أراهن كثيراً ، على أن كثير من متابعى مسلسل “حارة اليهود” ، سيقعون فى هوى بطليه “ليلى” و”علي” ، أكثر من انتباههم لتفاصيل المسلسل.
ليس الأمر تقليلاً من شأنه،على العكس؛ فالوقت لا يزال مبكراً على إصدار الأحكام، ولو أن الانطباعات الأولى لا بد تدوم ولو لفترة ، لن أمر على ذكر المسلسل دون الحديث سريعاً عن تفاصيله الناعمة ،الإضاءة، والموسيقى التصويرية، باختصار قدرته على حملنا إلى زمن نفتقده وكأنه جزء منا ورحل، نحن الجيل الذى جاء إلى الدنيا بعد ذلك الزمن بسنين طويلة ،تغيرت فيها مصر من حال إلى حال.
ما يأسرنى حقاً،هو ذلك التناغم المدهش فى الأداء، بين بطلى المسلسل منة شلبي وأياد نصار، أو ليلى وعلي ، سواء فى مشهد يجمعهما ، أو فى مشاهد منفصلة ، يعبر كل منهما فيها عن حبه للآخر .
ربما أن قصة الحب بين ليلى وعلي هى محور درامى استخدمه المؤلف لتناول قضية لم يتطرق لها أحد من قبل، كموضوع رئيسي لمسلسل ،وأن استخدام هذا المحور الدرامى سيخدم تصاعد الأحداث بشكل ستكشف عنه الحلقات القادمة ؛ إلا أن المؤكد، أن العطش نحو “الحب” سيدفع الكثيرين للتعلق بهذا الثنائى، هو عطش تسبب فيه “قحط” الأيام التى نعيشها، والتى شوهت الحب ، وجعلت جيلاً كاملاً يفقد إيمانه به، وجيلاً ناشئاً يجهل هويته أصلاً .
علي وليلى ، سيمثلان لكثيرين حكاية رومانسية ،وُلِدت محكوم عليها بالموت؛ما زاد من أسطوريتها كغيرها من قصص الحب المستحيلة ، فهكذا المعادلة دوماً: ينول الحب خلوده بكونه مستحيلاً .
رمضان لا يزال فى البداية، متعنا الله فيه بالصحة والبركة والقدرة على الصيام ، ولنمنح أنفسنا الفرصة بالاستمتاع بهذا الكم المدهش من الإبداع الدرامى ، دون الحاجة لإصدار الأحكام، فالفن متعة للمبدع والمتلقى .
لكننى أحب أن أعلنها : أحب علي وليلى ، وأحب حبهما الناعم المرهف ..والمستحيل.