عرفة محمد أحمد
تسببت الأزمة الخاصة بـ”فيروس كورونا” في تآكل الصفحات التي كانت تخصصها الصحف الورقية اليومية والأسبوعية لـ”شهر رمضان”، وما تقدمه للقارئ من مادةٍ تحريريةٍ تتناول القضايا الدينية، والتغطية المكثفة للأعمال الدرامية المعروضة في ماراثون الشهر الكريم، فجاءت هذه التغطيات على مساحاتٍ ضيقةٍ.
وبعيدًا عن المادة الصحفية التقليدية السياسية والاقتصاد والرياضية التي تقدمها الصحف الورقية يوميًا، نجد أنّ المساحة المخصصة للمواد التحريرية المناسبة للأجواء الرمضانية لا تتجاوز صفحةً، فـ”الأهرام” التى يرأس تحريرها الكاتب الصحفي علاء ثابت خصصت صفحةً تحمل عنوان: “رمضان أنوار” تضم 4 أبوابٍ ثابتةٍ تناقش فى أغلبها قضايا دينيةً، والأبواب هى: “قوانين قرآنية”، “فرائض غائبة”، “فادعو بها”، ثم مسابقة الأهرام الدينية.
أما “الأخبار” برئاسة تحرير الكاتب الصحفى خالد ميري، فحملت الصفحة الدينية المخصصة للشهر الكريم عنوان: “أيام وليالي رمضان”، وتضم 8 أبوابٍ ثابتةٍ تقدم مادةً دسمةً يوميًا؛ هى: “الصيام فى زمن كورونا”، “ع الأصل دور”، “خواطر الشيخ الشعراوي”، “فقه الصيام”، “كل يوم حكاية”، “نساء وراء الجدران”، “أحكام نسائية”، “ابن رجب فى رمضان”، وهو الباب الذى يكتبه الدكتور مصطفى رجب، العميد السابق لكلية التربية بـ”جامعة سوهاج”.
نرشح لك: أبرز رسوم الكاريكاتير عن كورونا في الصحف المصرية
كما يُنشر فى هذه الصفحة، تحقيقٌ يومي قصيرٌ يتعلق بإحدى القضايا الدينية المعاصرة، وربطها بأزمة فيروس كورونا، فضلًا عن مجموعةٍ من الأحاديث والأدعية والقطوف.
كما تخصص “الأخبار” يوميًا صفحةً تحمل عنوان “شاشة رمضان” التى تقدم تغطيةً يوميةً للأعمال الدرامية الرمضانية المعروضة على الشاشات حاليًا.
أما “الجمهورية” برئاسة تحرير عبد الرازق توفيق، فتخصص صفحتين منذ انطلاق الشهر الكريم، هما: “رمضان والناس”، وتضم عددًا كبيرًا من الأبواب الثابتة مثل: “مبادرات الخير”، “صائمون فى الغربة”، “باب رزق”، “الصيام.. صحة وشفاء”، “سنة أولى صيام”.
أما الصفحة الثانية فهى: “نور العالمين”، وتضم أبوابًا مثل: “أهل القرآن”، “فتاوى رمضانية”، “شهداء عند ربهم يرزقون”، “القرآن روح الأمة”، “خواطر رمضانية”.
وبجانب تغطيتها الفنية المكثفة للدراما الرمضانية، تستمر جريدة “الدستور” فى تقديم حلقاتٍ متصلةٍ طوال الشهر الكريم يكتبها الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي الإدارة والتحرير، وهو التقليد الذي بدأه “الباز” منذ 3 سنواتٍ ماضيةٍ، فقدّم سلسلة “القرآن في مصر”، ثم “الله في مصر”، و”مريم المصرية”، ويقدم فى رمضان هذا العام سلسلةً جديدةً بعنوان: “الرسول في مصر”، والتى يصفها الباز بقوله: “إنها رحلة طويلة أسجل فيها ملامح النبى محمد على خريطة المصريين النفسية”.
وفسّر “الباز” السبب وراء نشره هذه السلاسل بقوله إنّه دائمًا تستويه الأرض الملغومة، ولن يكون هدفه نزع هذه الألغام، ولكن زرع ألغام جديدة، لافتًا إلى أنها يسعى دائمًا إلى المناطق الساخنة.
