عمرو الأنصاري
إعلام عبد الناصر قادنا لهزيمة 1967 والزمن لن يعود للوراء.
جيل الصحفيين الشبان أكثر شجاعة..واعد ومبتكر..وينقصه فقط الدقة المهنية.
الصحافة تعاني زحاما سكانيا وضعفا مهنيا وحقوقا مهدرة أنتجت ظاهرة “الصحفي التاكسي”.
تحالف الناصريين مع الاخوان قضى على النقابة، والشللية تحكم الأعلى للصحافة .
الجيل الجديد في السعودية يحب التجريب و يتبنى دبلوماسية “أجرسف” !
أتوقع أن يستهدف الإخوان الكتاب والمفكرين وأخشى أن يطاردهم الناس في الشوارع.
الحديث عن عودة دولة مبارك هراء.. ومن حق جمال وعلاء الاستمتاع بحياتهما .
خطاب مبارك حصيلة جلسة مع رئيس الوزراء ونقاش 4ايام مع جمال والباز وغالي!
السيسي لم يتركب أخطاء كبيرة حتى الآن.. ولكن!
الجيل الجديد لم يولد سفاحًا..ومصر لن تتقدم في غيبة الشباب.
لايمكن أن يسقط النظام بمقال.. ومصادرة الوطن سوء تصرف لامبرر له.
ابتزاز الصحفيين “غير النقابيين” ينتهي بقانون.. ولايمكن ضم الصحفيين الإلكترونيين.
تحالف الناصريين مع الاخوان قضى على النقابة، والشللية تحكم الأعلى للصحافة.
بقاؤنا رؤساء تحرير لربع قرن أفسد الصحافة.. وطالبت مبارك بالتغيير فقال لي “مستعجل على ايه”.
يملك الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد مسيرة حافلة في العمل الصحافي، بدأها من الأهرام صحفياً بقسم الحوادث ثم التحقيقات تبعها بإدارة مكتب الأهرام في العاصمة السورية ثم مراسلاً حربياً باليمن وتدرج في المناصب حتى اختير رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة دار الهلال، واختير نقيباً للصحفيين ثلاثة مرات.
أثرى الأستاذ مكرم الحياة السياسية، والثقافية بكتاباته، ومقالاته، ومؤلفاته، وأهمها كتاب حوار مع الرئيس، والثورة في جنوب الجزيرة، ونال عددًا من الجوائز، والتكريمات خلال مشواره حيث حصل على جائزة مصطفى أمين، والجائزة الكبرى لنقابة الصحفيين، كما حصل على جائزة الصحافة العربية، وكرمته جامعات القاهرة، وعين شمس، والإسكندرية.
“إعلام.أورج” التقته في حوار فتح فيه كل القضايا الشائكة.
كيف ترى وضع الصحافة المصرية؟
الصحافة المصرية قومية وخاصة تمر بظروف صعبة للغاية، تمثل إرث الماضي، وتحديات الحاضر، فالصحف القومية تعاني خللًا مزمنًا في هياكلها المالية، وزحامًا سكانيًا في قدراتها البشرية، وضعفًا في قياداتها المسئولة، وهناك اخطاء مهنية جسيمة، أبرزها نشر أخبار غير صحيحة، واستخدام التعميم المخل، والقاء الاتهامات دون دليل.
على الجانب الآخر الصحف الخاصة وضعها أسوء، لا يوجد فيها صحفي واحد آمن على نفسه فهي غير مستقرة، وتعاني ماليا، وقليل منها يفي بحقوق الصحفيين، لدينا مشكلات ضخمة تتعلق بزملاء مجبرين على تقديم استقالاتهم مسبقا، وزملاء لايتقاضون راتبًا، وبعضهم ليس لديه أي علاقة بالجريدة ويدفع تأميناته مقابل شهادة تمنحه فرصة الانضمام لنقابة الصحفيين، ومن ثم الحصول على بدل النقابة.
قلة الامكانات، وغموض المستقبل في ظل الادارة السيئة أفقدت الصحفي الانتماء، وحولته الى “صحفي تاكسي” يعمل في عدة مؤسسات صحفية واعلامية حتى يفي باحتياجاته، ليحقق معيشة كريمة، وهو ما يفقده الجودة، ويجعل مصداقيته مع القارئ في حالة تراجع، ومع كل ذلك لا يمكن انكار أن الصحافة المصرية هي الأشجع من بين قريناتها في العالم العربي في الانتقاد، وأن هناك جيلًا جديدًا أكثر شجاعة من الصحفيين المبدعين، الذين يبتكرون أساليب صحفية جديدة في المقال، والتحليل السياسي، ومعالجة القضايا، وهم كتاب مؤثرين ونماذج مشرفة صنعت جمهورًا، وأنا شخصيًا أقرأ لكثير منهم، ولا ينقصهم الا الدقة المهنية.
