بين يوم وليلة تحولت المطالبات الإعلامية بالتحقيق مع فتاة التيك توك الشهيرة حنين حسام، إلى قرار من رئيس جامعة القاهرة بإحالة الطالبة إلى التحقيق، لقيامها بسلوكيات تتنافى مع الآداب العامة والقيم والتقاليد الجامعية، ثم القبض عليها صباح اليوم بتهمة التحريض على الفسق والفجور.
كالعادة انقسمت الآراء بين مؤيد لما حدث، بداعي أن الفتاة تجاوزت الحدود والأعراف، وكان لا بد من معاقبتها على ما تفعل، بينما يقول آخرون إن ما تعرضت له ظلم ومجرد انسياق ورد تريند السخرية منها، وكان يكفي توجيهها للصواب أو التعامل بأي طريقة أخرى.
حسنا، ما الصواب هنا؟ هل الفتاة مظلومة فعلا أم لا؟!
لمعرفة الإجابة يجب أن نعود بالقصة لبدايتها، والبداية هنا ليست لدى حنين بل لدى عشرات “الانفلونسرز” الذين حققوا شهرة وثروة من استفزاز الجمهور، فنجد أحدهم يتبادل المقالب اليومية بينه وبين زوجته، في تصرفات تثير الشك حول حقيقة رجولته من عدمها، وأخرى تنفعل على المتابعين وتصفهم بالجهل وتسب وتلعن، متباهية بجواز السفر الأمريكي الذي تحمله، رغم أنها لا تظهر في الفيديوهات سوى بوقفة معروفة تعتمد على إظهار مفاتنها من كل الجهات.
وآخر يظهر في بث مباشر مرتديا حفاضة أطفال، ثم يظهر في فيديو أقل ما يقال عنه أنه مبتذل مع راقصة مشهورة، ويتغزل فيها وفي طريقة رقصها بجرأة شديدة، ونفاجأ بعدها أنه أصبح مذيعا تليفزيونيا!!… وغيره العشرات ممن كانت السوشيال ميديا سببا لثروتهم ونجوميتهم، حتى وإن فقدوا كرامتهم وقيمتهم مقابل ذلك.
نرشح لك: شاهد.. الفيديو الذي تسبب في اتهام حنين حسام بارتكاب أعمال منافية للآداب
إلى أن جاءت حنين حسام وتصدرت التريند خلال الأيام الماضية، فهي تقول الشيء وتفعل عكسه بعد ذلك… طريقة قديمة صالحة للاستخدام حتى الآن في كسب الشهرة على مواقع التواصل، لكن في النهاية هذا حقها، كل إنسان من حقه أن يصنع الصورة التي يريد أن يراه الناس عليها، إما بالسلب أو الإيجاب، وهي اختارت أن يراها الناس بهذه الصورة.
لكن ما ليس من حقها، هو دعوتها للفتيات للقيام بتصرفات غير لائقة على مواقع مشبوهة، أن توجه نصيحة لكل فتاة جميلة أنه يمكنها كسب الأموال بمجرد أن تكون حسنة المظهر وتظهر بملابس أنيقة، وتفتح الكاميرا لمحادثة الرجال! لا أدري أي حديث محترم سيفتحه رجل دخل إلى موقع تعارف للحديث مع فتاة شابة جميلة عن طريق الكاميرا، لأن هذا الأمر سواء شئنا أم أبينا دعوة للدعارة، ولكن بطريقة شيك إن جاز التعبير.
الفتاة أخطأت بالفعل، ليس في استفزاز الجمهور، فهذا تصرف شخصي لا يحق الحكم عليه، ولكن لأنها دعت غيرها من الفتيات لتصرفات قد تودي بهن لأمور غير أخلاقية، لذلك ما الأزمة أن يتم التحقيق معها ويحكم القانون فيما لها وما عليها؟!
البعض يقول إنها فتاة صغيرة يجب توجيهها للطريق الصحيح برفق، لكن في الواقع هي ليست طفلة، فكل من تخطى سن الطفولة المنصوص عليه قانونا ليس طفلا، القاتل الذي تخطى 18 عاما ليس طفلا والسارق والمرتشي والراشي والداعي للرذيلة والممارس لها… كل أولئك ليسوا أطفالا، ربما جنى عليهم آخرون بتوجيههم لهذا السلوك الخاطئ، لكن كلٌ مسؤول عن نفسه، ودور القانون أن يوقف الكل عند حده، فيحفظ أمن المجتمع.
ولو شئنا الإنصاف، فإن التحقيق لا يكون مع حنين فقط، لكن أيضا مع عشرات الانفلونسرز الذين يفعلون ويقولون ما هو أسوأ من ذلك، مع النجوم الذين يخالفون قرارات الدولة بمنع التجمعات، وينشرون صورا لهم في الكواليس مع مئات العاملين، في مشهد عبثي يهدم كل ما فعلته الدولة في الشهور الماضية ولا يبنيه.
في النهاية، أن يتم التحقيق مع الفتاة لنرى إن كانت مذنبة من وجهة نظر القانون أم لا، فهذا ليس خطأ، لكن الخطأ أن يستثنى من ذلك كبار النجوم.. حتى وإن كانوا “نمبر وان”.
نرشح لك: “عايزة 20 بنت محترمين”.. تعليق حنين حسام على إحالتها للتحقيق