جمال رائف
بينما كانت الأعين علي مدار السنوات الماضية تتابع أفلام هوليود، منبهرة ببطولات الجيش الأمريكي التي صنعها خيال صناع السينما، كان الجيش المصري يسطر بطولات حقيقية علي كافة الأصعدة بعيدا عن أضواء الكاميرات، وهي الأولي بالتوثيق الذي يقهر العداء ويعلم الأجيال القادمة قيمة ومكانة الجيش المصري ودوره اللا محدود، سواء في مساندة الشعب أو الذود عن تراب الوطن.
البطولات التي سطّرتها دماء شهداء الوطن وتضحيات المصابين، لهي مبعث فخر ومنطلق إبداع لكل من يريد تسخير مفردات القوة الناعمة لإيقاظ الوعي الجمعي ودحر إعلام أهل الشر؛ المستند إلي ترويج الأكاذيب والشائعات، والتي لا يمكنها الصمود أمام حقائق وثقتها تضحيات أنبل الرجال.
وهذا ما أحدثه مسلسل الاختيار الذي يجسد بطولات الشهيد البطل أحمد صابر المنسي وزملائه البواسل، فقد تمكن الإبداع الفني الممزوج ببطولات الواقع من نسف أواصر القوة الناعمة الداعمة للإرهاب، وجعل من عويلهم وصراخهم الذي انطلق مع أولي مشاهد الاختيار شاهدا عليهم، ودليل أن القوة الناعمة المصرية موجعة بل أصابتهم في مقتل.
الاختيار يعد مجابهة فكرية ناجحة وفعالة للإرهاب الذي أرهب العقول والنفوس، عبر تضليل فكري أصاب اصحاب النفوس الضعيفة، ليصيب الفكر المتطرف عقولهم ويفسد عقيدتهم وإيمانهم بالوطن؛ ليصبحوا في ضلال مبين ليخسروا دينهم ودنياهم، والمتبع للمضمون الفكري المقدم عبر مسلسل الاختيار يدرك تماما أنها قذائف مدوية قصفت الفكر المتطرف في مقتل، واستهدفت صلب الأفكار المتطرفة الهدامة التي يستخدمها المضللون لتغييب العقول، وجاء هذا ضمن نسق درامي استخدم الصياغة المتقنة للحوار مع عنصر الأبهار في الصورة، سواء علي الصعيد الحركي أو تكوينات المشاهد، التي احتوت علي تفاصيل دقيقة لها دلالة فكرية أصابت أكاذيب أهل الشر.
الاختيار سطّر أسطورة الشهيد البطل أحمد المنسي أحد أبطال الصاعقة المصرية، التي هي دوما تحقق البطولات وتنجز المعجزات؛ حبا للوطن ودفاعا عن مقدساته، واليوم حققت تلك البطولات انتصارا جديدا علي صعيد مجابهة ونسف الفكر المتطرف، وتحصين العقول البيضاء للأجيال المقبلة، والتي هي في حاجة لقوة ناعمة تحميهم وتحصّنهم ضد الفكر المتطرف؛ الذي يبثه أعداء الوطن.