إسلام وهبان
لا يمكن لمتابع للسينما أو الدراما المصرية خلال العقدين الماضيين ألا يكون قد علق بذاكرته مشهدا للفنان عمرو عبد الجليل، أو حفظ أحد إيفيهاته التي اشتهر بها وتصدرت مواقع التواصل الاجتماعي بل وتحولت إلى كوميكس نتبادلها يوميا فيما بيننا ونعيد تكرارها في مواقف عديدة.
وخلال الأيام الأولى من السباق الرمضاني الحالي استطاع “عبد الجليل” أن يخطف الأنظار بآدائه لدور “الريس عزيز” بمسلسل “النهاية” الذي يقوم ببطولته الفنان يوسف الشريف، وناهد السباعي وسهر الصايغ، وسيناريو وحوار عمرو سمير عاطف، وإخراج ياسر سامي، والذي يعد أول مسلسل خيال علمي مصري.
نرشح لك: تريلر “النهاية”.. 7 أسباب لنجاح البرومو
أضفى “عبد الجليل” روحا من الدعابة وخفة الظل، على المسلسل رغم جدية العمل ومحتواه، وتصدرت إيفيهاته المشاهد التي ظهر فيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل ونافست بقوة مشاهد بطل العمل نفسه يوسف الشريف، وأصبح “الريس عزيز” وقفشاته عنصر جذب كبير للمشاهدين، خاصة المشاهد التي جمعت بينه وبين سهر الصايغ، وتصنيع روبوت مطابق لشخصية “المهندس زين”.
المتابع لأدوار عمرو عبد الجليل، يجده أكثر قدرة على الإبداع والتألق في الدور الثاني، وكأنه نجما استثنائيا في غير الأدوار الأولى. يستطيع بكل براعة أن يضع بصمته الخاصة على هذا النوع من الأعمال، فبخلاف دوره في فيلم “كلمني شكرا”، و”صرخة نملة”، لم يتألق عبد الجليل، أو يلفت الأنظار إلا في الأعمال التي لا يكون فيها البطل الأساسي، وهذا ما تجده واضحا في السنوات الماضية من خلال فيلم “كازابلانكا” الذي عرض العام الماضي، والذي قام فيه بدور “عرابي” صديق البطل الرئيسي “أمير كرارة”، وحاز على إشادات عدة على هذا الدور خلال فترة عرضه. كذلك دور ” الريس حربي”، الذي قدمه بمسلسل “طايع” الذي عرض في رمضان 2018، وقام ببطولته عمرو يوسف، واستطاع أيضا أن يبهر الجمهور بآدئه.
على الرغم من احتراف “عبد الجليل” للتمثيل منذ مطلع التسعينات من خلال تعاونه مع المخرج العالمي يوسف شاهين، في فيلم “اسكندرية كمان وكمان”، ومشاركته في العديد من الأعمال بعدها، إلا أنه لفت الأنظار بقوة في فيلم “حين ميسرة”، وجاءت شهرته وانطلاقته الأقوى بعد فيلم “كلمني شكرا”، الذي قام ببطولته في 2010، وعاد النجاح الكبير إلى دخول عنصر الإيفيه، لما يقدم “عبد الجليل”. فلا يخلو دور إلا ويضع فيه ملمحا إضافيا من خلال إيفيهاته وقلشاته.
وتمكن خفة ظل عمرو عبد الجليل على صنع إيفيهات جديدة، فهو لا يقتصر على إيفيه أو اثنين بل يحاول تقديم إيفيهات جديدة وغير مستهلكة حسب كل شخصية وأبعادها، بل وأصبحت إيفيهاته تلعب دورا كبيرا في نجاح العمل ووصوله للجمهور الذي التفاعل معها بقوة عبر السوشيال ميديا.
لعل أبرز ما يميز عمرو عبد الجليل هو تنوع أدواره، فهو لم يحصر نفسه في دور معين مثلما وقع بعض الفنانين، ولم يختصر تجاربه التمثيلية على لون واحد، فتجده شخصية جادة وحادة وصاحبة فكر متعصب في دور “الريس حربي” في مسلسل طايع، ثم كوميديان بارع في “كازابلانكا”، بل ويستطيع بمهارة وخفة تغيير جلده من تراجيدي إلى كوميدي أو العكس مثلا يفعل حاليا بمسلسل “النهاية” بشكل لا يجعل المشاهد ينفصل عن الأحداث وكأنه بـ100 وش.
العجيب في “عبد الجليل” أنه يظهر في كل لقاءاته كشخصية جادة، قليلة الضحك، لكنه بكل سهولة يستطيع أن يُلقي “إيفيه” يجعلك تسقط من الضحك، ويظل هو بنفس “الريأكت”، وهذا ما يفعله أيضًا في أعماله بكل رشاقة حتى ولو كان المشهد تراجيديا للغاية.
نجومية أي فنان لا تأتي فقط من آدائه القوي أو خفة ظله، بل من خلال قدراته التمثيلية التي يظهرها أثناء تعاونه مع زملائه في العمل. وقد استطاع عمرو عبد الجليل أن يحقق نجاحا كبيرا من خلال العديد من الدويتوهات التي قدمها في أعماله مثل الدويتو مع غادة عبد الرازق في فيلم “كلمني شكرا”، ومع صبري فواز في فيلم “سوق الجمعة”، كما نجح في تقديم دويتو من أبرز الدويتوهات هذا العام مع سهر الصايغ في مسلسل “النهاية”.
نرشح لك: سبب ظهور أبطال “النهاية” بشعر غريب