محمد الحلواني
وسط تصاعد القلق والخلاف على منصات التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى جدل أكبر ومستويات قياسية من الانقسام المجتمعي، تبحث شبكات التواصل مقدار الآثار السلبية لسوء الفهم والتفسير الخاطئ للتعليقات.
يغضب عدد كبير من المستخدمين بسبب منشورات وتغريدات ساخرة معتقدين أنها تحمل آراء جادة وينعكس الغضب الشديد على تعليقاتهم ومشاركاتهم طوال الوقت، ولكن هل هذا الغضب مبرر؟ كم مرة تنشر شيئًا، فقط ليقرأه الآخرون ويفسرونه بطريقة خاطئة، وتأتي ردود الفعل قوية على خلاف ما كنت تتوقع؟
ينطبق هذا التأثير على كل التغريدات والمنشورات الخالية من تعبيرات الوجه والصوت، أو النصوص المكتوبة بدون إشارات مرئية وصوتية، خاصة مع المنشورات الساخرة – على سبيل المثال، غردت الكاتبة الكوميدية الأمريكية ميجان إمرام مؤخرًا: “أنا ضد الأمصال واللقاحات، ولهذا أعتقد أننا يجب أن نحصل جميعًا على مناعة القطيع من خلال تعريض أنفسنا لفيروس كورونا لكي يولد جسمنا أجسام مضادة”.
وجاءت ردود الأفعال مستنكرة التغريدة على نحو لم تصدقه ميجان، وبعضها ردود مضحكة في حد ذاتها، لكنها تؤكد أيضًا أنه غالبًا ما يساء تفسير المنشورات على الشبكات الاجتماعية.
للحصول على فكرة أفضل عن التأثيرات المحتملة لسوء تفسير المشنورات النصية، أجرى موقع فيسبوك مؤخرًا دراسة على أكثر من 16000 مستخدمًا، سعى فيها إلى توضيح القضية بطريقة عملية.
نرشح لك: أهم الأرقام الإحصائية عن Youtube في 2020.. جودة مقاطع الفيديو ليست مهمة
أوضحت الدراسة إنه تم جمع البيانات المسجلة حول التعليقات العامة على فيسبوك مع استطلاع رأي لأكثر من 16000 شخص حول نواياهم في كتابة هذه التعليقات أو حول تصوراتهم للتعليقات التي كتبها آخرون. على عكس الدراسات السابقة للمناقشات عبر الإنترنت التي اعتمدت بشكل كبير على تصنيفات الجهات الخارجية لتحديد المشاعر والموضوعية، ركزت الدراسة على ما يقصده المتحدثون بالفعل عند كتابة تعليقاتهم. وركز التحليل على أحكام ما إذا كان التعليق يشير إلى حقيقة أو رأي أو فكرة ساخرة، وهي المفاهيم التي غالبًا ما تسبب الخلط وسوء الفهم”.
كان الغرض الرئيسي لدراسة فيسبوك هي معرفة ما إذا كان سوء التفسير يمكن أن يؤدي إلى زيادة الغضب عبر الإنترنت.
على سبيل المثال، إذا قال أحدهم: “إشعاع الجيل الخامس يساهم في خفض تفشي COVID-19″، يمكن أن ينظر إليه البعض على أنه رأي، وقد يثير غضبًا أكبر تجاه كاتب المنشور وهو الغضب الذي ينعكس في الردود والتعليقات. ولكن إذا أعاد صياغة نفس الفكرة فكتب: “أظهرت الأبحاث أن إشعاع الجيل الخامس لا يسرع انتشار COVID-19″، فمن المرجح أن يفهم المقصود بانه ليس رأيي، إنه يستند إلى حقيقة علمية.
لا يزال البعض يتوقف عند الفرق بين أن يكون ما ينوي الآخرون مشاركة شيئًا قرأوه أو سمعوه، أم أنه مشاركة لرأي شخصي. وبالتالي فمن المرجح أن تتحول المحادثة اللاحقة إلى سلوك غير حضاري إذا كان المنشور يعبر عن رأي شخصي، وتنخفض هذه المخاطرة إذا أوضح الناشر أنه يتكلم عن شيء سمعه أو قرأه.
يستخدم Instagram أداة لتنبيه المستخدمين بالتعليقات التي يمكن اعتبارها مسيئة. وربما، يمكن لفيسبوك بناء نظام ينبه الأشخاص بالتعليقات التي هم على وشك إبدائها والتي من المرجح أن يساء تفسيرها، استنادًا إلى نتائج هذه الدراس
نرشح لك: استطلاع رأي يبرز تباين اعتماد 4 أجيال على منصات التواصل الاجتماعي