لا شئ يتغير في المبنى العتيق المطل على نيل القاهرة، ماسبيرو الذي لم يهتز أمام ثورة يناير، ولم يستفد من فشل خطة الأخونة، يكمل مشواره نحو الهاوية بإصرار عجيب، بمعنى أدق يستلذ بالتواجد في الهاوية فعلا، هل هناك أمل في أن ينصلح الحال ولو قليلا، كثيرون يقولون لا، لكن بعضاً من أبناءه المخلصين لا يملكون سبيلا سوى المحاولة، هؤلاء منحونا بعضا من الأسئلة عبر أوراق ومستندات رسمية تخص قطاع الأخبار الذي هو من المفترض القوة الضاربة لماسبيرو
كل الأسئلة حول قرارات أصدرتها صفاء حجازي الملقبة بإمبراطورة ماسبيرو التي تلق حسب يقين معظم العاملين في المبنى الدعم الكامل من المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، والذي ننقل له الأسئلة التالية لعله يجيب عليها بحيث لو زار المبنى على حين غرة كما فعل مع معهد القلب “ميتفاجئش” .
الأول : هل صحيح أن محلب يدعم صفاء حجازي في مقابل تركيز قطاع الأخبار على نشاطاته وجولاته الميدانية بشكل ربما يفوق التركيز على نشاطات الرئيس السيسي نفسه ما يمنح محلب حائط صد إعلامي ضد الهجوم المستمر عليه من القنوات الخاصة؟
الثاني: بصفته صاحب خبرة طويلة في العمل الإداري، هل يمكن أن يفسر لنا المهندس محلب معنى ” صرف بدل جهود” من ميزانية قطاع الأخبار لأفراد في قطاع الأمن على مدى 14 شهرا في الفترة من فبراير 2014 حتى أبريل 2015، ما معنى “بدل جهود” ولماذا يحصل الموظف على مقابل مادى لجهد من المفترض أنه يندرج تحت إطار وظيفته والأهم – لو أن محلب لا يعلم- أن هذه المكأفات تم صرفها في نفس الفترة الزمنية التي شهدت عدة سرقات للكاميرات الخاصة بقطاع الأخبار وعمليات تخريب لبعض الأجهزة وقطع لكابلات داخل غرفة الأخبار ولم يستطع قطاع الأمن الذي حصل أفراده على مكأفات “بدل جهود” بذل أي جهد في منع هذه العمليات أو الكشف عن مرتكبيها حتى الآن.
الثالث : وهو سؤال مكمل للسؤال السابق، هل يعلم السيد رئيس الوزراء أن قرارا صدر بعد ثورة يناير التي لم تدخل ماسبيرو بعد، يمنع أي قطاع من اعتماد مكأفات لعاملين بقطاع أخر وذلك منذ تطبيق اللائحة المالية الموحدة حتى يتم توحيد جهة الصرف للتمكن من احتساب السقف المالي لكل موظف، بالتالي حتى لو استحق هؤلاء الموظفين “بدل جهد” لازلنا نعجز عن فهم معناه، فمن المفترض ان يتم الصرف من ميزانية قطاع الأمن لا قطاع الأخبار.
الرابع : فلننسى قليلا مصطلح “بدل جهود” هناك مصطلح أخر لا تعرفه إلا لغة المصالح الحكومية ولا توجد في مصر أكبر من “مصلحة” ماسبيرو، المصطلح هو “مكأفاة إثابة” والنموذج الصارخ لها يتمثل في صرف إمبراطورة ماسبيرو هذه المكأفاة لمجموعة من العاملين في الإدارة المركزية للتنظيم والإدارة التابعة لرئاسة الإتحاذ وعلى رأسهم السيدة سهير أسعد رئيس الإدارة، وهو الإدارة المسؤولة عن ملفات المتقدمين للمناصب الإدارية أو استحداث إدارات أو إلغاء إدارات بأكملها، واستقلالية هذه الإدارة من المفترض أنها خط أحمر حتى لا يقوم أي رئيس قطاع باستغلالها لمعاقبة أو لمكأفاة الموظفين لديه بقرارات تصدر عنها، لكن كيف ستتوفر الاستقلالية بينما يحصل موظفو الإدارة على مكأفات من قطاع الأخبار تحت بند” إثابة” فهل يمكن أن يفسر لنا السيد محلب معنى هذا البند “أثابه الله” ؟
الخامس : لرئيس قطاع الأخبار التي هي مرشحة لتولي المسئولية خلفا لعصام الأمير، ثلاث نواب ممولة درجاتهم ماليا لكن غير معروف اختصاصاتهم الوظيفية وليسوا أصحاب قرار لأن رئيس القطاع هي صاحبة القرار الأول والأخير، في الوقت الذي يوجد فيه مسئول تنفيذي على رأس كل قناة وإدارة مركزية بالقطاع، بالتالي فإن أجور نواب رئيس القطاع تمثل عبئا على ميزانية القطاع والمبنى ككل، فهل يطلب إبراهيم محلب التحقيق في هذا الملف، أم يواصل دعم عملية هيكلة ماسبيرو المزعومة بينما الأموال المهدرة لا تزال تتسرب من داخل المبنى بتواطؤ معلن من كل الإدارات.
