رمضان كريم ، ومن حُسن الحظ أن فترة ال “Tag” المُزعجة علي فيسبوك في الغالب إنتهت ، لكنّ فترةٌ أُخري بدأت ، مواقع التواصل تبدأ التهنئة برمضان مع صورة الفانوس وسريعاً تنتهي لتبدأ فترة التحليلات والهاشتاجات الخاصة بالمسلسلات ، القاعدة الأساسية في مصر “إذا إستطعت إشعال غضب الجمهور أو إثارته بأي شكل من الأشكال ستضمن تصدُر التريند علي تويتر بلا منازع ، ربما أصبحت تلك عقيدة راسخه لدي المنتجين بشكل مُسبّق وهو خطأ فادح تقع فيه جماهير مواقع التواصل العريضة دون وعي.
في رمضان يبدأ المواطن المتدين بطبعه علي مواقع التواصل في نقد المسلسلات والبرامج بشكلٍ لاذع منفصلاً عن واقعهُ الشخصي الأليم طوال العام علي مواقع التواصل وحين يبدأ في سرد تفاصيل البرنامج أو المُسلسل الذي ينتقده تكتشف أنه يتابعه بدقه ، رغم أن إختراع “البرومو” قد أنهي أي جدل وأي مشكلة لاعليك سوي مشاهدة برومو المسلسل لمدة دقيقة واحدة أو دقيقتين لتقرر ستشاهده أم لا ، ومحتواه سيناسبك أم لا دون التكرار المُمل لنفس الكلمات “ماذا لو تم توفير تلك الملايين للفقراء ، دراما فاشلة ، إعلام مُضلل……”
ياعزيزي الغالبية من تلك الأعمال يُنتجها الإعلام الخاص وليس الحكومي وبهدف الربح ، تجارة مثل أي تجارة أُخري حتي ولو تجارة محرمة لكنّها واقع ، والواقع يناشدك أن تختار منها ما يناسبك لتشاهده مع أطفالك الصغار وعائلتك وتشجيع الأعمال المميزة لتأخذ مساحات تستحقها من النجاح والدعاية الجيدة ، غير ذلك يُعتبر تضييع لوقت ربما لو خططت قليلاً لاستمتعت بعمل أخر تشاهده بهدوء
وربما يصاحب تلك المنطقة من الحديث ، السؤال المتكرر “لماذا لا تصنع مصر إعلاماً وبرامجاً تشبه ما يقدمه الإعلامي السعودي “أحمد الشقيري” ؟
السؤال هنا بمنطقية شديدة “منين وإزّاي” ؟
الإعلام الرسمي وماسبيرو يعاني كل أنواع الأزمات المادية والإدارية فلا تسأله حتي عن إنتاج بكار الذي خرج في طفولته وعاد بعد سنوات ليذاع علي قناة النهار
والإعلام الخاص يجد في برامج المقالب هدفا أسمي وإعلانات بالجُملة وجمهور يسب فيصعد بها إلي سماء التريند وأرباح جيدة فلما لا ؟
ولماذا ينتج رجال الأعمال برامج بحسابات المُقامرة تتحدث عن الوعي والضمير والفضيلة في رمضان رغم أنه في كل الأحوال “رامز واكل الجو” ؟!
الحسابات تُشير إلي أن رامز جلال لا يبتكر جديداً في الفكر عبر مواسمه المختلفة من المقالب ومع ذلك في زيادة مضطردة في المشاهدات حيث تصدر هاشتاج رامز واكل الجو تريند العالم في أولي حلقات البرنامج ؟!
بينما يجلس الدعاة والمشايخ وأصحاب الفضيلة خارج التريند
الجمهور في مصر دائماً يريد أن يكون الضحية بإرادته
يرفع لاعب من نصف موهوب لأسطورة ثم يشتكي من تدني مستواه ويطالب بإعطاء الجالسين علي مقاعد البدلاء فرصاً مُساوية !
إن كان الإعلام يمتلك الميزانيات الضخمه ، فأنت تملك نجاحه من عدمه ، وتملك تشجيع كل الأعمال الجيدة بدلاً من “تصييت الأعمال الرديئة”
متي سيدرك الجميع أن تجاهل الردئ ربما يفوق شياكة حسين فهمي وعضلات فريد شوقي !
في زمن الفضاء الواسع أصبحت مقولة “الكلمة مسؤولية” مثيرة للسخرية أكثر من الكوميكس ، لكن لايزال الشخص المتزن المسؤول عن كلمته ينال القدر الأكبر من الإحترام.