ما بين البخيل تارة، والخسيس تارة أخرى، هكذا كان حال اليهودي في معظم الأعمال الفنية، لكن هذا العام قرر المؤلف مدحت العدل أن يدخل المنطقة الشائكة، ويتحدث عن جوانب مختلفة في شخصية اليهودي المصري من خلال مسلسله الرمضاني “حارة اليهود”
ولأن الحديث عن اليهود، واليهودية في مصر يعتبر من الموضوعات الجدلية، جعل المسلسل في مرمى الهجوم مرة، والدفاع مرة أخرى، وهذا ظهر بوضوح في ردود الفعل التي صاحبت الثلاث حلقات الأولى من المسلسل، والتي نرصدها لكم كالآتي:
هكذا حال ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، التي هددت أكثر من مرة بأنها لن تتردد عن رفع دعوى قضائية لو وجدت مشاهد تُسيء لليهود وللديانة اليهودية، ومع انطلاق الحلقة الأولى كان “لهارون” خمس ملاحظات كدفعة أولى عن المسلسل.
وكتبت هارون، عبر حسابها “فيسبوك” :” الملاحظة الأولى، هي أن “البيمة” أي المنبر داخل المعبد اليهودي خلال مشهد الغارة، لم تكن الأسفار موجودة عليه، أما الثانية، فهي أن مداخل العمارات لم تكن بهذا الاتساع والفخامة في حارة اليهود.
وعن الملحوظة الثالثة، قالت إن الثلاجات الكهربائية لم تكن متاحة للجميع وقتها، وبالأحرى في حارة اليهود، والرابعة، أن الملابس ربما كانت قصيرة في هذا الوقت، لكنها لم تكن كما جاء في المسلسل، حيث وصلت “فتحة الفستان حتى الفخذ”.
أما عن الملاحظة الخامسة والأخيرة، فقالت: “اليهود الشيوعيين لم يلعبوا بمخ الشباب لتحويلهم لصهاينة”، مشيرة إلى أنها ستبدي رأيها خلال عدة ملاحظات أخرى، مضيفة “البقية تأتي”.
ردا على تصريحات رئيسة الطائفة اليهودية، قال المخرج محمد جمال العدل مدافعا عن المسلسل :” دي تفاصيل فارغة وصغيرة، إحنا مش فاضين للرد على تصريحات الفارغة دي، النقد بيكون عن أخطاء فادحة في مغالطات تاريخية، أو انتقادات في آداء الممثلين أو التصوير، مش هتوصل للرد على الثلاجات والفستان”…وذلك في تصريحات خاصة لـ”دوت مصر”.
وسخر المخرج محمد العدل من كثرة الإنتقادات التي وجهت إليه، حيث علق على صفحته الخاص على الفيسبوك: “طيب .. في ٣ ايام عرض بس .. اتقال عليا ماسوني و بروج للصهيونية و مع التطبيع .. فيه حاجة تاني ناقصة !!!؟؟
دفعت الانتقادات التي طالت المسلسل من بعض صناع المهنة، المنتج السينمائي محمد العدل للرد على صفحته على الفيسبوك حيث كتب: ” لا استطيع ان اتفهم ان من يعملون فى مجال الدراما والذين يعلمون ان الشخصيات تتطور من النقيض للنقيض .. يشنون علينا نفس الهجوم .
وأضاف “العدل” : كنت اعتقد ان تاريخنا فى مجال الدراما يسمح لنا ان نطرح وجهة نظر تخالف في بعض الاحيان توجهنا .. اعمالنا السابقة كانت مع القضية الفلسطينية وحركة اليسار المصرى وداعمة للحركة الطلابية . مواقفنا السياسية خارج الدراما .. وانحيازاتنا واضحة ومازالت .
وتابع “العدل”: “لكل أصدقائي الأعزاء.. أستطيع أن أتفهم غضب بعض اليساريين من جملة فى مسلسل حارة اليهود لكن ما لا أستسيغه.. هو غضب من يعملون فى المهنة ومن لهم ولنا معهم تاريخ”.
وكان قد وجه البعض انتقادات لمسلسل حارة اليهود بعد أن قالت الفنانة منة شلبى فى أحد المشاهد فيما معناه “إن من أفسد شقيقها مصاحبته للشيوعين”.
أشادت صفحة إسرائيل في مصر على “فيس بوك” بمسلسل “حارة اليهود”، حيث كتبت الصفحة: “شاهدنا فى سفارة إسرائيل الحلقة الأولى من المسلسل المصرى (حارة اليهود)، ولقد لاحظنا لأول مرة أنه يمثل اليهود بطبيعتهم الحقيقة الإنسانية، كبنى آدمين قبل كل شىء ونبارك على هذا”.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يلقى فيها المسلسل إطراء من الجانب الإسرائيلي، فصحيفة Time Of Israel أشادت في وقت سابق بالمسلسل، حيث أكدت أنه يسلط الضوء الإيجابى على اليهود، ويظهرهم فى صورة مغايرة عن الصورة النمطية لليهودى الخائن والعنصرى ، وتكهنت الصحيفة أن هذا المسلسل سيوصل صورة مختلفة عن اليهود عما اعتاد عليه المصريون.
منعت شبكة التلفزيون العربى الجديد الممولة من قطر، عرض مسلسل “حارة اليهود”، على الرغم أنه كان من ضمن خريطة القناة في رمضان، دون إعلان سبب واضح حتى الآن، مما أثار علامات الاستفهام حول ضغوط اللوبى الصهيونى وعلاقات الشبكة القطرية مع إسرائيل.
كالعادة لا يوجد عمل فني يجتمع عليه الجمهور، وما بالنا هنا بمسلسل اختلف عليه النقاد، وأصحاب المهنة انفسهم، فهناك من رحب بالمسلسل واعتبره نقلة في الدراما المصرية، وهناك من هاجمه واتهم القائمين عليه بتشجيع موجات التهويد في مصر، وهناك من رأى أن الدعاية الاسرائيلية حول المسلسل خلقت حالة عدم ثقة للبعض، لكن إجمالا اجتاز المسلسل مبكرا مسافات بعيدة في سباق الأفضل لموسم رمضان 2015.