محمد عبد الرحمن: بيومي فؤاد ..اسم يعني الثقة
نقلا عن جريدة المقال
كيف استفاد بيومي فؤاد من بداياته المسرحية؟
هل ظلمت شخصية “الدكتور ربيع” هذا الممثل الفذ؟
من لم يشاهد بيومي فؤاد ممثلا مسرحيا في فرق الهواة قبل أن يعرف طريقه لشاشات السينما والتلفزيون سيصعب عليه إدراك الأسس التي وضعها عليها هذا الممثل الفذ موهبته وصعد بها إلى مستوى مرتفع من الأداء الكوميدي والتراجيدي على نحو سواء.
فؤاد خريج كلية الفنون الجميلة، خبير الترميم بالمجلس الأعلى للأثار استفاد كثيرا من سنوات التكوين، هذا الصنف النادر من الممثلين يذهب إلى أول لقاء مع الكاميرا وهو واثق جدا في أدواته بعدما اعتاد ذهاب الجمهور له عبر عروض مسرحية كانت تحقق للممثلين كل شئ إلا الأضواء، تلك الأخيرة وقف بيومي فؤاد تحت متأخرا بلغة السوق، عرفه الجمهور وقد دب اللون الأبيض في شعر رأسه، لكنه حول تلك الملاحظة إلى مصدر قوة فبات قادرا على تجسيد كل الأدوار بلا استثناء، الأب والأخ والإبن والصديق والجار وطبيب الوحدة الصحية في المزاريطة حيث شخصية “الدكتور ربيع” التي صنعت له جماهيرية هائلة لم تصبه بالغرور فقرر أن يستمر كما هو لا طبيب غيره في المزاريطة ولم يفكر أبدا في أن يستقل بالشخصية ويدخل مغامرة البطولة المطلقة.
لا يحتاجها بيومي فؤاد فهو قادر على أن يكون بطلا في أي عمل يشارك فيه وأيا كان عدد المشاهد، وإذا وضعنا مشهد فقدان الإبنة في مسلسل “اسم مؤقت” إلى جوار “هزليات” الدكتور ربيع سندرك كيف يتعرض ممثلون كبار مثل بيومي للظلم بحصرهم في قائمة نجوم الكوميديا، وإذا تأملنا كيف تألق في شخصية “سعد العجاتي” بمسلسل “موجة حارة” سنفهم بسهولة أنه لا يحتاج إلى “إيفيهات” كي يملأ الشاشة، بيومي بعد التلفزيون عرفته السينما وأعطته مساحات يستحقها ولازال أمامه المزيد على الشاشة الكبيرة، وكان أخر وجود مؤثر له في فيلم “كابتن مصر” من خلال شخصية طبيب أيضا لكنه طبيب مختلف إلى حد كبير عن دكتور المزاريطة.
في رمضان هذا العام يواصل ربيع مغامراته مع “الكبير” ويتواجد أيضا في عدة مسلسلات أخرى من بينها “الكابوس”و” ذهاب وعودة ” و” البيوت أسرار”، مساحات الأدوار قد لا تكون رئيسية، لكن “العين” تذهب له مباشرة وتبحث عنه من مشهد لأخر بعدما بات وجود اسمه يعني الثقة مباشرة في أدائه وفي العمل ككل، بيومي فؤاد نموذج واضح للبطل الذي لا يحتاج أبدا لأن تكون صورته الأكبر على الأفيشات.