رباب طلعت
بالرغم من غيابه عن شاشة التلفزيون منذ سنوات، لوصوله سن التقاعد، إلا أن صورته محفورة في أذهان مختلف الأجيال، كنموذج لمذيع أهم وأبرز الأخبار والأحداث السياسية في مصر لأربعين عامًا، تلك الصورة التي أظهر نجله جانب آخر منها، ليُكمل الوجه الإنساني لخيري حسن، أبرز من قدم نشرة أخبار التلفزيون المصري.
رامي الابن الأوسط، للإعلامي خيري حسن، والذي يسير على خطى والده، بالعمل في مجال الإعلام، أظهر الوجه “الكوميدي” لوالده عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، بعكس ما اعتاد الجمهور على مشاهدته من جدية طيلة سنوات قراءته لنشرة الأخبار على شاشة التلفزيون المصري، بعمل “كوميكس” عنهه أو الحديث معه بخفة ظل يحمل جيناتها من والده، وأخفتها الشاشة لسنوات عنه.
“إعلام دوت كوم” تواصل مع رامي خيري حسن للحديث عن علاقته بوالده، ومعرفة الوجه الآخر له، بعيدًا عن نشرة الأخبار، وفيما يلي أبرز تصريحاته:
1- الجمهور اعتاد على الوجه الجاد من والدي كما يرونه دائمًا في نشرة الأخبار، ولا يعرف الكثيرون بأنه في الحقيقة شخص مرح يحب الهزار والضحك، سواء مع أولاده أو المحيطين به.
2- تختلف شخصية خيري حسن في المنزل والحياة العامة بالطبيعة عنه كمذيع نشرة، فهو لن يقول لنا مثلًا “سيداتي سادتي أهلا بكم في المنزل”، هو أب صديق لأبنائه، وقريب منهم جدًا، وعلاقتنا هادئة وجميلة، فنحن أصدقاء أكثر من أب وابنه.
3- طبيعة والدي في الأساس “كوميدية” حتى مع زملائه في العمل، فأنا أتذكر في طفولتي كان يصطحبني معه للتلفزيون، فأجده كثير الهزار مع كل الموجودين، ويسود الأستوديو حالة من الضحك أثناء تواجده، وفي ثانية واحدة، يتحول للوجه الجاد أمام الكاميرا ليقرأ النشرة.
4- عندما يشاهد “الكوميكس” التي أنشره عنه عبر حسابي على “الفيس بوك” يضحك عليها، سواء كنت أنا من أكتبها أو غيري، ولا أتذكر أنه غضب من أحدها يومًا.
5- هو لا يحب السوشيال ميديا إطلاقًا ولا يتابعها كثيرًا، حتى لمعرفة الأخبار، فهو يعتمد في الأساس على قراءة الجرائد الورقية يوميًا، وعندما علمته كيفية استخدامها، أصبح يطلق نكات و”إيفيهات” على صوري التي أنشرها على حسابي.
6- عندما يشاهد تعليقات الجمهور على صوره، خاصة من الأجيال الصغيرة التي لم تحضره كمذيع نشرة، يصبح سعيدًا جدًا وفخور بتاريخه، لأنه نادرًا ما يتذكر الجيل الحالي أحد المذيعين القدامى، وأنا حريص دائمًا على أن أجعله يشاهد تلك التعليقات.
7- أعتقد أن العامل الأساسي وراء ارتباط الناس به كمذيع نشرة وتذكره للآن، هو أنه ظهر في عدد من الأفلام والمسلسلات القديمة والمعاصرة.
8- تعرضت للانتقاد من البعض بسبب “هزاري” مع والدي على السوشيال ميديا، لاعتقادهم بأنه جاد في الحياة مثل التلفزيون، فلا يصح الهزار معه، وفي مرة “هزقني” أحد المتابعين لي لأنه لا يعلم أنه والدي، وتخيل أنني أسخر منه.
9- والدي ليس كالآباء الذين يعنفون أبنائهم، فعلاقتنا به دائمًا يسودها الهزار والحب والتفاهم، إلا إذا أخطأنا فإنه يوجه ويصوب لكن بدون مشادات، ودائمًا ما يوجه النصيحة لنا، وينصحني بأن أجبر بخواطر الناس، ولا أتسبب في زعل أحد.
10- أنا حاليًا طالب في السنة الرابعة قسم إذاعة وتلفزيون، في الأكاديمية الدولية بمدينة الإنتاج الإعلامي، واخترت مجال الإعلام بالرغم من رفض والدي لذلك، لكنه حلم الطفولة، حيث كنت أشاهده في نشرة التاسعة وأنبهر به، وعندما أدرس مع والدتي أقرأ الدرس بأسلوب والدي في النشرة، وأنتظره عندما يعود لآخذ منه ورقة الأخبار لأقرأها وأقلده بعدما يخلد للنوم.
11- والدتي هي من اكتشفت في حس مذيع النشرة، فهي مخرجة في التلفزيون المصري، وكانت تخرج لوالدي نشراته، ولدي أخ أصغر مني، وأخت أكبر، وكلاهما درسا الإعلام تأثرًا بوالدي، لكنهما لم يعملا في المجال.
12- كان لي عدة تجارب في مجال الإعلام أبرزها نشرة أخبار للأطفال على التلفزيون المصري، ولم يتوسط والدي في ذلك، فأنا سعيد بالوصول لما أطمح بمجهودي، لحرصي أن يقال عني “نجح بمجوده وليس بمساعدة من والده”.
13- عندما قررت العمل في الإعلام نصحني والدي بأن أهم ما يميز المذيع مصدره الموثوق وإعداده القوي، لأنه في حالة أن أخطأ الإعداد في معلومة سيهاجم الناس المذيع نفسه، وليس فريق الإعداد، بالإضافة إلى أنه يقول لي: “متضللش الناس، قول الحقيقة”، ويخبرني بأن أهم شيء في المذيع “الثقة وأسلوب الكلام” لأنهما أهم أسباب صناعة “الكاريزما”.
14- عندما قبلوني لتقديم نشرة الأطفال، علق والدي ضاحكًا: “هي الناس دي بتهرج؟”، وبعد الحلقة الأولى، أشاد بي كل الناس إلا هو، حيث تعمد إبراز أخطائي، ووجهني لها لتفاديها، وبالفعل في الحلقة الثانية تجنبت تلك الأخطاء تمامًا.
15- كان من ملاحظاته على ظهوري على الشاشة، هو خوفي من الكاميرا، وعندما طلبت منه النصيحة لتجنب ذلك، قال لي: “اعتبر الكاميرا شخص بتكرهه وبتبصله بقرف”، وعندما طبقت ذلك ظهرت بشكل جيد على التلفزيون، وأشاد الجميع بي وقتها.