طاهر عبد الرحمن
كعادته في السنوات الأخيرة، يقدم الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، برنامجا خاصا في شهر رمضان، وفي هذا العام يقدم “له ما له وعليه ما عليه” بشكل يومي في تمام الساعة 5:40 عبر إذاعة نجوم إف إم، وهو فكرة وإعداد الصحفي محمد شميس.
وفيما يلي يستعرض إعلام دوت كوم أبرز ملامح البرنامج وفكرته، كما ظهرت في الحلقات الأولى منه:
قراءة مستمرة في التاريخ
المتابع لما يقدمه ويكتبه إبراهيم عيسى في السنوات الأخيرة يلاحظ اهتمامه الكبير بالتاريخ، على مستوى الأشخاص والأفكار والأحداث، والبحث عن الوقائع في المصادر المختلفة، حدث ذلك في روايتيه الأخيرتين عن عصر الفتنة الكبرى وفي السنتين الأخيرتين في برامجه الإذاعية، مثل “صحصح وصحح” في رمضان العام الماضي، و”وشوش” في رمضان 2018، منتقيا عدة أشخاص ووقائع ملتبسة تاريخيا وغامضة ويجتهد في تفسيرها، أو تقديم المعلومات الصحيحة عنها بعيدا عن التصورات الشعبية السائدة.
فن اختيار العنوان
ذكاء كبير من إبراهيم عيسى وفريق الإعداد في استغلال تلك العبارة الشهيرة، والتي أصبحت “تريند” على صفحات التواصل الاجتماعي عقب وفاة الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث انقسم كثير من الناس حوله وعنه، واستُخدمت تلك العبارة بكثرة في تقييم تاريخ الرئيس الراحل، وبالتأكيد فإن شخصيات التاريخ كله لها وعليها، إيجابا وسلبا، ولكل شخصية عدة زوايا يجب الأخذ بها عند الحكم عليها.
تنوع في الشخصيات
اختيار شخصية مصرية ذات تأثير كبير في مجالات مختلفة في المجتمع المصري والحديث عن إيجابياتها وسلبياتها، والواضح كما ظهر في الحلقات الأولى هو التنوع الكبير في اختيار الشخصيات، ليس فقط الشخصيات والأحداث السياسية، بل الدينية والفنية والأدبية، من أحمد عرابي إلى إسماعيل ياسين إلى الشيخ متولي الشعراوي إلى أم كلثوم إلى هدى شعراوي إلى إحسان عبد القدوس إلى مصطفى النحاس.
هل تكفي 5 دقائق؟
التحدي الأكبر في البرنامج هو مدته، التي لا تتجاوز الـ 5 دقائق، بحيث يتم تقديم معظم ما يخص شخصية الحلقة الإيجابية والسلبية وبشكل لا يخل بالمحتوى أو بتاريخ الشخصية، وهو ما يعد نجاحا كبيرا من حيث تلخيص المعلومات وتكثيفها، والأهم هو فرز المعلومات التي تخص كل شخصية، وتقديم الأهم فالمهم، بعيدا عن الشائعات أو التصورات الشعبية.
مقال بلسان إبراهيم عيسى
يمكن اعتبار كل حلقة/شخصية هي مقال يكتبه إبراهيم عيسى، بأسلوبه المعروف والمشهور عنه، والذي يقدم المعلومات ممزوجة بدعابة أو طرفة، واستخدامه الفصحى والعامية، وهو الشكل الذي برع فيه، واستحدثه في الكتابة ونقله إلى الإذاعة والتلفزيون.
وجهة نظر في التاريخ
لا يمكن اعتبار محتوى البرنامج محايد بشكل مطلق، بل هو يعبر في جزء كبير من محتواه عن بعض آراء سابقة لإبراهيم عيسى أثارت جدلا في حينها ولا تزال، لكن ما يحسب له هذه المرة هو عرضه لإيجابيات وسلبيات الشخصية من وجهة نظر عامة، دون إعلان عن وجهات نظر شخصية، وإن كان في كل الأحوال يطرح تفسيره ويؤكد عليه، فيما يخص أسماء معينة ومحددة، مثل الشيخ الشعراوي، والذي كان له معه في السابق جولات وجولات من الخلاف حول كل شيء.