محمد الحلواني
أحدثت جائحة كورونا تحولات كبرى في كيفية تعامل المستخدمين مع مواقع التواصل الاجتماعي والمحتوى. وامتدت تلك التحولات إلى تغيير ميول الغالبية للقصص التي تحتوي على معلومات صحية دقيقة، في المقام الأول ثم التي تبعث على الطمأنينة وثالثًا المحتوى الترفيهي، وهي تحولات مذهلة خاصة في سرعتها التي تشبه تطورات هذه الأزمة من حيث الإيقاع.
يرصد المراقبون أنماط سلوكية مختلفة عن تلك التي كانت سائدة، تتشكل وتتحول لتلبية احتياجات المستخدمين المتطورة. وتدخل الترندات الناشئة بسرعة ومنها ما يختفي بسرعة متأثرةً بروح العصر الثقافي الراهن بطريقة غير مسبوقة مع ظهور منصات إبداعية جديدة، وقنوات إعلامية قديمة يعيد المستخدمون استكشافها مرة أخرى، أصبحنا على أعتاب فترة اضطرابات رقمية على نطاق عالمي.
يتصاعد الاعتماد على المنصات التكنولوجية الجديدة، على سبيل المثال أصبح تطبيق Zoom منصة الاجتماعات “الأساسية” وحقق التطبيق زيادة في عدد مستخدميه بنسبة 300٪، ولكننا نظهر بالفعل علامات تدل على الشعور بالإرهاق، فقد انتقلنا من مرحلة لمرحلة ومن منتج لمنتج ومن ميزة إلى ميزة بسرعة مذهلة، إلى أن ألقتنا أزمة كورونا في خانة “العمل من المنزل”.
واستخدام الإعلام الجديد يتطور أيضًا، سواء كان ذلك على مستوى التعليم المنزلي أو الصداقة الافتراضية. ومع ذلك، فقد أثارت المشكلات الأكثر أهمية حول الأمان السيبراني مخاوف عديدة تدفعنا إلى أقصى حدود الحذر.
وفي منحنى متسارع، نشهد ظهور منصات بديلة أخرى مثل Houseparty تنشأ وتنمو في حين يصل Zoom بالفعل إلى ذروته.
أصبح تطبيق تيك توك في وضع مثير للاهتمام وفي كل يوم يتضح دوره الكبير في نقل النظام البيئي لمواقع التواصل الاجتماعي إلى آفاق جديدة.
كان تيك توك، وفقًا لتقرير نشره موقع Mumbrella الأسترالي المتخصص في التسويق والميديا، الطفل الذهبي الجديد في عائلة مواقع التواصل الاجتماعي قبل شهرين فقط، كان مليئًا بالتجمعات غير المالوفة والمحتوى المضحك وكان من الصعب اختراقه.
أما الآن، فقد تحول كبار السن إلى نجوم في مقاطع فيديو يبثونها من العزل الذاتي حيث يواجهون تحديات جديدة، ويتعرف بعضهم على حركات رقص جديدة. ويمكن اعتبار الاتجاه السائد نجاحًا وفقًا لبعض المقاييس، ولكن بينما تواجه المنصة جمهورًا أوسع نطاقاً، فقد تؤدي هذه الفترة إلى إصدار جديد من تيك توك بمجرد زوال الأزمة عندما يظهر الأطفال والأصغر سنًا استعادة تيك توك بصفته مكانهم الممتع.