إسراء إبراهيم
عامان على رحيل الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق، الذي أحدث رحيله المفاجئ هزة نفسية لمحبيه، وصدمة كبيرة في الوسط الأدبي ، في 2 أبريل عام 2018.
أحمد خالد توفيق أحد مؤسسي أدب الرعب في مصر، الذي أصبح فرعًا يلقى قبولًا كبيرًا بين القراء الشباب بصفة خاصة، وعلى مدار ما يقرب من 30 عامًا ترك إرثًا أدبيًا كبيرًا، ما بين سلاسل الروايات التي أشهرها “ما وراء الطبيعة”، وروايات كانت أخرها “شآبيب” التي صدرت في نفس العام الذي ترك فيه عالمنا، بجانب الكتب والمجموعات القصصية العديدة التي تناولت كافة الأطياف الأدبية.
“توفيق” كان الأقرب للشباب بكتاباته، كان لديه هدفًا معلنًا دائمًا، بأن يجعل الشباب يقرأون، لذلك كان يفتح لهم مجالات البحث في كتاباته، ومن بدأ بالقراءة من كتبه وصل بالتدرج إلى جميع أنواع الأدب والكُتاب، من خلال إشاراته الدائمة، واقتباساته وتشجيعه على البحث المستمر للمعرفة.
فيلم عن:الأديب الكبير د.أحمد خالد توفيق <3فيلم (اللغز وراء السطور) سيناريو وإخراج :أحمد أنور Ahmed Anwarمونتاج : عمر المشد عمر المشدتصوير : حسام زووم Hossam Zoom محمد السلاموني Mohamed ElSalamony – عمر المشدمساعد مخرج : محمد السلاموني – مصطفى بسيوني Mostafa Basionyتم التصوير في:Arteka Space – Coworking Space أحمد الحلواني Ahmed ElhalaWany – مصطفى الشوربجي Mostafa Yosre El-Shorbagyتحت إشراف : الجامعة الأهلية الفرنسية – مركز التعليم المستمر والتعلم عن بعد : Centre De Formation Continueالمنسق الأكاديمي : د.منى الصبانإهداء لكل محبي وقراء د.أحمد خالد توفيق في كل أنحاء العالم
Geplaatst door Rafy Adel Sayegh op Maandag 2 april 2018
بوفاة الكاتب شعر الكثيرون بصدمة غير مفهومة، بسبب حالة الحزن التي قد رأوها مبالغًا فيه، لكنهم لم يدركوا كم كان معشوقًا لجيل أحبه في صمت، وتفاعل معه في صمت، حتى جاءتهم صدمة الموت، التي لم يستطيعوا التماسك أمامها.
الغريب أن هذا الحب والحزن الذي جمع الشباب، شكل حالة من الانتقاد عند البعض، ساهم في ذلك بعض تصرفات محبي الدكتور أحمد خالد توفيق، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
نرى بعض المحبين، يستخدمون اقتباسات الكاتب الراحل وكأنها تنبؤات بالمستقبل، وأنه كان عالمًا ببواطن الأمور، مثلما حدث مع فيروس كورونا، والذي اقتبس البعض المقال الذي كان يتحدث فيه “توفيق” عن فيروس آخر من فصيلة “آل كورونا”، في كتاب “شربة الحاج داود”، الذي أصدرته دار الكرمة عام 2015، وكان يتحدث خلاله في فصل بعنوان “وفاة فيروس” هو “متلازمة الشرق الأوسط التنفسية” أو “MERS” والذي تم اكتشافه في 2012 ، بالمملكة العربية السعودية ، وليس فيروس كورونا الذي يهدد العالم الآن.
استخدم محبي “توفيق” المقال وكأنه يتحدث عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، بل وأضافوا إلى ذلك أنه تنبأ بموعد انتهاء الفيروس وحددوا موعدًا لذلك، وكذلك استخدام مقاله الذي تحدث فيه عن “أنفلونزا الخنازير H1N1” وكأنه يتحدث عن الظروف الحالية دون الإشارة لمصدر وتاريخ المقال، أمرًا غير مفهوم أن تحب كتاب لدرجة الهوس وتؤول كلامه بشكل يحدث جدلًا، فهو في النهاية كان طبيبًا وفي تخصص نادر “طب المناطق الحارة”، لذلك حديثه عن الطب في أغلب أعماله بديهيًا.
الأمر يزداد حدة وسوءًا عندما يستخدم بعض الأشخاص اقتباس للعراب، في موقف سياسي أو أزمة تمر بها البلاد، بشكل مكثف دون الإشارة إلى ظروف الرواية وطبيعة ما تتحدث عنه، فنرى هجومًا على الكاتب غير مبرر أيضًا، ولعل رواية “يوتوبيا” الأكثر استهلاكًا في مثل تلك المواقف، واستخدمها البعض بغزارة في حريق محطة مصر، وهو أمر غير موفق من محبيه على الإطلاق.
