أحمد عبد العليم قاسم
استطاع الإعلان الترويجي “التريلر” لمسلسل “النهاية”، المرتقب عرضه خلال الموسم الرمضاني 2020، للفنان يوسف الشريف، أن يحقق نجاحا هائلا ويلفت الأنظار منذ اللحظات الأولى لعرضه، حيث تجاوز عدد مشاهداته عبر موقع “يوتيوب” المليون والنصف مشاهدة، في أقل من أسبوع، وتصدر الموضوعات التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كل هذا النجاح بالتأكيد لم يكن محض الصدفة، بل جاء نتيجة رؤية متميزة ومجهود كبير من صناع العمل.
تريلر مسلسل “النهاية” على المستوى الفني كان خاطفا سواء من حيث الإيقاع أو المضمون، فضلا عن فكرة المسلسل ذاته كأول عمل خيال علمي درامي عربي، وعلي الرغم من أنه التعاون السادس بين يوسف الشريف والسيناريست عمرو سمير عاطف، إلا أنه العمل الأول الذي يجمعهما بالمخرج ياسر سامي، والذي استطاع أن يوظف كل طاقاته ومهاراته لتقديم عمل ضخم كهذا وإعلان ترويجي بكل هذه الاحترافية، وذلك بمعاونة المونتير عمرو عاكف.
من واقع دراستي لفن التريلر وتطوره في مصر والعالم في رسالة الماجستير التي ظللت أعمل عليها منذ 2012 وحتى 2019، وهي من الدراسات النادرة لهذا الفن باللغة العربية، فإن هناك عدد من العوامل والأسباب التي جعلت تريلر “النهاية” يحقق كل هذا النجاح فنيا وجماهيريا، وفقا لمعايير أكاديمية وليست رأيا شخصيا، وهي:
1- مدة التريلر 134 ثانية وهو ما يتوافق مع معيار جمعية الأفلام السينمائية الأمريكية والتي ترى أن التريلر الجيد يجب أن تكون مدته من 120 إلى 150 ثانية.
2- المقطع الدعائي الجيد هو ما يثيرك ويترك انطباعًا قويًا ثم يتركك تنتظر المزيد فرغم، وهو ما قدمه تريلر “النهاية”؛ فبالرغم من تعرف المشاهد على قصة المسلسل بشكل عام لكن الإعلان الدعائى زاد من فضوله بشدة متابعة تفاصيلها وكيفية تنفيذها دراميا
3- البرومو يثير تساؤلات ولا يُعطي إجابة ليفتح الشهية لمتابعة العمل الفني.
4- يظهر التريلر بإيقاع مميز من حيث عدد مرات قطع المشهد، وسرعة مناسبة (زمن ظهور اللقطة) خاطفة للتشويق والجذب.
5- يضم التريلر جمل وعبارات فلسفية وصور تحقق تأثير عاطفي وجمالي يبقى في الذاكرة، كذلك الانتقال بين لقطات عنف وإبهار بشكل سريع تزيد من تشويق المشاهد.
6- يقاس نجاح الإعلان الترويجي على وسائل التواصل الاجتماعي بكم ما يحققه من تفاعلية بالإعجاب أو المشاركة أو التعليق على شكله أو مضمونه، وهو ما حققه برومو “النهاية” بجدارة.
7- استطاع الفيلم توفير معلومات قيمة تساعد المشاهدين والمستثمرين في تكوين توقعات حول نجاح العمل في المستقبل حيث ظهرت فكرة العمل وطبيعة الشخصيات والعلاقات بينهم.
وبخلاف هذه المعايير التي نجح برومو “النهاية” في تحقيقها والترويج للمسلسل بشكل رائع، فهناك بعض العوامل التي ساعدت أيضا على نجاح التريلر منها غياب يوسف الشريف عن الشاشة منذ 2017، وهو ما جعل جمهوره أكثر اشتياقا إليه خاصة بعد نجاح مسلسل “كفر دلهاب”، كذلك لعبت الظروف التي يمر بها العالم دورا بعد تفشي وباء كورونا المستجد وزيادة الحديث عن نهاية العالم وهو ما يتوافق مع اسم المسلسل، فضلا عن دوران بقية أعمال السباق الرمضاني في نفس مدارات السنوات الماضية، وهو ما يضعه في مكان متميز بما يقدمه من فكرة ومضمون خارج الصندوق.
عوامل عديدة ساعدت في تحقيق تريلر “النهاية” نجاحا باهرا، وأعطى مؤشرا عن عمل تلفزيوني غير تقليدي، ويبقى أن نقول أن الإعلان الترويجي الناجح والمؤثر هو ما يبقى في ذاكرتك حتى بعد مشاهدة العمل الدرامي، وهو الأمر الوحيد المؤجل لحين نهاية عرض العمل.
نرشح لك: فاطمة خير تكتب: طوكيو..المرأة المتهورة حين تطمح في القيادة نساء نتفليكس(3)