رباب طلعت بيومي قؤاد
قصص حب كثيرة لفتت الأنظار خلال الموسم الرمضاني 2020، سواء لمشاهد الرومانسية غير التقليدية، أو الخيانة والانتقام، أو حتى لخفة دم الطرفين، وغيرها من الأسباب، إلا أن قصة حب بيومي فؤاد (منعم) ويسرا (عهد) في “خيانة عهد” جاءت بطابع خاص مختلف وأكثر مصداقية عن غيرها، لأسباب كثيرة، أبرزها بيومي فؤاد نفسه.
انتقالة كبيرة شهدها أداء بيومي فؤاد، من خلال “خيانة عهد”، كشفت الستار عن وجه آخر غير الفنان الكوميدي، كثير المشاركة في الأعمال الفنية، للدرجة التي دفعت الكثيرين لإطلاق “كوميكس” مثل “اشتغل لحد ما تبقى زي بيومي فؤاد بتطلب في كل المسلسلات”، أو “لو فتحت الحنفية هلاقي بيومي فؤاد”، وغيرها، من العبارات التي يشير المعنى الخفي لها أن الفنان يسلك درب “الكم” وليس “الكيف”، فهو يريد التمثيل، أيًا كان الدور، وهو الأمر الذي يتنافى مع أزمة اعتذاره عن مسلسله “رجالة البيت” مع أكرم حسني وأحمد فهمي، حيث صرح: “المسلسل غير مرضي أنا بعذر الناس.. لكل جواد كبوة.. إحنا آسفين مش هنلف وندور.. كنا سخفا ودمنا تقيل.. بس والله العظيم كل حاجة اتغيرت وكان في مشاكل ورعب كتير”.
“خيانة عهد”، و”رجالة البيت” ليس العملان الوحيدين فهناك “سكر زيادة” و”2 في الصندوق”، ويظهر كضيف شرف في “بـ100 وش”، وكلها أدوار تشبه بيومي فؤاد الذي اعتدناه “راجل دمه خفيف وبيضحك”، إلا أنه “أضحك وأبكى” في “خيانة عهد”، حيث جسد شخصية “منعم”، الدور الذي يحتاج من المخرجين إعادة التفكير في تسكين “فؤاد” في أدوار مختلفة، تظهر الفنان الحقيقي الذي بداخله، الفنان المختلف، الذي شاهدناه في رمضان 2020.
ولكن.. لماذا اختلف “منعم” في “خيانة عهد” عما قدمه بيومي فؤاد من قبل؟ لأسباب عدة يمكن رصدها فيما يلي:
(1)
لسنوات طويلة، اعتاد المشاهد على بيومي فؤاد الكوميديان بسبب المسلسلات والأفلام الكثيرة التي شارك فيها في الأعوام القليلة الماضية، حتى إنه نسي واحدًا من أهم مشاهد “فؤاد” الدرامية المؤثرة، والتي أبكت المشاهدين في “اسم مؤقت” عام 2013، وهو مشهد تعرفه على جثة ابنته المقتولة في “المشرحة”، وهو أقرب ما يكون من مشهد تعرف الفنان يسرا على جثة ابنها “هشام” في “خيانة عهد” باختلاف ردود أفعال كل منهما، إلا أن التأثير والألم واحد، وقد جسده بيومي، بأصدق ما يمكن أن يصوره فنان.
(2)
في سياق أحداث خيانة عهد، استعاد “فؤاد” الممثل “الغول” الكامن بداخله، حيث إنه قدم الكثير من المشاهد التي وقف عندها المشاهد، وأبرزها، مشهد “الكولدير” الذي تحول خلال الساعات التالية لعرضه لمظاهرة حب وإشادة في أدائه، وهو الأمر الذي غاب عنه خلال السنوات الماضية، مع الأدوار الخفيفة التي كان يقدمها.
(3)
بالرغم من أن دور “منعم” لا يمكن تصنيفه على أنه شخصية “كوميدية” إلا أنه استطاع إضحاك الجمهور بتلقائيته، وشخصيته المختلفة من خلال تقديمه دور الرجل المصري “البسيط” المنفصل عن تطورات العصر، واستخدام التكنولوجيا، حيث إنه ما زال حبيس فترة “الووكمان” و”التسجيل ببابين”، وغيرها من الهدايا الغريبة التي يفكر فيها وكأنها “إنجاز عظيم يحتسب له” واستغرابه “ليه اللي حواليه مش حاسين بده”، ليجبر المشاهد على ابتسامة تلقائية ضمن الأحداث وغير مصطنعة، وليست في سياق كوميدي، أي أنه يقدم “الكوميديا” التي اشتهر بها بشكل جديد ومختلف.
(3)
بيومي فؤاد يقدم لأول مرة دور “حبيب”، ولكن بشكل أقرب ما يكون لقصص الحب المصرية بالفعل، ليس فقط في إنه قدم شخصية الحبيب المخلص السند والصديق الوفي، كما أنها بعيدة تمامًا عن مشاهد الرومانسية “الأوفر” التي صارت أحد ملامح أي قصة حب بين طرفين مؤخرًا، فبالرغم من أن أحداث العمل تدور حول طبقة أثرياء يتعاملون بالملايين، إلا أنه لم يهدِ عهد سيارة حديثة أو مجوهرات ثمينة وخلافها، بل “سلسلة” عليها صورته، حتى وإن لم تنل إعجابها، إلا أنها عكست ملامح الحبيب التقليدي “اللي ملوش في الشو”، لكن “ليه بالمواقف”. بيومي قؤاد
(4)
يتزامن عرض المسلسل مع أعمال أخرى، اعتذر بيومي نفسه عليها، بالرغم من كشفه بأنها خرجت بهذا الشكل بسبب “الظروف الصعبة” التي يمر بها صناع الدراما عامة هذا العام بسبب أزمة كورونا، وتغيير أماكن التصوير وبالتالي الاستغناء عن بعض الأحداث وغيرها من الأمور التي أثرت على أعمال كثيرة أخرى، ولكن تلك “الكبوة” انعكست إيجابيًا على بروزة دور “منعم”. بيومي قؤاد
(5)
حطم دور “منعم” ادعاءات أن بيومي فؤاد يكرر نفسه ولا يجيد إلا الكوميديا، وأنه يوافق على “أي دور”، الأمر الذي يمكن تفسيره بأن تأخر نجومية بيومي على التلفزيون وفي السينما، مقارنة بالمسرح، يجعله “نهم” ومحب للظهور والمشاركة أيًا كان الدور، وهو الأمر الذي يجب أن يعيد النظر فيه لأننا نريد “بيومي فؤاد” كثيرًا ولكن بيومي من عينة “منعم”، وآخرين، لا يستطيع أحد تجسيدهم أفضل منه.