نرشح لك: 50 مقولة يحبها القرَّاء لـ أحمد خالد توفيق
بحديثك واختزالك للعمل الأدبي باقتباس يستخدم سياسيًا، يضع الراحل في تصنيف في غير محله، فهو لم يفصح أبدًا عن انتمائه السياسي، ولم نراه يومًا في معارك سياسة، في أكثر الأوقات التي مرت على مصر وكان بها خلافات سياسية، فلماذا نُقحم اسمه في السياسة الآن بعد وفاته، والذي يتسبب أن بعض من الأسماء الكبيرة والأقلام تذهب على الفور لمهاجمة الكاتب دون قراءة ودراسة عنه، أو عن تاريخه، فتهاجمه لمجرد اقتباس اختار شخص أن يسقطه على واقعة ما في ظروف حالية.
“توفيق” كان شخصًا بسيطًا، لا يسعى للشهرة ولا يحب الأضواء، ولم يقتحم يومًا الظهور التلفزيوني، بل ظل يعيش في صمت وهدوء حتى وفاته، إذ أنه كان يرى أن جماهيرية الكاتب يمكن أن تضره، كما صرح في برنامج “وصفوا لي الصبر” مع الكاتب عمر طاهر، لذلك لا داعي لإقحام اسمه باستمرار في وقائع غير مناسبة، البعض أيضًا ينسب له اقتباسات ومقولات لم يذكرها في كتاباته إطلاقًا وتروج باسمه.
بالنسبة لتحويل بعض أعماله الأدبية إلى أعمال فنية، يدافع البعض بحدة شديدة من شدة حبه للكاتب الراحل عنها، وعن اختيارات الفنانين الذين سيجسدون الأدوار، خاصة عندما تم طرح إنتاج “نتفليكس” لبعض القصص من سلسلة “ما وراء الطبيعة”، غير مهتمين بأنها كانت أمنيته، وكان يحلم دائمًا بأن تحول أعماله لأعمال فنية، هو لم يشهد ذلك، لذلك احترامًا لرغبته لا بد أن يُقيم العمل بحيادية شديدة، بعيدًا عن الحب المبالغ فيه للراحل والذي يستحقه بكل تأكيد، تذكروا أنها أمنيته.
ورأينا بالفعل مسلسل “زودياك” المُقتبس عن كتاب “حظك اليوم” لأحمد خالد توفيق، وكان عملًا فنيًا جيدًا وإنتاج مميز لأولى أعماله التي تتحول لقيمة فنية على الشاشة، فالطبيعي أن يُخلد في وجدانك العمل الذي ارتبط بذاكرتك وذكرياتك، لكن تذكر دومًا أنه هناك لم يقرأ ولم يعرف الكاتب الراحل، فدعه يحكم بنفسه من خلال تقييمك الموضوعي والحيادي والمفاضلة بين العملين، والدعوة لقراءة العمل الأدبي دون هجوم.
يهاجم بعض محبي العراب، من يهاجم الكاتب الراحل باندفاع شديد، قد يصل لحد “السُباب”، وهو أمر غير مقبولًا، عليك الدفاع عن كاتبك المفضل بحجة قوية ومنطقية، والرد على كل ما ذكره الطرف الذي قرر الهجوم بشكل ينصف “توفيق”، الذي لم يدخل في حياته عراكًا من أي نوع.
وتذكر دومًا أنهم لن يفهموك، ولن يفهموا ما مررت به بسهولة في رحلة حياتك التي اختفى منها جزء أحمد خالد توفيق، لن يفهموا ما شعرت به عندما قرر العراب أن ينهي حياة “رفعت إسماعيل” عام 2014، بعد أكثر من 20 عامًا عشت فيهم مع حكاياته في “ما وراء الطبيعة”، لن يفهموا سنوات عمرك التي مرت وأنت منبهر بذلك الكاتب الذي استطاع تلوين عالمك وخيالك، لن يفهموا كيف حاربت بين أروقة معرض الكتاب للحصول على صورة وكلمة من أحمد خالد توفيق، الذي قد لا يتذكرك بعدها، لكن الصورة والكلمة لا زالت محفورة بقلبك.
رفقًا باسم أحمد خالد توفيق، أحبوه في هدوء وبساطة، واجعلوه يحقق هدفه بأن يجعل الشباب يقرأ، وعلموا الجيل الجديد من هو أحمد خالد توفيق، ليظل اسمه محفورًا بطريقة خاصة كما حُفر في قلوب الكثيرين، وتمنوا أن يكون قد وجد جنته التي بحث عنها كثيرًا، طيب الله ذكرك أيها الغائب الحاضر أحمد خالد توفيق.
نرشح لك: كيف تأثَّر سوق الكتب برحيل أحمد خالد توفيق؟.. كُتاب يجيبون