وتابع في تقديمه للسلسلة الجديدة “الرسول فى مصر”: “أفتش فى الملفات المخبوءة، لا أضع يدى فى الأدراج المغلقة بحثًا عنها، ولكنى أفتش في مساحات الزمن وأروقة الناس، ربما لهذا أو لبعض منه بدأت منذ سنوات التنقيب فى الضمير المصرى عن مقدساته، مدركًا أن ما سأعثر عليه حتمًا سيكون مختلفًا، فحتى المقدسات التى يستقر المصريون عليها يسلكون دروبها بطريقتهم الخاصة، وهو السلوك الذي يحيرك، للدرجة التى لا تقدر معها الفصل بين هزلهم وجدّهم.. قصديتهم وعفويتهم.. سوء نيتهم أو حسنها”.
كما تقدم “الدستور” فى رمضان بابا ثابتًا يحمل عنوان: “قال الراوي” يكتبه الدكتور محمود خليل، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
“اليوم السابع” تخصص صفحتين للمادة التحريرية الخاصة بالشهر الكريم، ومنها صفحة “رمضان”، التى تضم أبوابًا ثابتةً مثل “ذكريات صحفية” يكتبها سعيد الشحات، “مسخر خانة” يكتبها أكرم القصاص، فضلًا عن أبواب أخرى مثل حلقات من كتاب “النبى والوطن”، و”الحلو أصله إيه”، ومجموعة مقالات: “ها نحن قد أدركنا رمضان” يكتبها الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن محمد الضويني.
كما بدأت الصحيفة نشر حلقاتٍ متتابعةٍ تحمل عنوان: “31 عالما من أهل السنة والجماعة ينتقدون البخاري”.
“الشروق” برئاسة تحرير الكاتب الصحفى عماد الدين حسين، تخصص صفحةً لموضوعات الشهر الكريم تضم أبوابًا مثل “نور وهداية”، “قصص الحيوان”، “غزاليات”، في حين حملت صفحة “الأهرام المسائي” و”المساء” عنوانًا واحدًا هو “رمضان كريم”، يتشابه معه صفحة رمضان فى “صوت الأمة”، و”رمضانا جانا” فى “النبأ”، وتقدم هذه الصفحات تغطيةً لقضايا الصيام والفرائض والحوارات المتعلقة بالشأن الديني، فضلًا عن تغطية الدراما الرمضانية.
المفاجأة الحقيقية نجدها في “المصري اليوم” التى كانت تتميز خلال السنوات الماضية بتقديم مادة “دسمة” فى رمضان، بإخراج صحفي مبتكر، إلا أنّه يلاحظ منذ بداية الشهر الكريم اختفاء الملاحق المخصصة للشهر الكريم، وتصدر الجريدة وكأنها فى أيامٍ عاديةٍ.
وقال محمود مسلم، رئيس تحرير “الوطن”، إنّ الخريطة “متلخبطة” فى جميع الصحف المصرية بسبب أزمة كورونا، ولكن الموضوعات الفنية والدينية لها طبيعة خاصة فى شهر رمضان، ولذلك لا تغيب عن الصفحات.
وأضاف “مسلم” في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ“إعلام دوت كوم” أنّ “الوطن” كانت تنوي نشر سلسلة حواراتٍ كاملةٍ عن تجديد الخطاب الديني، ولكن بسبب الظروف الحالية، لم تكتمل هذه السلسلة، ونشرنا منها حلقتين؛ هما: حوار مع الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، وحوار مع الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وأشار رئيس تحرير “الوطن” إلى وجود موضوعاتٍ يوميًا عن الموقف الديني من أزمة كورونا، فضلًا عن التغطية الكاملة لمسلسلات شهر رمضان.
فى سياقٍ متصلٍ، أكدت منال لاشين، رئيس تحرير جريدة “الفجر”، أنّ الصحيفة تخصص ملحقًا رمضانيًا بعنوان “الخيمة” فى الشهر الكريم، وعدد صفحاته لم يتأثر بأزمة فيروس كورونا، مشيرةً إلى أنّ عدد صفحات هذا الملف تزيد أو تقل بحسب المواد التحريرية المتوفرة، على أن يكون لدينا فى كل عددٍ 70 % مادة رمضانية، و30 % مواد تتعلق بالاقتصاد والسياسية والقطاعات الأخرى.
وأضافت “لاشين” في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ“إعلام دوت كوم”، أنّ الصحيفة حاولت التخفيف عن القارئ في ما يتعلق بالموضوعات الخاصة بأزمة فيروس كورونا، من خلال نشر الموضوعات التاريخية، والتحقيقات “اللايت”، فضلًا عن تخصيص مساحةٍ أكبر للموضوعاتِ والأخبار الفنية التي تتميز بها صحيفة “الفجر”.
