بقولك بيكرهني يا مهيب بيكرهني، من هذه الجملة التي رددها أكثر من مرة في فيلم “حب البنات” انطلق “سيد رجب “نحو عالم الإحتراف متأخرا عن الموعد المنطقي بعشرين عاما على الأقل، لكن بما أننا نخصص هذه المساحة للبطل الذي لا يسعى وراء الاضواء ولا يهمه ترتيب الأسماء على التتر، فإن سيد رجب لم يأبه كثيرا بما فاته ومنذ 2004 تاريخ عرض “حب البنات” نجح في أن يخوض سباق المسافات الطويلة ويتخطى كثيرون بدأوا قبله ولا يمنح الفرصة لمن انطلقوا بعده للحاق به.
سيد رجب خلال 11 سنة فقط وتحديدا عبر السنوات الثلاث الأخيرة دفع الكثيرين للبحث عن أدواره الأولى لإعادة الإستمتاع بها، في مشهد العيادة مع أشرف عبد الباقي “مهيب النشوقاتي” ثم في مشاهده المحدود في ” الأولة في الغرام” و” إبراهيم الأبيض” كان يصنع لنفسه المساحة التي تناسب موهبته ذات العيار الثقيل، ممثل راسخ جدا أمام الكاميرا، قادر على لعب كل الأدوار كعادة المخضرمين.
لا أبالغ إذا منحته شهادة التخرج من مدرسة أحمد زكي، تراه العنصر البارز الفاسد في النظام بمسلسل “تحت الأرض” ويقابلك في دور حمادة القواد كما لم ترى الشخصية من قبل في “موجة حارة وكلاهما في موسم واحد رمضان 2013، في العالم التالي مباشرة كان الشيخ المتطرف الذي يؤسس جماعة إرهابية ويجند الشاب الغاضب من النظام الظالم في “عد تنازلي” والأب الندل العائد من الماضي إلى حاضر إبنته ليؤثر على مستقبلها في “السيدة الأولى” قبل المسلسلات الأربعة انتهز كل الفرص التي جاءت له وهو لازال غير معروف لقطاع كبير من الجمهور، حول كل مشهد وأي شخصية إلى درجة سلم يصعد عليها بهدوء حتى يصل إلى مكانه المحفوظ مسبقا على القمة، قمة مخصصة فقط للممثلين الموهوبين “العتاولة” لا للنجوم الذين يصعدون ويهبطون حسب الظروف والأجواء.
من بين الشخصيات التي مهد بها الطريق لنفسه، مختار العو في فيلم “عبده موتة” نجيب في مسلسل “9 شارع الدول”، عم دياب في مسلسل “طرف تالت” ، وبرز بقوة في شخصية المصور العاشق الملقب بالجنرال في “فرتيجو” ، وفي رمضان 2015 يُطل سيد رجب من خلال خمس مسلسلات دفعة واحدة هي “حارة اليهود” و” تحت السيطرة” و” الصعلوك” و”حارة النعام” و” بين السرايات” دون أن يجرؤ أحد أن يتهمه بالسعى وراء الإنتشار، أو يشكو من حضور المكثف، لأن الأكيد أن سيد رجب في كل عمل مختلف تماما عن الذي يليه، بالتالي تستفيد الدراما المصرية من ضخ الأسمر خفيف الوزن والظل للمزيد من الشخصيات المميزة في دولاب ذاكرتها التي من المستحيل أن تنضب طالما يتواجد بيننا ممثل كسيد رجب.