رباب طلعت
بالرغم من عدم تشجيع أهله لدخوله عالم الفن، قرر ابن دمياط، إسلام إبراهيم ترك تخصصه كإخصائي تخاطب، لمدة 6 سنوات، وخريج كلية الآداب قسم اللغة العربية، ليسعى وراء حلمه وهو “التمثيل” حيث كان يملك الموهبة و”خفة الدم” التي تؤهله للظهور على الشاشة، وهو ما استخدمه لتعليم الأطفال التخاطب، حيث يجيد الرسم والكتابة والتفاهم بشكل “كوميدي” مع طلابه.
انتقل إسلام إلى القاهرة، وسعى لحلمه بتعلم التمثيل على يد متخصصين، منهم مذيع أغاني وأماني أحمد مختار، ومنه إلى المخرج الكبير خالد جلال، في مركز الإبداع، ويقرر ترك عمله في نهاية عرض مسرحية تخرجه “بعد الليل”، الذي قدم فيه شخصية “سيدة” بشكل كوميدي، كانت بداية اكتشافه في أصعب مشاهد الكوميديا وهو تجسيد شخصية الأنثى بطريقة كوميدية، تفاعل معها الجمهور بالضحكات، لتكن أولى محطاته في معرفة الجمهور به.
انطلاقة إسلام إبراهيم بين الشباب، كانت من خلال snl بالعربي، حيث نجح من خلال العديد من “الاسكتشات” لاكتساح السوشيال ميديا، خاصة أدوار “السيدات” الذي نوع فيها، خاصة أنه شارك نجمات مثل يسرا وروبي وزينة، وكذلك تقليد بعض الإعلاميين مثل عمرو أديب، ووائل الإبراشي.
تعليقًا على تكرار أداء دور “الست”، قال خلال حواره مع الإعلامية شيرين حمدي، في برنامج “أون سيت” على قناة “ON”، إنه لم يكررها، ولكن لنجاحها في snl بالعربي، طلبت منه شركة “موبينيل” تجسيد شخصية “ماختارنيش” في إعلان “اللي” مع المجموعة، مؤكدًا أنه يحاول الخروج من تلك الشخصية إلى مساحات أوسع تُثبت موهبته.
الكثيرون يحققون نجاحًا مشابهًا لما وصل له إسلام إبراهيم، من خلال العروض الموجهة للشباب أو السوشيال ميديا، إلا أن انتقالهم لشاشة التلفزيون يقتل نجوميتهم مبكرًا، خاصة إذا كانوا من النوع الذي الذي يعتمد على إلقاء “الإفيه” دون موهبة، وهو ما نجح “إبراهيم” في التغلب عليه لتظهر خفة دمه التلقائية بشكل طبيعي، يجعله يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعد مشاركته مع نجوم الكوميديا أكرم حسني، وأحمد فهمي في “ريح المدام” في دور المأذون، ليشتهر بإفيه “ويجمع بينكما على خيير”، بطريقته الساخرة، التي خطفت قلوب المشاهدين، ومن قبلهم مخرج العمل كريم العدل، والذي قرر إعطائه مساحة أكبر للدور، بعدما أعجب بأدائه له في الحلقة الأولى.
في “الوصية” ومن خلال حلقة واحدة ظهر فيها، نجح “إبراهيم” في خطف انتباه الجمهور، ليس فقط لتجسيده دور كوميدي “مُعتاد” ولكنه في أحد المشاهد، وضع الجمهور أمام خليط من المشاعر، بين البكاء والضحك، وانتقل بين عدة حالات بمنتهى البساطة والتلقائية التي تمتاز بها موهبته.
مساحة أكبر يستحقها إسلام، كانت في “طلعت روحي” حيث انفجرت موهبته، وتحول لتريند خليط ما بين الكوميديا والرومانسية و”الصعبانية”، حيث حاز على تعاطف الكثيرات، لحبه لإنجي وجدان الصامت.
موهبة إسلام ونجاحاته المتواصلة، أهلته لتقديم برنامج “أقوى أم في مصر”، على قناة “الحياة”، وهو برنامج مسابقات للأمهات، قدمه بشكل كوميدي أيضًا، ليخرج عن شكل برامج المسابقات التقليدي، وقد نجح فيه ما دفع إدارة القناة لإنتاج جزء ثانٍ منه.
محطات كثيرة لإسلام، أضافت له الكثير من الخبرات، ونحتت موهبته الكوميدية، ليخرج بدور جديد، معجون بخبرة المخرجة كاملة أبو ذكري، التي استطاعت أن تصنع من شخصية “حمادة الديلفري” أو “عبقرينو” في مسلسل “بـ100 وش”، “عفريت كوميديا” تصدر التريند منذ ظهوره الأول في الحلقة الأولى، فهو لا يحتاج إلى مجهود كبير لإضحاك المشاهدين، فقط يكفيه الظهور صامتًا والتعبير بوجهه، وبعدما يبدأ بالكلام، تتحول الكاميرا تلقائيًا له، فهو يستطيع إثبات وجوده أمام أي فنان، دون الحاجة لإلقاء “إفيه سخيف” أو حوار “مبتذل”، أو ما يدفع للضحك من الأساس، لأن أدائه يكفي.
“حمادة” عبقري البرمجة والاختراق، وشريك نيلي كريم “سكر” من المستحيل مرور مشهد له بدون ضحك، أيًا كان شريكه أمام الكاميرا، فهو ينتقل من شخصية عامل الديلفري، إلى عبقري الحاسب الآلي، إلى النصاب “الساذج” بمنتهى السهولة، كانتقاله من الملل من حديث دنيا ماهر “نوجا”، أو معاندته مع زينب غريب “رضوى لوز العنب”، أو نباهته وعبقريته مع نيلي كريم “سكر”، أو بـ”تناكة” مرة و”انبهار” مرة أخرى مع آسر ياسين “عمر”.
في “بـ100 وش” ظهر إسلام بـ100 وجه بالفعل، ولكنها أوجه كوميدية متعددة تختلف مع اختلاف نظرة العين، وحركة الحاجب، وشكل الابتسامة، وملامح الوجه الطفولي الذي يدخل القلب دون عناء، ليكتب إسلام إبراهيم بهذا الدور بداية تمحور في موهبته على يد “النحاتة” كاملة أبو ذكري، ويرفع سقف توقعات الجمهور بالنسبة له في الأدوار المقبلة، والتي يجب أن يختارها بعناية، لأن موهبته تستحق ألا يتراجع خطوة إلى الوراء.
نرشح لك: “الاختيار وبـ100 وش” يتصدران.. مشاهدات 20 كاتبا في رمضان 2020