نقلا عن جريدة المقال
أن تأتي متأخرا أفضل من أن لا تأتي أبدا، القاعدة الشهيرة طبقها في السنوات الأخيرة الفنان تميم عبده الذي فوجئ به الجمهور ينتقل من مسلسل لأخر ويظهر في أفلام متتالية دون أي خلفية مسبقة عنه وعن الأسس التي بنى عليها خبرته الطويلة التي ظهرت أمام الكاميرا وكأنه يمثل منذ عقود.
واقع الأمر أن “تميم عبده “يمثل بالفعل منذ فترة المراهقة وقبل دخول الجامعة، لكن تغيب هذه المعلومة وغيرها عن الجمهور عبده بدأ ممثلا على مسرح الهواة لكن في مدينة “سليانة” التونسية، وكمعظم الشباب التونسي – والعربي طبعا- وقتها بحث عن فرصة سفر للحصول على عمل وتحقيق حياة أفضل ولم يكمل في التمثيل المسرحي داخل تونس، ذهب أولا للعراق وعمل مترجما في شركة برازيلية فأجاد اللغة البرتغالية إلى جانب الفرنسية طبعا، لم يجد نفسه في بغداد فأحس بهوى نحو القاهرة التي وصل لها عام 1983 والتحق بقسم الدراسات الحرة بمعهد السينما ليدرس الفن الذي يحبه على أصوله، وعندما أعلن المخرج يوسف شاهين عن حاجته لممثلين وسينمائيين جدد، ذهب ليعمل كممثل لكن شاهين أراد الاستفادة من لغته الفرنسية فطلب منه الالتحاق بقسم الإنتاج ليكون همزة الوصل بين أفلام مصر العالمية في القاهرة وشركاء مشروعات شاهين السينمائية في باريس.
أكثر من 20 عاما تقريبا قضاها تميم عبده كمنتج فني، جاب خلالها مصر كلها والكثير من دول العالم، كان يحن للتمثيل على فترات متباعدة ويظهر كلما أتيحت الفرصة كما فعل في فيلم “مرسيدس” ليسري نصر الله، وبعد اشباع كل ما يريد من خبرات انتاجية، جاءه عرضين في نفس الوقت لأداء شخصية رئيس جامعة في مسلسل “الجامعة” و رجل أعمال في مسلسل” أهل كايرو” كان ذلك عام 2010، تألق في الدورين واكتشف أن طريقه للإحتراف كممثل بات مفتوحا من تلقاء نفسه، ليستفيد من كل الخبرات التي كونها في شارع الفن المصري على مدار 27 سنة، ويراه الجمهور متفردا في كل شخصية يقدمها، راسخا بقوة أمام الكاميرا، لا يهاب أي نجم يقف أمامه وناجح على الدوام في جذب الإنتباه أيا كانت مساحة الدور.
برز بقوة في “نيران صديقة” و” فرقة ناجي عطالله” ويتواجد في رمضان 2015 من خلال ” أستاذ ورئيس قسم” و” بعد البداية” و”طريقي” و” لعبة إبليس” وضيف شرف في مسلسل “استيفا”، ما سبق بعضاً مما يجب أن يعرفه المشاهد عن “تميم عبده” ليدرك مباشرة لماذا يمثل هذا الوجه الجديد – القديم بهذا الإتقان.