ذكرت أن الصحف القومية مثقلة بإرث الماضي وأن القيادات الصحفية فيها ضعيفة ..إلى أي مدى تعتبر بقائك مع جيل نافع وسعدة ورجب على رأس المؤسسات القومية لربع قرن مسئول عن ذلك؟
بقاؤنا رؤساء للتحرير لفترة 24 عاما كان خاطئًا بالتأكيد، لأنه يؤدي الى تكلس الرؤية، وقتل الحماسة الصحفية، ويصبح رئيس التحرير مع مرور الوقت جزءًا من الواقع، وقد كنت أستحث الرئيس الأسبق مبارك على تغييرنا، ولكنه لم يكن متحمسًا، ولم يكن يفهم ضرورة التغيير، وهو ما سبب فجوة بينه وبين الشباب أدت إلى سقوطه، وكان يقول لي ضاحكا “إنت مستعجل على ايه ” .
كيف تري المشهد الاعلامي بشكل عام في الفترة الأخيرة؟
برغم نجاح الاعلام المرئي في تقويض نظام الاخوان المسلمين، واسقاطه، الا أنه ينطبق عليه نفس وصف الصحافة. هو أيضا بجناحيه الخاص، والحكومي فقد بوصلته بعد أن زادت المحطات الخاصة، وأصبحت برامج التوك شو في هبوط مستمر، حتى وصلنا الى برامج الخزعبلات الاعلامية أو التي تخلق الأزمات مثل العفاريت، وبير زمزم المليء بالمعادن السامة ! مايزيد الطين بلة زيادة العرض عن الطلب حتى رخصت أسعار الجميع، لدينا أكثر من “15 “كلية، وقسم اعلام يخرجون شبابا يزيد الحمل على الواقع الاعلامي المصري المثقل بالفوضى.
أعتقد أن الاعلام الخاص جزء من أزمته هم ملاكه من رجال الاعمال الذين يستخدمون قنواتهم، وصحفهم لمناطحة النظام في اختبارات قوة على طريقة “أنا موجود خلي بالك مني”.
كيف ترى التسريبات والتسجيلات التي تذاع على الهواء؟
التسريبات التي اذاعها عبدالرحيم علي أرى أنها سبق صحفي، طالما تهم الرأي العام، فلا يمكن ان يكون لدي تسريبًا يوفر معلومة تهم الرأي العام ولا أذيعه.
ولكن المادة 45 من الدستور حفظت حرمة الحياة الشخصية ومن ضمنها المحادثات الهاتفية ؟
كل صحفي يعمل لدى الرأي العام، وكل ما أجده مفيدًا للرأي العام يبرر لي النشر، والقضاء هو من يفصل، وهو الجهة الوحيدة المنوط بها تقييم هذا الفعل إن كان جريمة، أم سبق صحفي .
ماهي “روشتة” إصلاح الصحافة والاعلام في مصر؟
برغم قسوة الوضع الحالي، الا انني ارى انه ليس مستعصيًا، بدليل أن بعض التحسن في أداء التلفزيون الحكومي أظهر أثرًا واضحًا، وماتزال بعض الصحف القومية تؤدي رسالتها، وتحمل الرأي والرأي الآخر، ومازالت تحافظ على نسب توزيعها في الوقت التي هبطت فيه نسب توزيع صحف خاصة عديدة.
نحتاج في البداية الى تغيير التشريعات، والقوانين البالية، بقوانين تصلح أوضاع الصحافة، وتحفظ كرامة الصحفي، واستقلاليته، وتحفظ للصحف القومية حقها في الاختلاف، وعلى راسها قانون نقابة الصحفيين، نحتاج أيضًا لإصدار قانون محترم لحرية تداول المعلومات ، ولابد من انشاء نقابة للإعلاميين تستوعب ابنائها، وتطبق مع نقابة الصحفيين ميثاق الشرف الصحفي والإعلامي، أضف إلى ذلك إصلاح الهياكل المالية والإدارية في الصحف القومية التي لا أتصور أن الدولة يمكن أن تستغني عنها، فلا يعقل أن يكون رئيس مجلس الادارة من الصحفيين الذين لا علاقة لهم، بالإدارة، وتكون النتيجة صراع القط والفأر بينهما، أيضا لايجب أن يأتي تعيين رؤساء التحرير من النظام الحاكم، بل يجب أن يتولى مجلس ادارة المؤسسة تعيين رؤساء تحرير مطبوعاتها من بين أبنائها وفقا لعقود بشروط محددة وقواعد شفافة مثل كل صحف العالم.
