إسلام وهبان
يبدو أن الفنان محمد جمعة يشهد حاليا فترة توهجه الفني، وذلك بعد أن أصبح وجوده في أي عمل درامي إضافة كبيرة للعمل، لما يتركه من بصمة قوية من خلال آدائه التمثيلي المتميز، وهو ما استطاع بمهارة أن يحققه خلال الثلاث سنوات الأخيرة تحديدا.
فبالرغم من دخول “جمعة” لعالم التمثيل في بداية الألفية الثانية، ومشاركته في العديد من الأعمال الدرامية، إلا أن مسلسل “هذا المساء” الذي شارك فيه بدور “فياض” مع إياد نصار ومحمد فراج وحنان مطاوع وأسماء أبو اليزيد، والمخرج تامر محسن، قد أعاد اكتشافه وتقديمه من جديد للجمهور في 2017.
ظن الكثيرون أن محمد جمعة بعد “هذا المساء” سيصبح أحد أبرز الوجوه التي ستقدم أدوار الشر في السينما والدراما المصرية، لكنه فاجأ الجميع في العام التالي بتقديمه واحدا من أبرز الأدوار الكوميدية مؤخرا من خلال دور “عم ضياء” بمسلسل “الوصية”، مع أكرم حسني، وأحمد أمين. والذي تحولت جملته “كله رايح” إلى إيفيه تصدر ترندات مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي الموسم الرمضاني الحالي، يشارك محمد جمعة في 5 مسلسلات هي (البرنس – النهاية – فرصة تانية – رجالة البيت – ونسني)، ورغم ظهوره كضيف شرف في المسلسلات الخمسة، إلا أن حضوره كان بارزا في كل منهم، بل وطغى آداؤه في بعض الأوقات على أبطال العمل نفسه، فضلا عن التنوع الكبير في الأدوار التي يقدمها، ما بين الكوميدي والتراجيدي واللايت.
ففي “رجالة البيت” و”ونسني” قدم أدوارا كوميدية مختلفة لاقت إعجاب المشاهدين، بعيدا عن الإيفيهات المستهلكة، وقد ساعده في ذلك تعبيرات وجهه وطريقته المميزة في إلقاء الإيفيه، والتناغم مع أبطال العمل، فكان “الجوكر” في المشاهد التي ظهر بها.
خطة هروب ما تخرش المية.. لكن معلش كله رايح
خطة هروب ما تخرش المية.. لكن معلش كله رايح#ونسني#رمضان_يجمعنا
Geplaatst door MBC مصر op Maandag 11 mei 2020
أما في “فرصة ثانية” فقدم دور “رفعت” زميل العمل الحاقد الذي يدبر المكائد لياسمين صبري “ملك”، في محاولة منه لتدميرها، وقد قدم الدور بذكاء وهدوء كبير، كذلك دوره في “النهاية” كمهندس بشركة إينرجيكو، ورغم ظهره في مشاهد بسيطة إلا أن آدائه كان مختلف وحقق صدى على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي “البرنس” يظهر جمعة كسائق ميكروباص، يحركه قلبه لنجدة ابنه “رضوان البرنس” التي تركها عمها في الشارع انتقاما من والدها، ليقدم دورا جديدا ومختلفة عن الرجل الكادح ذو القلب الطيب الذي يحنو على الطفلة البريئة ويحافظ عليها.
الناس اللي قلبها نضيف.. مريم لقاها شخص أحن عليها من اللي من لحمها ودمها 😢 #البرنس
الناس اللي قلبها نضيف.. مريم لقاها شخص أحن عليها من اللي من لحمها ودمها 😢#البرنس
Geplaatst door dmc TV op Dinsdag 12 mei 2020
المتابع لمشوار محمد جمعة، يجد أنه مر بمحطات عديدة، تميزت جميعها بالتنوع والاختلاف، فقد أظهر “جمعة” قدرة هائلة على تقديم أدوار مختلفة، وتغيير اللون الدرامي الذي يقدم، ما بين التراجيدي والكوميدي، فقدم دور الشرير بمهارة، وحقق في الشخص البائس في “الوصية” نجاحا كبيرا ووصولا لشريحة أوسع من المشاهدين.
اختلاف هذه الأدوار وتنوعها ونجاحها يدل أننا أمام موهبة تمثيلية هائلة، تحتاج إلى من يوظفها التوظيف الجيد، كذلك قدرة كبيرة على التفاهم والتناغم مع ألوان وأجيال مختلفة من الفنانين، ورغبة في تقديم السهل الممتنع، من خلال آداء متوازن بعيدا عن “الأفورة”.
بخلاف موهبة التمثيل التي يتمتع بها محمد جمعة، فإنه من الواضح أنه يخبئ مواهب أخرى ستظهر في الأيام المقبلة، وقد ظهر ذلك من خلال مشاركته مع الفنانة مي كساب، في أغنية “رمضان كريم مهما حصل”، والتي كشفت عن موهبته الجديدة في الآداء الغنائي، بصوت هادئ ومميز، كما قدم قبلها عدد من الفيديوهات غنى فيها لبعض المطربين من بينهم رامي صبري وأغنية “حياتي مش تمام”.