محمد الحلواني
تعرض أداء بعض المؤسسات الصحفية الأمريكية في ظل أسوأ أزمة للصحة العامة منذ قرن لانتقادات كبيرة بسبب أمثلة عديدة سخرت من الجمهور بسبب الخوف من ممارسة الحياة كالمعتاد.
ولاحظ المتابعون للأداء الإعلامي بصفة خاصة مدى غرابة بعض التغطيات التي رصدوها من تعمد مراسلين نشر الذعر حول ولاية فلوريدا، حيث تسبب الفيروس في أضرار ضئيلة نسبيًا، مع دفاع قوي حشدته كبرى الصحف والشبكات الإخبارية عن نيويورك، على الرغم من كونها بؤرة كبرى لأعداد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا على مستوى العالم الغربي.
على سبيل المثال: أشار مارك كابوتو، مراسل مجلة بوليتيكو في فلوريدا، إلى أن التفشي الجماعي لفيروس كورونا في ولايته قادم ولم تحدث الذروة بعد، وجاءت إشارة كابوتو بالتزامن مع مرور ثلاثة أشهر كاملة منذ التحذيرات الرهيبة التي تعمدت بعض الصحف إثارتها بشأن احتفالات فصل الربيع على شواطئ فلوريدا، بما في ذلك صحيفة Daily Beast .
ولفتت مجلة National Review، في تقرير حديث، إلى تغريدة نشرتها مراسلة ومحللة CNN الشهيرة جاكي كوسينيتش قالت فيها إن الأداء الإعلامي الانتقائي الذي تحركه رؤوس الأموال لم يرق إلى مستوى الحدث ولم يراعِ المعاناة التي يلمسها كل الأمريكيين من حزن على وفاة أحبائهم، إلى فقدان الوظائف وحتى الأشياء البسيطة مثل معانقة الأصدقاء.
ورجح التقرير تأثر التغطيات الإعلامية باعتبارات حزبية أحدها في مثال لـ فلوريدا والآخر في نيويورك حيث تم الهجوم على الحاكم الجمهوري لفلوريدارون ديسانتيس بسبب اعتماده على الدعاية في الهواء الطلق في ظل أزمة كورونا رغم إنه يصعب الإصابة نسبيا، في حين تم الدفاع عن الحاكم الديمقراطي لنيويورك أندرو كومو، الذي استخدم تزاحم ركاب مترو الانفاق في الدعاية، ولكن من أجل دعم حاكمها الديمقراطي.