ما رأيك في التشريعات التي أعدتها نقابة الصحفيين ولاقت اعتراضا من رابطة اعضاء مجالس ادارات الصحف القومية المنتخبين بالإضافة الى كثير من جموع الصحفيين ؟
كنت عضوا في اللجنة التشريعية التي شكلها رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب، لمدة”8″ أشهر، وأنجزنا بالفعل “3” قوانين لا أعرف مصيرها حتى الآن. أما عن قوانين نقابة الصحفيين فلم أطلع عليها بشكل كامل.
هناك ازدواجية في العمل، والأمور مازالت غير واضحة، لانعرف متى ستصدر، وهل يمكن أن تصدر تلك القوانين في غيبة البرلمان؟. ما يحدث جزء من حالة التخبط التي نعيشها، وفي كل الأحوال أرى أنه لا يمكن أن تصدر قبل عرضها لنقاش واسع عريض على جموع الصحفيين والاعلاميين.
كيف تقيم أداء مؤسستي الصحافة في مصر “المجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين” ؟
المؤسستان تحكمهما “الشللية”، ولا يؤديان دورهما الذي من المفترض أن يقوما به، والحقيقة أن نقابة الصحفيين فقدت دورها منذ أن تحالف الناصريون مع الإخوان المسلمين.
في الآونة الاخيرة برزت أزمة الصحفيين “غير النقابيين” والألكترونيين ..ما هو الحل في وجهة نظرك؟
الصحفيين “غير النقابيين” الذين يعملون في صحف ورقية لها ترخيص يجب أن تقنن أوضاعهم بقانون للتدريب الصحفي يحميهم، وقد قدمت مشروعا للمجلس الأعلى للصحافة يلزم كل صحيفة بمدة للتدريب لا تجاوز العام عقبها تتخذ قرارًا إما بتعيين المتدرب، أو الاستغناء عنه، وفك أسره.
أما الصحفيين الالكترونيين فالنقابة لا تستطيع ضمهم في ظل عدم وجود تعريف محدد للموقع وللصحفي الالكتروني، كما ان موارد النقابة لا تسمح برعايتهم، ناهيك عن أن هناك أكثر من “14 “ألف مدون سيطالبون بالانضمام لنقابة الصحفيين على أساس أنهم يمارسون عملًا من أعمال الكتابة، وأن لهم جمهورًا، وأرى أنه من الأفضل أن ينشئوا نقابة مستقلة.
عاصرت 6 رؤساء في تاريخ مصر ما هو أكثر العصور حرية للصحافة؟
أعتقد أن العصر الحالي هو أكثر العصور حرية، وهذا لا يمنع أن الصحافة شهدت حرية واسعة في عصر الرئيس الأسبق مبارك.
ولكن في العصر الحالي تمت مصادرة صحيفة الوطن وفرم أعدادها مرتين، كما أنه لدينا زملاء صحفيين داخل السجون ؟
ليس لدي معلومات أن هناك مقالات ممنوعة من النشر، أو كتاب ممنوعين من الكتابة، وأما عن واقعة الوطن، ففيها سوء تصرف ليس له مبرر، وما كان يجب أن يحدث، وإن كان جزء من المسئولية تقع على الصحيفة، ويجب أن تعلم السلطة أنه لا يوجد مقال يحرك الجماهير، أو يسقط النظام هذا من جانب، وعلى الجانب الآخر ينبغي أن تكون المقالات، وحرية الراي قائمة على الحقائق، وعلى درجة معقولة من الموضوعية، ولابد ان نعترف بأن هناك زملاء لنا يكتبون المقال وكأنه مباراة في الشجاعة تصل بهم إلى حد الحماقة.
أنا حزين لأنه في مصر مازال يحبس صحفيين لأنهم مارسوا مهنتهم، بينما في دول عربية كثيرة، ومنها الإمارات تم إلغاء هذه العقوبة. لابد أن نتخلص من ترسانة القوانين المغلظة للعقوبات، والتي تحاصر مهنة الصحافة، وعلى رأسها عقوبة الحبس التي أرها “متخلفة”.