وقالت إنّ الصحيفة تبحث عن التناول غير التقليدي للموضوعات الدينية فى شهر رمضان، بعيدًا عن الموضوعات المستهلكة مثل تلك الخاصة بالمشايخ، ولكن من الممكن أن تجد فى “الفجر” موضوعًا يتناول حياة جاليةٍ إسلاميةٍ تعيش في بلدٍ ما، وكذلك تقديم عرضٍ لكتاب ديني مميزٍ.
وتابعت: «بدأنا فى صحيفتنا نشر فصول عن حياة أم كلثوم قريبة من الطابع الديني، مثل طلبها تسجيل القرآن الكريم بصوتها ولكن الأزهر رفض، وهذه الموضوعات قد تراها فنيةً، ولكن لها طابع ديني من خلال لمحاتٍ من حياة كوكب الشرق”.
واختمت: “دائمًا ما نركز أسبوعيًا على تقديم انفرادات سواء في ما يتعلق بالسياسة أو الاقتصاد أو بقية القطاعات”.
وقال الكاتب الصحفى صابر رمضان، المشرف على صفحة “رمضان كريم” بجريدة “الوفد” إنّ الصحيفة سنويًا تخصص صفحتين للقضايا الدينية فى الشهر الكريم، ولكن تقلصت هذه المساحة لصفحةٍ واحدةٍ الآن؛ بسبب أزمة فيروس كورونا.
وقال “رمضان” في تصريحٍ لـ“إعلام دوت كوم”، إنّ الصفحة الدينية فى “الوفد” بها 4 أبوابٍ ثابتةٍ هى “رمضانيات” يكتبها يوميًا المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس الحزب، و”رجال أشداء” يكتبها وجدي زين الدين، رئيس التحرير، ثم “اللغة سلاح سحري” يكتبها الدكتور محمد محمد داود، و”أنوار نبوية” يكتبها السنوسى محمد السنوسى.
وكشف عن وجود بابٍ ثابتٍ أيضًا يحمل عنوان “لحظة فارقة” يتناوب على كتابته أكثر من كاتب يوميًا، مشيرًا إلى أنّ هناك أيضًا تنسيقًا مع صفحات الفن في ما يخص المواد التى تتعلق بالدراما الرمضانية، ونجومها.
من ناحيته، كشف الزميل إبراهيم موسى، رئيس تحرير “اليوم الجديد”، أنّ الصحيفة نشرت موضوعاتٍ عن ارتباط المصريين بصوت الشيخ محمد رفعت، وموضوعات أخرى تركز على روحانيات رمضان، مع عدم الاكتفاء بالموضوعات الدينية فقط.
وأضاف “موسى” لـ“إعلام دوت كوم” أنّ العدد المقبل يتناول ملفاتٍ عن الربط بين العمالة وأزمة فيروس كورونا وشهر رمضان، فضلًا عن الزكاة وتحقيق فكرة التكافل الاجتماعي، مع تقديم “ريفيوهات” عن مسلسلات رمضان.
بدوره، أكدّ الزميل محمود الحضري، مدير عام التحرير في مؤسسة “البوابة نيوز”، أنّ الجريدة خصصت 3 صفحات بعنوان “خيمة البوابة” لتقديم المواد التحريرية الخاصة بشهر رمضان، كاشفًا عن أنّ هذا العدد أقل بالطبع من السنوات السابقة؛ خاصة أنّ الجريدة كانت تفرد 10 صفحاتٍ لتلك المواد التحريرية عندما كانت الصحيفة 16 صفحةً، ثم 8 عندما قلّ العدد، وأخيرًا 3 فقط؛ بسبب أزمة كورونا.
وأوضح “الحضري” لـ“إعلام دوت كوم”، أنّ الصحيفة خصصت صفحةً للفن، ثم صفحتين تشملان المواد الدينية التنويرية، وموضوعاتٍ خاصةٍ بالإسلام السياسي، ثم باب ثابت عن “الآلهة عند الفراعنة”، فضلًا عن مناقشة قضايا الصيام في التاريخ الإسلامي.
وقال الزميل عبد الراضى الزناتي، مدير التحرير في جريدة “اليوم”، إنّ هناك 3 ملفاتٍ تركزُ عليهم الصحيفة خلال أعدادها في شهر رمضان.
وأوضح لـ“إعلام دوت كوم” أن هذه الملفات هى: “رمضان فى زمن كورونا”، “القضايا التي تتناولها الدراما الرمضانية وروحانيات الشهر الكريم”، ثم الأزمات الخاصة بإعلانات رمضان.