إيمان سراج
في الحب يمكن أن تفشل فرصتك الأولى، وبعدها لأسباب عدة يحدث الانفصال ثم البعد والفراق، وتتساءل هل من الممكن أن نجد الحب من جديد؟، هل من ممكن أن نحصل على فرصتنا الثانية بعد فشل التجربة الأولى أم أننا سنصاب بالخوف من تكرار فشلها؟.. ربما يكون الحب الثاني طوق نجاة وبداية جديدة لحياة سعيدة طويلة وربما العكس.
“ونحب تاني ليه” عمل اجتماعي رومانسي “حالة خاصة” ربما تجدها في كل بيت، استطاع أن يجذب أفراد الأسرة لبساطته وسلاسته وقدرته على أن يضع المشاهد في حالة مزاجية واقعية.
يواجه كل شخص منا في حياته العاطفية مطبات وعليه تخطيها للعبور إلى حياة أفضل، حتى لو كان تأثير المحيطين به بالسالب.
“غالية” الشخصية الرئيسية في العمل طلقها زوجها “عبد الله” في لحظة وبدون سابق إنذار، رغم حبها وإخلاصها ورعايتها لإبنتيهما.
لحظة الطلاق، من أصعب اللحظات التي يمكن أن تمر بها المرأة، وإما أن تكون دافع لها لحياة أفضل أو تكون سبب في حياة أسوأ ..”غالية القوية”: “أنا مش ممكن أفضل في المكان دا، مش عاوزة حاجة تفكرني بالسنين اللي قضيتها معاك”؛ جملة حقيقية تجدها على لسان كثير من السيدات اللائي مررن بنفس التجربة، قالتها غالية ولم يهزمها ما حدث، ورغم صدمتها كان الطلاق دافع وبداية ناجحة لها.
“عبد الله” الزوج المستهتر الذي لا يهمه سوى نفسه وسهراته ومزاجه الخاص.. وكحال الأغلبية العظمى من الرجال، لا يريد للمرأة التي ارتبط بها أن ترتبط بغيره، بمجرد أن يقترب منها رجل آخر يبدأ في رؤية مميزاتها! وهذا ما نشاهده في الحلقات القادمة.
شريف منير، دومًا محترف في تقديم الأدوار المركبة، يؤديها باحترافية ويسر، يضعك في حالة حيرة، تحبه أم تكرهه؟، أدائه طبيعي إلي أقصي درجة.
بعد مرور عام يظهر”مراد” شاب وسيم، شيك، من عائلة معروفة، تنجذب إليه “غالية” وتظهر معه تساؤلاتها “تفتكري ممكن أحب تاني؟”، “طيب أضمنه إزاي؟”، تساؤلات تدور في خلد كل أنثي عانت من تجربة حب أولى، الإحساس بالأمن والأمان هو الضامن الوحيد هل ستجده معه،عدم ثقتها في الإجابة هو ما يجعلها مترددة.
أدي دور مراد “كريم فهمي” ببساطة، أسلوبه وطريقة تمثيله السلسة جعلته طبيعي جدًا، صنع مع ياسمين حالة تمنت بنات وسيدات كثيرات أن يعيشونها، أعطت لهن الأمل والثقة في إمكانية وجود الرجل الذي يسهلهم الحياة المطمئنة، وضعهن في حالة ترقب لمتابعة ماذا سيحدث، وهل هذا الرجل حقيقي؟، وهل سينفذ وعوده؟، هل هذا النوع من الرجال موجود بالفعل في الواقع؟، تساؤلات كثيرة جعلت المشاهد في حالة ترقب للقادم.
“ما بتتعلميش أبدًا”، “نحب تاني ليه أصلًا”، “عشان مش بتسمعي كلامي”.. المحيطون بها ودورهم في تشكيل حياتها، الأم والجدة وموقفهن السلبي تجاه التجربة الثانية أصابها بحالة ذعر من الدخول في العلاقة، مواقف حياتية حقيقية جدًا وموجودة في الواقع.
الأم”سوسن بدر” عانت نفس ما تعانيه ابنتها لذلك تضع عليها القيود والتحذيرات من الدخول في علاقة ثانية كنوع من الحماية من نفس المصير، “أبوك كان بيعمل معايا كدا” حجة الأم الدائمة.
استطاعت ياسمين عبد العزيز، إثبات نفسها كنجمة حجزت مكان ومكانة خاصة لدى جمهور المشاهدين، حقيقية جدًا، تمثل بسلاسة وطبيعية، شقاوتها وخفة دمها المعتادين كانا الطريق لقلوب المشاهدين، يحسب لها أنها لم تلجأ إلي العمليات التجميلية للوجه أو الأسنان وتستخدم شعرها الطبيعي وليس شعرًا مستعارًا أو باروكة صناعية، ظهرت بشكل يشبه شكل بنات وسيدات كثيرات لذلك شعرن أنها تمثل كل واحدة منهن.
إيمان السيد، بهجة المنزل، خفة الدم وابتسامة العمل.. علا رشدي، تارا عماد، ليلي عز العرب، سمر يسري، كارولين عزمي، أضافوا للعمل الكثير.
العمل ككل حالة خاصة نجح في إخراجها المخرج مصطفي فكري، وفي كتابتها عمرو محمود يس، وأثبت أنه مع كل مرة يقدم فيها قصة وسيناريو وحوار جديد، مقدرته على منافسة كتاب الصف الأول وأنه وجد نفسه في الكتابة أكثر من التمثيل، حواره حقيقي وواقعي وقريب مما نشاهده ونسمعه في الحياة اليومية، احتاجت القصة فقط لشخصيات وحواديت جانبية أكثر.
وأخيرًا التتر، من أفضل تترات هذا العام يغنيه الفنان مدحت صالح، كلمات أمير طعيمة وألحان وتوزيع خالد عز.
الحياة لا تتوقف علي أحد، وليس كلهم سيئون، البدايات الجديدة ربما تكون السبيل لحياة سعيدة لذلك نرمي وراء ظهورنا فشل تجاربنا الأولي ونمضي في الحياة دون النظر للخلف، فقط نحسن الاختيار.