كل عام وأنتم بألف خير، ربنا يعطيكم كل النور والخير.
مع نهاية حلقات “سلسلة كونترول رووم”، كنا قد اتفقنا سوياً على تدشين سلسلة جديدة من داخل عالم الإعلام الرحب، عن العيب والكخ والحرام، عن برافو والله ينور وكتر خيرك… سيكون عن الكوارث التي نفعلها والانجازات التي نحققها ولا يشعر بها شخص.. عن ما نفعله “حقاً وفعلاً” داخل المباني متوسطة الحجم، عظيمة التأثير المتناثرة داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، كيف هي شكل حياتنا، وما هي إنجازاتنا التي نستحق عليها الكلمة الأكثر روعة على الإطلاق .. “الله ينور”.
وقبل أن نبدأ، دعني أؤكد من جديد، أن ما ستقرأه الآن ولاحقاً في تلك السلسلة، هي محض مفاهيمي، وملخص فهمي وتصوري حول الأمور، وليست بالضرورة حقائق راسخة لا جدال فيها… سأكتب لك هنا ما أراه أمراً أو أموراً يستحق فاعلها أن يقال له ” الله ينور” وهي الأمور التي قد ترى أنها ليست كذلك، لكننا صرنا نعرف بعضنا جيداً الآن، ونعلم أنه لا ضير في الاختلاف!
” الله ينور” هي الكلمة التي سمعها كل العاملين بالإعلام (وغير الإعلام طبعاً) يوماً ما.. يسمعها العامل/ الموظف حين يأتي بفعل أو يقوم بعمل كبير أو صغير، فيأتي الموظف / العامل الكثر منه خبرة أو الأعلى منه وظيفياً .. فينطق تلك الجملة الرائعة المريحة.. والتي لها مفعول السحر دوما.
وعن نفسي، قلت الكلمة مئات المرات لزملائي ممن يصغرونني سناً ويقلون عني في الخبرة، و أحمد الله أنني سمعتها مرات مرات، لهذا أعلم تأثيرها، لهذا فكرت أن أنقل لكم تلك الحالة، واعلمكم لماذا يمكن للمشاهد أن يقول “الله ينور” للعاملين في تلك المحطة أو ذلك البرنامج.
ولنبدأ من “رمضان” .. ذروة السوق الإعلامي، ولا أعتقد أن هناك داعٍ لأن أشرح لك الكيفية التي يكون عليها ضغط العمل داخل قنوات التلفزيون بشكل عام أثناء شهر رمضان.. تغيير شامل وجذري بخريطة البرامج، سباق مجهد بين كل القنوات للحصول على أعلى نسبة مشاهدة، هذا السباق الذي يستلزم مضاعفة جهود جميع العاملين منذ الفترة التي تسبق رمضان، وحتى نهاية أيام العيد، تحضير العديد من المواد المسجلة من برامج و (فيلرز) .. توزيع خريطة العمل على الموظفين الذين يعملون ليل نهار، تحت وطأة ظروف غاية في التعقيد، وبطبيعة الحال ينقسم الجدول إلى (قبل الإفطار/ بعد الإفطار) .. ولكلا من الفترتين مشاكله، فقبل الإفطار يعني ان الموظف سيقدم جهده الطبيعي بدون شاي أو قهوة أو تدخين… وهو في ذلك مثل معظم الشعب ممن يعملون في نهار رمضان.
أما بعد الإفطار، فهي الفترة التي يُجبر فيها العامل على ترك أسرته و سُفرته وتلفزيونه ومسجده ومقهاه.. ليجلس في مكان عمله ليقدم إلينا تلك الصور المتحركة التي نشاهدها جميعاً أثناء تناول الطعام أو التحلية أو الجلوس بالمقهى.. الخ.
وصدقني، هو شعور غاية في السخافة أن تترك كل ذلك مضطراً، تترك متع الحياة في هذا الشهر الاستثنائي، لكي تبذل جهداً قد يراه البعض عادياً، غير أنك وطوال ثلاثين يوماً تعلم أن محطتك (مكان أكل عيشك) تعيش صراعاً وتنافساً شديداً.. لذا فعليك أن تقوم بعملك على أكمل وأتم وجه.. وهو عمل تعلم أنك لن تأخذ عليه مكافأة (فالمرتب هو المرتب).. ويُصبح جل ما تطلبه حينها من رؤسائك ومشاهديك هو أن يشكروك على ما تفعل فقط بكلمة “الله ينور”.
الأساتذة والزملاء العاملين بالقنوات الفضائية والحكومية، العطشانين و الحالمين بالطعام والتدخين، والعاملين لحظة مدفع الإفطار والمحرومين من مشاهدة برامج المقالب و صراع المسلسلات … “الله ينور” .. ورمضان كريم
لكم المودة بلا حدود.
.