونا، ما دفع “نتفليكس” التي تعرضت بسبب الضغط لتوقف خدماتها حول العالم الأربعاء المقبل، وتداركت الأمر سريعًا.
وذلك يرجح أن تلك المنصات قد يهددها انقطاع الإنترنت، مما يعيد للتلفزيون عصره الذهبي، إلا أنه وبدون تلك الاحتمالية، أمامه أيضًا فرصة عظيمة وتحد أكبر للعودة من جديد لصدارة المشهد، بتقديم محتوى منوع ويليق بذائقة مختلف الأعمار والفئات، وهو ما بدأت به القنوات المصرية بالفعل.
نرشح لك: استطلاع: رأي القيادات الصحفية في تجميد “المطبوع” للوقاية من كورونا
فعلى الجانب الخبري وهو الأهم حاليًا نظرًا لتتبع الكثيرين لكل ما يدور حول الوباء العالمي لحظة بلحظة، تقدم EXtra News، مواد إخبارية وتحليلية هامة، بالاستناد على خبراء سياسيين واقتصاديين وأطباء، من مختلف الدول، بالإضافة للمصادر الحكومية.
أما التلفزيون المصري، والذي تزامنت الأزمة مع انطلاقته الجديدة، فتلك فرصته لالتفاف الأسر حوله، خاصة “التاسعة” التي تبدأ بنشرة الأخبار، ومن ثم البرنامج الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي، وقت الحظر.
بالإضافة إلى الخدمات التي أعلنت عنها المتحدة للخدمات الإعلامية عبر قنواتها، بعرض محتوى درامي وأفلام سينمائية بكثافة أكبر، بتحويل محتوى قناة الحياة دراما إلى أفلام ومسرحيات على مدار الساعة، بجانب قناتي الدرامي ON Drama وdmc drama بالإضافة لتخصيص فقرات تعليمية للطلاب من 8 صباحا وحتى 12 ظهرا على قناتى CBC، والحياة العامة، بالإضافة للبرامج الأساسية على القنوات.
التطبيقات الرقمية.. فرصة جديدة للاكتشاف
كثافة واضحة على استخدام تطبيقات “فيس بوك” و”تويتر” و”إنستجرام” بجانب “اليوتيوب”، وذلك أمر اعتيادي نظرًا لأنهم من أكثر التطبيقات استخدامًا لدى جميع الفئات في مصر تحديدًا، إلا أن الضيف الجديد “تيك توك” هو الاكتشاف الجديد للراشدين، بجانب شهرته السابقة بين المراهقين، والأطفال، حتى إن الكثير من الفنانين دشنوا حسابات جديدة عليه، وبدأوا في مشاركة جمهورهم بفيديوهات عليه.
أما ZOOM، فكان الاختيار الأنسب للكثيرين ممن انتقل عملهم إلى المنزل، حيث إنه الاختيار الأمثل للاجتماعات “الأونلاين”، والذي لجأ له الكثيرين بالفعل خلال الأزمة.
قفزة نحو e-learning
بالرغم من الارتباك الحاصل في المشهد التعليمي في مصر، من إلغاء المتبقي من الترم، وتوجه وزارة التربية والتعليم إلى استبدال الامتحانات بمشاريع علمية يقدمها طلاب المراحل المختلفة لاجتياز عامهم الدراسي، إلا أنها خطوة استباقية لتحول مصر السريع نحو التعليم الإلكتروني المعروف بالـ e-learning، حتى وإن كانت الأساسيات التكنولوجية ضعيفة، إلا أنها خطوة هامة، يرنو العالم كله لها مؤخرًا، وكانت مصر قد خطت خطوتها الأولى لها بتطبيق نظام التابلت، الذي واجه الكثير من المشاكل والصعوبات سواء لدى الطلاب أو المعلمين.
الإجراءات التي اتخذتها الوزارة أيضًا، لمنع الدروس الخصوصية، أتاح فرصة كبيرة أمام القنوات التعليمية لعودة الجماهير لها بالرغم من محتواها التقليدي والبعيد عن طبيعة وشخصية الطلاب حاليًا، ومع قليل من التطوير خلال السنوات المقبلة، يمكنها حجز حيز كبير من اهتمام الطلاب والوزارة، فمن الممكن استخدامها كبديل للدروس والمدرسة، وتطبيق التعليم الإلكتروني من خلالها.
نرشح لك: صحف مصرية تُعلق إصدارها الورقي بسبب كورونا.. رؤساء التحرير يتحدثون