محمد الحلواني
كشف استطلاع جديد للرأي أن البريطانيين يبتعدون عن وسائل التواصل الاجتماعي، ويتجهون بدلاً منها إلى تبني أشكال أكثر تقليدية للتواصل أثناء حظر التجول والإغلاق الإلزامي للمرافق في المملكة المتحدة بسبب وباء كورونا.
ومقارنة بالتجربة المثيرة القلق من نشر التحديثات على فيسبوك وانستجرام، لا يزال ثلثا البالغين في بريطانيا يعتقدون أن إرسال رسالة مكتوبة بخط اليد هي أفضل طريقة للبقاء على اتصال بالآخرين.
شمل الاستطلاع أكثر من 2000 شخص بالغ في المملكة المتحدة، وقال 66 % منهم إن البطاقات البريدية الشخصية هي الأكثر فائدة لإيصال المشاعر إلى شخص عزيز أو حبيب.
وذكر ما يقرب من نصف المستطلعين (47 %) أن فكرة كتابة خطاب أو بطاقة بريدية صادقة وغير معلبة وإرسالها لهم؛ جعلتهم يشعرون بالسعادة، بينما قال 50% إن وسائل التواصل الاجتماعي ليست لها آثار إيجابية على علاقاتهم الوثيقة.
أشرفت على الدراسة الدكتورة آنا ماتشين عالمة الأنثروبولوجيا التطورية بجامعة أكسفورد، التي قالت إن الشباب موجودون على وسائل التواصل الاجتماعي وسط بيئة غير صحية و”عالم افتراضي صغير”.
وأجريت الدراسة برعاية TouchNote، وهو تطبيق يعمل بنظام Android وiOS يتيح للمستخدمين إرسال بطاقات بريدية فعلية تتضمن صورًا تم التقاطها على هواتفهم.
أشارت الدراسة إلى العودة بقوة إلى أشكال أكثر تقليدية للتواصل لمكافحة العوامل التي تهدد الصحة العقلية أثناء الابتعاد الاجتماعي، بما في ذلك البطاقات والرسائل البريدية.
وأوضحت الدكتورة ماشين أن أشكال الاتصال الشخصية والخاصة تساعد على تحسين صحتنا عن طريق إطلاق المواد الكيميائية العصبية في الدماغ. لكن وسائل التواصل الاجتماعي ليس لها ذات التأثير العصبي النافع بسبب طبيعتها “الأدائية الروتينية”.
وأضافت ماشين: “باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كثيرًا، فإننا نحرم الدماغ من إطلاق المواد الكيميائية العصبية الإيجابية التي تطلق أثناء التواصل الهادف ولهذا السبب نبدأ في المعاناة”.
ولفتت إلى أن “إرسال بطاقة بريدية يسمح لنا بلمس ذكرياتنا مع المرسل ومشاركة الذكريات الجميلة، ومن خلال ذلك، من المحتمل أن يحصل المرسل إليه على قدر كبير من المواد الكيميائية العصبية الممتعة.
وبصفة خاصة، أثناء الإجراءات الصعبة التي فرضتها أزمة وباء كورونا، أصبح البشر يتوقون إلى أشكال تفاعل تتكرر بشكل أفضل وجهًا لوجه وأكثر شوقًا للدردشة ومقابلة الآخرين.
وتابعت: “ما نرغب فيه جميعًا في الواقع هو عناق من نحبهم وهذا لأننا نحتاج إلى ذلك دائمًا – هذا ما تفرضه كيمياء الدماغ علينا ونحتاج إليه، فعندما نتلقى رسالة أو بطاقة بريدية، يكون نشاط الدماغ أقرب إلى ما يحدث عندما نتفاعل مع شخص ما وجهًا لوجه. وهناك زيادة في المواد الكيميائية مثل الدوبامين، والتي ترتبط بالاستجابات العاطفية، والأوكسيتوسين، وهو مرسال كيميائي ذو صلة بالارتباط الاجتماعي.
على النقيض من ذلك، يمكن أن يسبب نشر التحديثات على قنوات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستجرام مشاعر قلق حول كيفية تلقيها، أو ما إذا كانت ستحصل على “الإعجابات ”. وكلما زاد عدد المتابعين لديك، أصبحت رسائل الوسائط الاجتماعية أبعد ما يكون عن تصنيفها كتجربة شخصية، وعندما تكتب بطاقة أو رسالة إلى شخص ما، فأنت لا تؤدي و لا تحاول أن تبدو مثاليًا، إنها لحظة خاصة.. وهذا ما بدأ الناس يتوقون إليه الآن”.
سُئل المشاركون في الاستطلاع مجموعة من 15 سؤالًا حول موقفهم من وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك ما إذا كانوا يشعرون بأنها تجعلهم أكثر ارتباطًا بعائلاتهم، وما إذا كانت تغير كيفية التعبير عن أنفسهم في صياغة مكتوبة، ونوع المشاعر التي يجربونها عند النشر على منصات التواصل الاجتماعي.
وبشكل عام، ذكر 86% أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والهاتف يتداخل مع تفاعلات الأشخاص اليومية – مقارنة مع 4 % فقط سجلوا خلاف ذلك.
ويشعر 59 %من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا أن حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي جعلتهم يشعرون بأنهم أكثر ارتباطًا بأصدقائهم وعائلتهم، في حين يشعر 39 %أن حساباتهم لم تحدث أي فرق على الإطلاق.