قال رجل الأعمال المصري رؤوف غبور الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة جي بي أوتو، أنه لا يستطيع التنبؤ بالمدة التي ستستغرقها أزمة فيروس كورونا المستجد، لكن إن افترضنا أنها ستستمر نحو 4 أشهر مثلا، فبالتأكيد ستعاني الكثير من القطاعات الاقتصادية معاناة شديدة، وستتعرض العديد من الشركات للإفلاس.
أضاف غبور خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد سالم ببرنامج “المواجهة مع النفس” على قناة “القاهرة والناس”، أنه بعد انتهاء أزمة كورونا ستكون هناك فرص واعدة للاستثمار وانتعاش قوي جدا في السوق، لكننا اليوم لدينا معادلة صعبة للغاية للتعامل مع الوضع الراهن، فإذا جعلت المواطنين يمكثون في بيوتهم فبالتأكيد ستنقذ الملايين من الإصابات والوفيات، لكن في نفس الوقت سينتج دمار اقتصادي، وسيعود الأمر على المجتمع بالسلب وستكون هناك سرقات وإجرام وتشرد يزيد يوما بعد يوم، وفي المقابل إذا جعلت الناس يواصلوا أعمالهم كما هي فلن يعاني الاقتصاد كثيرا، ولكن سيزيد عدد المرضى والوفيات.
تابع أن السوق أصبح في شبه حالة من التوقف فلا توجد مبيعات وفي نفس الوقت أنت مطالب بالاستمرار في العمل وتسديد فوائد القروض التي حصلت عليها، أي أن الشركات مطالبة بتحمل مئات الملايين كل شهر بدون إيرادات، مضيفا: “عشان كده اللي بيهاجم رجال الأعمال هذا الهجوم راجل مش فاهم.. وادعوه أن يجتمع برجال الأعمال ويشاهد الوضع على الطبيعة”، لافتا إلى أن رجال الأعمال لم يكن لديهم أي مكاسب خلال الفترة الماضية وتحملوا ضريبة تعويم الجنيه، لأنه كان إجراءً صحيحا لمصلحة الأجيال القادمة.
واستطرد غبور: “منقدرش نبقى خارجين من خسائر ضخمة كده ولسه هنقول يا هادي فندخل على كورونا ويتقال لينا كده وفي مثل بيقول اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع، وبالتالي لما الشركة الفترة الجاية يبقا عندها مشكلة في السيولة وحد يقولى تبرع هقوله آسف مقدرش”.
وأشاد غبور بقرار خفض سعر الفائدة، لأنه لا يجب أن ترى الدولة الشركات تعاني هذه المعاناة الكبيرة، وتستمر في تحميلها لأسعار فائدة أعلى بمراحل من معدلات التضخم في الدولة، وكذلك قرار ترحيل المديونيات لمدة 6 أشهر مع تحمل عبء الفائدة وعدم احتساب ضرائب تأخير.
على الجانب الآخر، انتقد رجل الأعمال المصري قرار تحديد قيمة السحب والإيداع النقدي، لأنه غير مناسب للوقت الحالي، مضيفا: “أنا عارف إن سبب القرار ده هو التخوف من حدوث عملية دولرة ووجود سوق سودا للدولار، فهو عاوز يقلل الكاش اللي في السوق”.
تابع: “اللي حاصل دلوقت إن الحياة بتتوقف.. والناس من الناحية النفسية ابتدى يجيلها شلل.. محدش بيفكر يستثمر وكله قاعد فاتح التليفزيون يتابع أصيب ومات كام واحد.. الاقتصاد هيتشل بالطريقة دي.. وإذا فضلنا قافلين بلا مراعاة للنتائج الاقتصادية، ما اتبعناش أفكار خارج الصندوق، بالتأكيد الأسعار في البورصة هتبقا اسوأ واسوأ”.
وبسؤاله عن أن الاستثمار في الذهب لم يعد آمنا كما كان في السابق، لذلك أي الطرق الآن أفضل للاحتفاظ بالأموال، أجاب رؤوف غبور بكلمة واحدة كررها ثلاثا: “كاش”.