لا أعلم متى يمكن أن يحدث ذلك، لأن السلطة التنفيذية في مصر مازالت هي وحدها تملك حق الشطب، والتعديل، والإضافة، بينما لا نملك نحن الا الانتظار.
هل نحتاج إلى إعلام عبدالناصر؟
كل عصر له قوانينه، والزمان لايعود الى الوراء. هذه النوعية من الإعلام الذي يعتمد على الحشد انتهت، فعبدالناصر كان لديه مشروع قومي كبير يجمع كل القوى الوطنية حوله، وهو أمر غير متوفر في الفترة الحالية، ويجب ألا ننسى أن إعلام عبدالناصر قادنا الى هزيمة “67”.
بعد مرور عام على انتخابه ما تقييمك لأداء الرئيس السيسي؟
السيسي ليست لديه أخطاء كبيرة حتى الآن، وهو برغم حسن نواياه، الا ان عدم التزامه بما وعد فيما يخص تعيين شباب من ضمن مستشاريه، يخصم من رصيد الثقة بينه وبين المواطن، وإذا كان قد وعد بناء على معلومات خاطئة فعليه أن ينظر في مكتبه، ومستشاريه جيدا. أيضا قرار مثل تعيين المستشار أحمد الزند وزيرًا للعدل بدا متناقضا مع قرار إقالة سابقه. خاصةً وأن له نفس الرؤية حول القضاء، وهو ما يطرح كثير من الأسئلة الصعبة.
وبماذا تنصحه؟
يجب أن يقضي على الفجوة بين أجيال مصر، وهو عمل يحتاج الى شجاعة كبيرة. مازلت أظن أن الرئيس السيسي قادر على القيام به، وهو ما أطالبه به، لأن مصر لن تحقق تقدمًا إذا ظلت تعزل شبابها عن العمل العام. أصغر وزير لدينا يبلغ من العمر 45 عامًا بينما منذ 30 عامًا الجزائر كانت تعين وزراء عمرهم 27 عاما .
على الجانب الآخر على الشباب، والجيل الجديد الذين يتميزون، بعزم، وإرادة، ورغبة في نضال حقيقي يسمح لهم بأن يكونوا عونًا لهذا البلد بدلًا من أن يكونوا عبئًا عليها، كما هو حادث الآن. يجب أن يعلموا أنهم لم يولدوا سفاحا ولم يخرجوا كنبت شيطاني، فلا يصح أن يقول الشباب كل من قبلي فاسد، وهو غرور لا يستند الى تجربة حقيقية، ويدعمه جهل فاضح بحقائق كثيرة، عيهم أيضًا أن يوقفوا تنافسهم الذي أدى إلى تمزق قدراتهم بين أكثر من”120″ تجمع شبابي.
كتبت خطابات مبارك لفترة طويلة.. كيف كانت تكتب ؟ وما رأيك في خطابات السيسي المكتوبة؟
لقد توقفت عن كتابة خطابات مبارك في الخمس سنوات الأخيرة، بعدما تولى جمال مبارك هذه المهمة من خلال لجنة السياسات. كتابة الخطابات لمبارك كانت تتم من خلال اجتماع يضمني مع جمال مبارك، ويوسف بطرس غالي، والراحل أسامة الباز “رحمه الله” يستمر لثلاثة، أو أربعة أيام ندخل فيها في نقاش عاصف، ومن حصيلة هذا النقاش تتولد خطوط عامة للخطاب آخذها، وأذهب بها الى رئيس الوزراء، لاستكمال المعلومات، ثم أكتب الخطاب وأرسله إلى الرئيس مبارك، وأرفض التعليق على الجزء الثاني من السؤال .
كيف ترى ظهور جمال وعلاء مبارك في الحياة العامة من جديد؟ وهل يخدم ذلك الهاجس الذي يتم تصديره للمواطنين بأن دولة مبارك تتأهب للانقضاض مرة اخرى؟
أعتقد أنهما طالما حصلا على البراءة، فمن حقهما الاستمتاع بحياتهما، كأي مواطن عادي
يسري عليهما ما يسري على الجميع، خاصة وأننا لم نشاهد منهما أي عمل شاذ حتى الآن .
الحديث عن دولة مبارك، وعودتها نوع من الهراء، لأن العجلة لا يمكن أن تعود للوراء. أقطاب دولة مبارك في منازلهم..صفوت الشريف قطبها الأعظم يختبئ الآن أسفل “سريره” ، وزكريا عزمي بهلوانها الكبير يغلق على نفسه منزله بالزيتون ولا يريد أن يرى أحدا .