السادس : يؤسفنا أن نبلغ السيد رئيس الوزراء بالطريقة المتبعة داخل ماسبيرو لتمكين الشباب، والتي تتمثل في تكليف موظفين خرجوا على المعاش بأعمال صورية ومناصب غير مفعلة على أرض الواقع مثلما حدث مع ” م .ع” رئيس الإدارة المركزية لأخبار الإذاعة سابقا، الذي تم تكليفه بمراجعة نشرات الأخبار في قناة النيل للأخبار رغم أن هذا المنصب غير متعارف عليه في مثل هذه القنوات، ولا داع للقول بأن الموظف الخارج إلى المعاش لا يتواجد يوميا في منصبه الجديد، لكن بالتأكيد يهمنا أن نسأل، لماذا موظف سابق في “أخبار الإذاعة” يعمل في “أخبار التلفزيون” وإذا كان يمتلك الخبرة اللازمة لماذا تركوه حتى يخرج على المعاش ثم نقلوه للنيل للأخبار؟ نشك جدا أن السيد محلب سيجد إجابة مقنعة عند إمبراطورة ماسبيرو.
السابع : ملخص ما سبق أن السيدة صفاء حجازي تكافئ كل من تريد ومن أي قطاع وتحت أي مسمى، بدل جهد وإثابة وتكليف وانتداب وكل ما في قاموس الثغرات الحكومية، لكن هل يعلم محلب – عشان لو راح ميتفاجئش- أن العاملين في القطاع يعانون من عدم صرف حوافزهم الدورية وأجور برامجهم لأكثر من ثلاثة أشهر، وأن المبرر الدائم هو أن القطاع يعاني من أزمة مالية طاحنة، تلك الأزمة التي لم تظهر عندما دفعت حجازي بالعشرات منهم لتغطية مؤتمر شرم الشيخ الإقتصادي، والتي لا تظهر عند توزيع المكأفات على المرضي عنهم من قطاعات أخرى، تلك الأزمة التي أوقعت الموظفين الذين تُحول مرتباتهم على حسابات بنكية في حرج بالغ بسبب الإقساط التي يتحملون غرامات عدم تسديدها في موعدها، الأزمة التي وصلت لحد حرمان موظفي القطاع من دخول نادي الإعلاميين، الأزمة التي ننتظر تفسير واضح من السيد محلب عليها بما أنه يثق جدا في إدارة صفاء حجازي للقطاع الذي من المفترض أن دوره منافسة الجزيرة وقنوات الإخوان في تركيا .
الثامن : السؤال الثامن هو نفسه السؤال الأول، هل يسكت محلب على كل ما سبق حتى يضمن دعم ماسبيرو دعائيا له، وهل عدنا من جديد لأن يتغاضي أكبر مسئول حكومي عن الأخطاء مقابل الدعم، نشك في أن السيد محلب الذي يعتز بنشاطه الكبير يفكر بهذه الطريقة ونحن على يقين من أنه سيتدخل للبحث عن إجابات لهذه الأسئلة دون الحاجة لزيارة مفاجئة خصوصا وأن ماسبيرو بطبيعته هو المبنى الوحيد في بر مصر المستحيل زيارته على نحو مفاجئ .