هالة أبو شامة
برغم أن الشخصية التي جسدها خلال أحداث مسلسل “البرنس” الذي يعرض ضمن الموسم الرمضاني الحالي، ليست جديدة في الأعمال الفنية، إلا أنه استطاع أن يُكسبها طابعًا مميزًا اختلف تمامًا عما قُدم من قبل.
فقد تمكن الفنان أحمد خالد، من تجسيد “صبي الراقصة”، بطريقة أبعدت عن الشخصية اتهامات الشذوذ أو نظرات الاشمئزاز، إذ فضل أن يُتقن دوره بشكل أكثر واقعية بدون أن يلجأ لأي مبالغات سواء في الأداء أو المظهر الخارجي.
تواصل “إعلام دوت كوم”، مع أحمد خالد، ليحاوره حول كواليس ترشيحه وتحضيره للدور، وجاءت تصريحاته كالآتي:
1- رُشحت للدور بمحض الصدفة وقبلته في البداية إنقاذًا للموقف، إذ فوجئت بمكالمة هاتفية من محمد عبد السلام، المخرج المنفذ للعمل، ليطلب مني قبول تجسيد دور صبي الراقصة، بدلا عن ممثل آخر، بسبب حدوث بعض المشاكل التي منعت أدائه للدور.
2- كنت أحتاج إلى مذاكرة الدور والإعداد له، إلا أن المخرج محمد سامي، طلب مني الحضور على الفور لأداء بعض المشاهد الضرورية، ومن ثم منحني فترة للمذاكرة.
3- أردت أن أقدم الشخصية بطريقة مُتقبلة لدى الجمهور.. قرأت السيناريو ووجدت “فلفل” الشخصية التي أجسدها خلال الأحداث يتميز بالإخلاص والوفاء للراقصة “عظيمة” التي تجسدها الفنانة بدرية طلبة.
4- قررت أن أبحث عن شخصية “فلفل” في العالم الواقعي، فتوجهت إلى ملهى ليلي يُدعى “جينينو”، وهناك قابلت “أوشا”، صبي الراقصة محترف صاجات الطورة، والذي تعلمت على يديه كيفية اللعب بها بكل سهولة وخفة، وذلك ليس بالأمر السهل إذ تمرنت لمدة شهرين، لم أكن أنام إلا قليلاً.. كان وقتي منقسمًا بين التصوير والتدريب.
5- لم أكتفي بالجانب الاستعراضي، إذ أردت أن أتعرف بشكل أكثر على النمط والسلوك الذي يتبعه هؤلاء الأشخاص في حياتهم اليومية، فذهبت إلى الدرب الأحمر عند مسجد السيدة فاطمة النبوية، ولم أجد أفضل من “عم مليجي” أقدم صبي راقصة في مصر، والذي يبلغ من العمر ما يزيد عن 70 عامًا.
6- أبهرني “عم مليجي” بذكائه وفطنته، وكشف لي عن أسرار مهنته، إذ علمت بفضله أن للراقصات لهجة تُدعى “الآمييه”.. لا يفهمها إلا أبناء ذلك الكار، إذ يمكن أن تقال كل الأسرار أمام أي شخص في العالم بدون أن يعلم حقيقة ما يُقال، فمثلا “شوفلي مراية” معناها “راقب لي المكان”.
7- أكد لي “عم مليجي” أن ليس شاذا كما يعتقد البعض، وإنما الشاذ هو من لا يتمكن من حماية الراقصة، أو من يُسرق من النقوط، أو الخائن، وأوضح لي أنه كان يتضايق في بداياته من مضايقات مهنته، إلا أن نظرته للأمر اختلف بعد ذلك، وقال نصًا: “لما عاشرت الرقاصة اكتشفت أنها أجدع من ناس كتير ماشية بشنبات”.
8- اكتسبت خلال فترة قصيرة مهارة وخبرة كافية لتجسيد “فلفل” بشكل غير منفر للجمهور، وكانت نتيجة اجتهادي مُرضية.. فقد علمت من المخرج محمد سامي، أن مونتيرة العمل أشادت بأدائي أثناء التصوير وقالت له “الممثل دا جامد كمل معاه”.
9- تخوفت في البداية من قبول الدور، وذلك لعلمي جيدًا بأن الفشل فيه نتائجه وخيمة فطبيعته تختلف عن باقي الأدوار الأخرى، لكنني في النهاية “راجل مشخصاتي.. معنديش مشكلة تجاه أي دور”.
10- تسبب لي ذلك الدور في بعض المضايقات من الجمهور، فقد تلقيت العديد من الرسائل على حساباتي الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، من قِبل أشخاص يظنون أنني شاذًا، آملين أن أتجاوب معهم وأحقق ما يريدونه، إلا أنني كنت أكتفي بتوضيح أن الأمر لا يتعدى كونه مجرد تمثيل.
11- كنت سعيدًا للغاية، حينما اتصل بي “عم مليجي” بعد عرض المسلسل، ليوجه لي الشكر بتجسيد دور صبي الراقصة بشكل لائق أقرب للواقع.
12- لم يكن دور “فلفل” هو الوحيد الذي تسبب لي في بعض المشاكل، فبعد أن جسدت دور “طباخ الاستروكس” في مسلسل “ولد الغلابة”، الذي عرض في الموسم الرمضاني الماضي، لم أمر في كمين للشرطة إلا وخضعت لتحليل المخدرات.
13- دور “فلفل” حررني من قيد “الشنب والذقن”، إذ حصرني المخرجين في الأعمال السابقة في الأدوار التي تميل إلى البلطجة والعنف.
14- “البرنس” لم يكن التعاون الأول بيني وبين محمد سامي، إذ قدمت بفضله أول أدواري من خلال مسلسل “الأسطورة”.