في ظل كورونا.. 3 ظواهر سلبية لحقت بالوسط الثقافي

إسلام وهبان

رغم حالة الجمود في كثير من مناحي الحياة وخاصة الشأن الثقافي، بسبب تداعيات تفشي وباء فيروس كورونا، واتخاذ الحكومات لإجراءات احترازية لمنع سقوط مزيد من الضحايا، إلا أن حالة من الحراك الثقافي باتت واضحة عبر منصات التواصل الاجتماعي، من خلال إقامة العديد من الفعاليات الافتراضية، مثل مناقشة الأعمال الأدبية أونلاين، أو إتاحة كنوز الأوبرا المصرية عبر قناة وزارة الثقافة المصرية على يوتيوب، وتوفير كثير من إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب وهيئة قصور الثقافة للتحميل مجانا بصيغة “pdf”، وتحديات القراءة التي انتشرت عبر “فيس بوك” وغيرها من المبادرات التي تساعد في قضاء الوقت بشكل أفضل في المنزل، واستغلاله في نشر الوعي والثقافة.

كل هذه الجهود والمبادرات الفردية والمؤسسية للحد من ذلك الشلل، ومحاولة تحريك الماء الراكد، إلا ان هناك بعض الظواهر السلبية التي انتشرت في الفترة الأخيرة في ظل وباء “كورونا”، والتي يرصد “إعلام دوت كوم” أبرزها فيما يلي:

– القرصنة بداعي التخفيف على الناس

فالبرغم مما تعانيه دور النشر من صعوبة كبيرة في توزيع إصداراتها والوصول للقراء وانخفاض في معدلات البيع، إلا أن بعض الصفحات والمواقع لا تزال تقوم بالقرصنة على المحتوى والتعدي على حقوق الملكية الفكرية ونشر العديد من الأعمال عبر شبكة الإنترنت مستغلين شعار “خليك في البيت”، للترويج للينكات تحميل هذه الإصدارات “المسروقة”، ولعل أبرزها روابط تحميل أعداد مجلتي “ميكي” و”سمير”، التي اتضح أنها غير مشروعة وبدون علم مؤسستي نهضة مصر ودار الهلال، وكأن صناعة النشر في مصر بكل ما تعانيه كان ينقصها السرقة الإلكترونية وذلك النوع من القرصنة التي أصبحت الخطر الأكبر على هذه الصناعة.

– الترويج باسم “كورونا”

تحاول دور النشر التغلب على الركود وتراجع معدلات البيع من خلال تقديم تخفيضات وعروض على الكتب أو توصيلها بالمجان للمنازل، إلا أن بعض دور النشر حاولت استغلال لفظ كورونا في الترويج لأعمالها، حتى ولو بشكل مضلل للقارئ، كالأخبار التي اتنشرت خلال الأيام الماضية عن أعمال تنبأت بفيروس كورونا، أو عن كتب تتحدث عن نهاية العالم من خلال فيروس غامض، وغيرها من الأخبار العارية تماما من الصحة، في محاولة للترويج لأعمال قديمة.

– مسابقات أدبية عن الوباء

بعيدا عن تحديات القراءة، وحالة المنافسة، دعا البعض للكتابة عن كورونا وكيف تبدلت الحياة في ظل الوباء، فيما ذهب البعض لإطلاق مسابقات أدبية باسم كورونا، في محاولة لاستغلال “الترند” وانشغال الناس بالوباء، في دعوة منها لشباب الكتاب لكتابة قصص قصيرة عن الحياة في ظل وباء كورونا، وتجميع هذه القصص في كتاب واحد.

فبعيدا عن أن موضة الكتب المجمعة أصبحت “دقة” قديمة ولم تعد تؤتي ثمارها لا من حيث التعريف بالكتاب الكتب، ولا بإتاحة الفرصة لهم، أو حتى توزيعها بشكل كبير، فإن هناك موضوعات قد تكون أكثر ثراءً، وتقدم فرص أكثر للأجيال الشابة للحديث عنها وإظهار مواهبهم بشكل أكثر احترافية، دون استغلال أو إقحام اسم “كورونا” والتلاعب بمشاعر البسطاء، كما أن التجربة قد أثبتت أن الأمور الكبيرة والأحداث التاريخية الهامة يكون التعبير عنها أكثر نضجا بعد مرور سنوات عليها، والنظر إلى القضية أو الكارثة بصورة أعمق وأكثر شمولية.

محاولة التغلب على حالة الركود الذي يشهده النشاط الثقافي شيء ضروري، لكن التلاعب بمشاعر الناس أو محاولة تضليلهم واستغلال الظرف الراهن أو القرصنة على الكتب بداعي “خلي الناس تنبسط وتقرأ”، وضياع حقوق الآلاف من عاملين ومؤلفين وناشرين، وتدمير صناعة كبرى، يعد أمرا بالغ الخطورة يجب الانتباه إليه في توقيت مثل ذلك.

نرشح لك: 100 كتاب ورواية يرشحها لك المثقفون للقراءة خلال حظر التجول