محمد صلاح
لماذا في الإعلانات أصبحنا نهتم بالفرقعات أكثر من زيادة المبيعات؟
الهدف الأساسي من أي إعلان عن أي منتج هو زيادة مبيعات المنتج. ومهما كان هناك أهداف ثانوية مثل زيادة الوعي بالمنتج أو التذكير والتعريف بخصائص المنتج أو حتى إنتاج إعلان جذاب يجعل المتلقى يتذكره، يظل دائما الهدف هو زيادة المبيعات.
ولكن الغريب فى إعلانات موسم رمضان هذا العام أن معظمها يهدف إلي أي شئ وكل شئ إلا زيادة المبيعات. لذلك شاهدنا فى إعلانات هذا العام بعض النماذج التي تسببت فى مشاكل سواء بسبب الخروج عن الآداب والتقاليد أو بسبب تزكية روح الطبقية والتفرقة بين أفراد المجتمع وغيرها. مع إنه من المتعارف عليه التزام المعلن بتقاليد البلد التي يذاع بها الإعلان، و لذلك نرى العديد من الشركات العالمية تنتج إعلانات خاصة للمنطقة العربية مختلفة عن إعلاناتها في أوروبا وأمريكا.
كما شاهدنا أغاني ليس لها أي علاقة بالمنتج المعلن عنه، وكذلك الاستعانة ببعض النجوم الذين سبق وظهروا في إعلانات لشركات منافسة أو بكم كبير من النجوم في إعلان واحد مما تسبب في بعض المشاكل أيضا.
وكأن الهدف الأساسي من الإعلان أصبح إحداث “فرقعة” بغض النظر عن تأثير ذلك على المنتج أو المبيعات أو صورة الشركة أو حتى الذوق العام والتقاليد. وقد رأينا من قبل العديد من الشركات تقع في مشاكل كبيرة بسبب إعلان غير متوافق مع تقاليد بلد أو منطقة معينه وكيف كلفهم ذلك مبالغ باهظة للاعتذار وتحسين الصورة مرة أخرى، بالرغم من إن الإعلان “فرقع” ووصل إلى أعلى درجات المشاهدة، ولكن كما ذكرنا ليس هذا هو الهدف من الإعلان.
والحقيقة أن مفهوم “الفرقعة” أصبحنا نراه ليس فقط في الإعلانات بل في الأغاني وحتى في بوستات بعض الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي. وهو موضوع يحتاج إلى مقال منفصل لشرحه.
ولكن بما إننا نركز على الإعلانات هنا، دعونا نطرح بعض الأسئلة التي ستوضح خصائص معظم إعلانات موسم رمضان:
ما الفائدة الإيجابية التي ستعود علي المعلن إذا تذكر الجميع الإعلان و لم يشترٍ أحد المنتج؟
ما فائدة أغنية حتى لو جميلة ولكنها غير مرتبطة على الإطلاق بالمنتج المعلن عنه؟ لدرجة أن في بعض الإعلانات إذا استبدلت أخر مشهد فى الإعلان والذي يظهر فيه اسم المعلن اسم معلن آخر لن يحدث أي فرق لأنه ببساطة لا يوجد أي ارتباط بين الإعلان والمنتج.
لماذا لم تعد الإعلانات منصة لتقديم الوجوه الجديدة بل بالعكس أصبح معظمها يعتمد على النجوم؟ فالإعلانات قدمت لنا نجوم مثل غادة عادل، أمير كرارة، ياسمين عبد العزيز وغيرهم.
إذا كان المنتج المعلن عنه لا يظهر إطلاقا في الإعلان، كيف سيتعرف عليه المستهلك أو الجمهور المستهدف؟ وكيف سيشتريه إذا كان لا يعرف شكله ولم يره في الإعلان؟
لماذا تعلن عن سلعة على كل الشاشات لتصل إلي 100 مليون مواطن بينما إنت تعلم إن 95% منهم ليسوا من الجمهور المستهدف لشراء هذه السلعة؟ كلنا يعلم أنه لا يوجد في إعلان التليفزيون استهداف لفئة معينة من الجمهور بعكس الإعلانات على المواقع الإلكترونية والتي تتيح استهداف منطقة أو سن أو نوعية معينه من الجمهور مما يوفر أكثر للمعلن ويجعل الإعلان أكثر تأثيرا لتركيزه على الجمهور المستهدف تحديدا.
باختصار: الإعلان هو نوع من أنواع الفنون الإبداعية التي يجب أن تتوافر بها خصائص معينة لتحفز الجمهور المستهدف على شراء المنتج المعلن عنه.
و فى النهاية أتركك عزيزي القارئ مع سؤالين:
كم إعلان من إعلانات رمضان 2019 تتذكره هذا العام؟ وكم إعلان من إعلانات هذا العام ستظل تذكره العام القادم؟ وقارن ذلك بإعلانات صنعت من أكثر من 30 عاما وما زال الجمهور يتذكرها ويتذكر المنتجات المعلن عنها بل وما زالت تتغنى بها الفرق الموسيقية إلى الآن.
السؤال الأهم: كم إعلان رأيته في رمضان حتى الآن كان له تأثيرا على قرار شرائك للمنتج أو اشتريت المنتج المعلن عنه بسبب هذا الإعلان؟