زواج نعمة حسنين
هالة أبو شامة
حالة من الغضب سادت في الساعات الأخيرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفتيات منهم، بعدما أعلنت اليوتيوبر نعمة حسنين، زواجها من زوج صديقتها الحامل منه في طفلها الثالث.زواج نعمة حسنين
الطريف في الأمر أن الجدال لم يدور حول نعمة فقط التي وُصفت بـ “خطافة الرجالة” كما تجري العادة على في أغلب الزيجات الثانية، بل امتد ليشمل الزوجة الأولى التي استفزت الكثيرين بموقفها الغريب عن مجتمعنا المصري، إذ حاول البعض التعاطف معها نظرًا لكونها الضحية التي أصبحت متزوجة بنصف رجل باعتبار أن هناك من تقاسمها الحب والحياة معه، إلا أن سعادتها بزواج زوجها بددت ذلك التعاطف.
فسر البعض تلك السعادة التي رُسمت على ملامح الزوجة الأولى في الصورة التي جمعتها بزوجها وعروسه الجديدة، بأنها مغلوبة على أمرها وخوفها من الانفصال دفعها للتظاهر بذلك، لكنها لم تكتفي وأصرت على تأكيد موقفها في التعليقات التي أثيرت بين رواد الموقع، مما أشعل حالة الغضب بين الفتيات اللاتي رفضن أن تكون تفاصيل هذه الزيجة معلنة بهذه الطريقة، خوفًا من أن تكون الزوجة الثانية نعمة حسنين، التي يتابعها عشرات الآلاف قدوة يُقتدى بها من قِبل بعض السيدات اللاتي يسعين وراء خراب البيوت العامرة بخطف الأزواج.
لم يتوقف الجدال وما زال مستمرًا حتى هذه اللحظة، وبرغم كل هذه السيناريوهات والمخاوف التي أُثيرت، إلا أنها لن تفيد في تغيير واقع الأمر الذي حدث بالفعل، لكننا سنستعرض في السطور التالية أبرز المعلومات عن نعمة حسنين، لتوضيح سبب خوف الفتيات والسيدات من تصرفها:
في عام 2016، ظهرت فتاة بعمر الـ 19 عامًا على موقع “يوتيوب” باسم “فيروز المستقبل”، حينها لم يكن حلمها سوى أن تكون إحدى مشاهير الغناء، ولذلك كان الفيديو الأول الذي نشرته عبر قناتها بعنوان “سوريا يا بنت العرب”، يحتوي على عدة صور توضح حجم الدمار الذي لحق ببعض المناطق في سوريا، مصحوبًا بأغنية بصوتها.
لم تكن محجبة كما هي الآن، لكنها طرحت بعد ذلك الفيديو عدة فيديوهات وهي مرتدية الحجاب، أوضحت في الفيديو الذي طرحته بعد شهرين بعنوان “لايف بعد الامتحان”، أنها اضطرت لارتدائه بشكل مؤقت حتى تستطيع أن تخضع للامتحان في جامعة الأزهر بدون أن تشعر بالحرج من نظرات البعض تجاهها أو أن يستقصدها أي أحد.
توالت فيديوهاتها وأوضحت أنها شعرت بالارتياح في ارتدائه، لكنها أعلنت تحجبها بالفعل في مايو 2017، واستمرت في نشر المقاطع الغنائية بحثًا عن الشهرة، إلا مشاهدات فيديوهاتها لم تحقق نسبًا كبيرًة، فمثلاً الفيديو الذي طُرح في نفس الشهر بعنوان “لايف سميرة سعيد”، وصلت نسب مشاهداته حاليًا لـ 5,373 فقط.
بعد فترة قصيرة، زادت نسب مشاهدات قناتها وأصبحت معروفة بين بعض رواد الموقع، لذلك خرجت بفيديو لمحبيها تحدثت عن نفسها وأوضحت أن غنائها ليس سوى هواية وأن حلمها الحقيقي هو أن تصبح مذيعة شهيرة، مؤكدة على أنها ستحرص على تقديم محتوى ذو أهمية أكثر مستقبلاً.
تنوع محتواها بعد ذلك ما بين الفيديوهات الغنائية والكوميدية الساخرة، وفي فبراير 2018، بدأت “حسنين” في تحقيق حلمها كمذيعة بتقديم برنامج جديد بعنوان “تاتش الواقع”، عبر الصفحة التي تحمل نفس الاسم على موقع “فيسبوك”، للتحدث عن بعض المشاكل في المجتمع.
في مايو من نفس العام، حدث نقطة تحول في محتوى نعمة حسنين، إذ تحولت إلى داعية إسلامية من خلال البرنامج الذي قدمته عبر قناتها بعنوان “بداية جديدة مع الله”، امتد ذلك التحول ليشمل مظهرها الذي أصبح أكثر تديُنًا، وديكوراتها التي صارت أكثر أناقة مما قبل.
لقطات الفيديو كانت أكثر احترافية، حيث تم تصويرها من عدة زوايا مختلفة، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية التي صاحبتها أثناء حديثها، وذلك امرًا منطقيًا، إذ كان في نهاية الفيديو تتر كُتب عليه أن البرنامج تصوير وإخراج محمد النمر.
طوال هذه السنوات، استطاعت نعمة حسنين، أن تكسب ثقة متابعيها الذين وصل عددهم على قناتها إلى 200 ألف مشترك، وذلك من خلال محتواها الذي تطور شيئًا فشيئًا، فقد حرصت على أن تتحدث دائمًا بعض القضايا الاجتماعية، والدينية، إذ قدمت عدة برامج أخرى عبر قناتها بعنوان “كيف نتصالح مع الله”، و”نعمة ربنا” وغيرها من الحلقات التي طرحت بدون أن تكون ضمن سلسلة محددة.
وبين كل هذه الفيديوهات التي اتخذت جانبًا أكثر جدية عما قدمته في بداياتها، إلا أنها كانت تشارك متابعيها ببعض الفيديوهات الخفيفة كطريقة وضع المكياج، أو غنائها إحدى الأغاني، أو بعض الفيديوهات التي توضح من خلالها يومياتها.