ألبرت اينشتاين
بالرغم من أن كاتب عامود نيوتن بالمصري اليوم يثير الجدل منذ سنوات، ليس فقط بسبب إخفاء هويته على مدار أكثر من 10 سنوات، إلا أن الجدل المصاحب لسلسلة مقالاته الأخيرة عن سيناء لم يكن بسبب الخروج عن المألوف، ولكن لأن الفكرة من الأساس تمثل انقلابا على الدستور والقانون بشكل كامل.
تتمتع أرض سيناء بمكانة خاصة لدى المصريين، مكانة جعلت التكاتف لمواجهة الإرهاب الذي انحصر وتراجع على أراضيها يحظى بتأييد شعبي واسع، يمكن أن يلمسه أي شخص في الجنازات الضخمة التي كانت تخرج خلف كل شهيد يسقط في سيناء خلال مواجهة الإرهاب، في حرب لتحرير آخر عدة كيلومترات فيها من يد الإرهاب؛ الذي استغل ثورة 2011 وما تبعها من أحداث لترسيخ وجوده فيها.
بالتأكيد حرية الرأي والتعبير كفلها الدستور، لكن المطالبة باختيار حاكم على منطقة في أرض مصر، أمر يخالف جميع الدساتير والقوانين ولم يجرؤ أشد الأعداء على مصر لطرحه حتى عندما كانت سيناء تحت الاحتلال الإسرائيلي، فسيناء هي جزء من مصر، وإدارتها تخضع لنفس معايير إدارة السلوم غربا وأسوان جنوبا، فالهيكل الإداري للدولة واحد لا يوجد فيه اختلاف.
إداريا، تنقسم سيناء إلى محافظتين، شمال وجنوب سيناء، لكل منها محافظ مختلف مسؤول عنها وبقاء المحافظ أو مغادرته منصبه مسؤولية رئيس الجمهورية وليس أي شخص آخر، فمعايير الحكم على المحافظين من خلال إنجازاتهم وما يقدمونه على أرض الواقع، وليس لهم مدة محددة يفترض أن يشغلوها كحد أدني كما طالب نيوتن عند التعامل مع سيناء.
الجدل المصاحب لفكرة حاكم إقليم سيناء، يأتي لأكثر من اعتبار، بداية من نجاح الجيش في التصدي للإرهاب بشكل كبير خلال الفترة الماضية؛ وهو ما يظهر في تسجيل أدنى عدد من العمليات التي تستهدف الجيش والشرطة، بجانب بدء عملية التنمية التي منحتها الحكومة أولوية قصوى لتعويض نتائج إهمال تنمية سيناء خاصة في الشمال خلال العقود الماضية، وهو ما يظهر بكثرة المشروعات وتعدد الزيارات الميدانية لمتابعة ما يتم إنجازه على أرض الواقع.
النقطة الأهم في الفكرة هو توقيت الطرح، فلا حديث في العالم إلا عن أزمة فيروس كورونا والتعامل معه، وهو ما يمكن أن تلمسه في إسكات المدافع والحروب لمواجهة الفيروس الغامض الذي يفتك بالرئة، ووسط جهود حكومية نجحت في تجنيب مصر الكثير من مصير دول متقدمة.
شمال سيناء تحتاج إلى التكاتف من أجل القضاء على فلول الإرهاب؛ لتعُد فيها الحياة لطبيعتها، ويعيش أهلها في أمن وأمان، أما في الجنوب، فالحياة تنتظر إشارة العودة عند السيطرة على انتشار فيروس كورونا، فالفنادق والمنتجعات السياحية الساحرة التي يأتي إليها السائحون من مختلف أنحاء العالم خالية؛ بانتظار استئناف رحلات الطيران مجددا حتى تعُد.
الجهاز الوطني لتنمية شبه جزيرة سيناء هو المسؤول الرئيسي عن التنسيق بين الوزارات ومحافظتي شمال وجنوب سيناء، وهو جهاز قائم منذ 8 سنوات بالفعل، ويقوم بدور مهم في هذا الأمر.
صحيح أن جريدة المصري اليوم احتفظت بهوية نيوتن سرية حتى الآن، لكن اليوم أصبحت مطالبة بإظهار هويته أمام المجلس الأعلى للإعلام؛ الذي قرر استدعائه، خاصة وأن طريقة الكتابة تحمل جرائم يعاقب عليها القانون.
نرشح لك: أسماء مصطفى: امنعوا الفتاوى الكارثية