وإذا كنت تقصد تصرفات مثل ترشح أحمد عز للبرلمان، فهو نوع من إثبات الوجود للدفاع عن مصالحه، وهو يعلم جيدًا أنه لن يسمح له بذلك لأنه متهم بإفساد الحياة السياسية، وتزوير الانتخابات، وعليه الف دليل. مابقي من دولة مبارك هي العصبيات، والقبليات، وهؤلاء سيدخلون البرلمان القادم، وسيشكلون في تصوري مابين 17 : 22%، ولكنهم دائمًا ما يكونون إلى جوار الحكم، لحماية مصالحهم. يتبقى بعض رجال الأعمال، وهؤلاء لا يعتبروا من مقومات دولة مبارك، فقد شاهدناهم مع “مرسي”، وفي كل العصور، وهذا أمر طبيعي مايهمهم هو الحفاظ على رأس المال .
هل يمثل التأخر في إجراء الانتخابات البرلمانية خطرًا على مصر الجديدة ؟
أعتقد أن السبب في هذا التأخير يرجع للأحزاب التي أصيبت بغصة كبيرة، عندما تم تصحيح الموقف برفض القانون. واقع الأمر أن الشعب المصري غير متحزب، وأتحدى أن تتخطى نسبة المنضمين للأحزاب من الشعب المصري” 3% “هم يريدون أن يأخذوا مكاسب دون استحقاق. في الماضي كنا نلتمس لهم العذر، لأن مبارك كان يضيق عليهم، ولم تكن هناك بيئة صحية تنمو فيها الحركة الحزبية، ولكن الآن ماهي أعذارهم. دلني على حزب ليست به معركة، الحركة الحزبية ضعيفة، وتصورت أنها يمكن أن تضغط على الرئيس السيسي لحماية مصالحها.
كنت في طليعة من شاركوا في مراجعات الجماعة في سجن العقرب وتعرضت من قبل لمحاولة اغتيال كيف ترى مستقبل الاخوان والمصالحة في مصر؟
الجماعة أصبحت بعيدة عن المصالحة. صحيح أنه لكل شيء نهاية، لكنهم استفزوا، وأستعدوا الجميع حتى القضاء المحافظ، ويصعدون بشكل خطير، وأنا قلق للغاية من هذا التصعيد في الأيام القادمة، وأتوقع أن يستهدف فئات جديدة على رأسهم الكتاب، والمفكرين بعد استهداف القضاة الأخير، كما أنني أتوقع قيامهم بعمليات عسكرية غادرة ضد الجيش، والشرطة تثبت وجودهم.
لا أعرف ما الذي يدفعهم الى هذه المقامرة المميتة، خاصة وأنهم فشلوا طوال تاريخهم في المواجهات الثلاث مع النظام سواء في عهد الملك، أو عبدالناصر، أو مبارك، وفي كل مرة يكون الضحية هم عشرات الآلآف من الشباب الذي يدخلون المعتقلات ، ينما يشق مرشدهم خطابًا إلى الرئيس، أو يكتب كتابًا “لاهم اخوان ولاهم مسلمين ” يعتذر فيه للرئيس عن هذا الشباب الأحمق، متناسيا دوره ودور قيادات التنظيم في الاخفاق.
وأخشى أن يدفعوا المصريين الى مطاردتهم في كل شارع، وحارة، لأن المصريين حتما سينتصرون على الارهاب.
عملت مراسلًا عسكريًا عام “67 “في اليمن ..وكتبت مقالا تهون فيه من خطر الحوثيين..هل أتت عاصفة الحزم ثمارها؟ وكيف يكون الحل؟
الحوثيون في حد ذاتهم ليسوا خطرًا، ولكن عندما يسلحهم طرف خارجي مثل ايران بصواريخ متوسطة المدى يمكن اطلاقها إلى الرياض يصبحون خطرًا، والحقيقة أن عاصفة الحزم لم تنجح فهم مازالوا يتقدمون، ويكسبون أرضًا خاصةً، وأن طبيعة العلاقة بين السعوديين، واليمنيين شعارها ” بحبك بس مش طايقك” .
السعودية يحكمها الآن جيل شاب جديد يثق في قدراته المالية، ويحب أن يجرب ما يمكن أن نسميه “دبلوماسية أجريسف” بعد أن ذهبت الدبلوماسية المحافظة مع سعود الفيصل، لكني أرى أن التدخل العسكري، والحرب البرية صعبة، وقاسية، ولن تفلح في إنهاء الموقف، لابد من حل سياسي مصاحب يتم فيه تبادل التنازلات.