محمد الحلواني
قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن مقدمة برنامج نيوز نايت، يوم الثلاثاء الماضي، التي تحدثت عن مخالفات مستشار رئيس الوزراء دومينيك كامينجز لم تستوف المعايير المطلوبة من الحياد الواجب، وبدلا من ذلك تورطت في انتقادات لمزاعم تتردد عن عدم التزام المسؤول رفيع المستوى بإجراءات التصدي لوباء كورونا وسفره المتكرر بين لندن ومسقط رأسه في بلدة دور هام.
بدأ البرنامج بمقدمة البرنامج إميلي ميتليس قائلة “كيف لا يمكن للدولة أن ترى أنه خالف القواعد؟”. وقالت الـ بي بي سي إنه كان ينبغي على ميتليس أن توضح أن ما جاء على لسانها في المقدمة ليس تصريحات وإنما “ملخص للمحاور والأسئلة التي ستتطرق إليها في حلقتها بشأن مساعد رئيس الوزراء المقرب.
قالت هيئة الإذاعة البريطانية إنه تم تذكير موظفي البرنامج الإخباري بمبادئها التوجيهية. في بداية برنامج بي بي سي 2، قالت ميتليس إن المملكة المتحدة أصيبت بالصدمة من أن الحكومة لم تستطع أن ترى أن مساعد بوريس جونسون قد خالف القواعد بالسفر من لندن إلى مقاطعة دورهام أثناء الإغلاق الإلزامي وحظر التجول بسبب فيروس كورونا.
أضافت إن “المزاج العام” عبر عن “حالة غضب” وأن كامينجز جعل الناس الذين كافحوا من أجل الالتزام بالبقاء في المنزل وتطبيق قواعد الحكومة “يشعرون بأنهم حمقى”.
تابعت: “رئيس الوزراء يعرف كل هذا. ولكن على الرغم من استقالة وزير واحد، والقلق المتزايد من زملائه، والإنذار المبكر المثير من استطلاعات الرأي والقلق القومي العميق، اختار بوريس جونسون تجاهل الغضب”.
أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية في بيان يوم الأربعاء إنها راجعت البرنامج الإخباري بالكامل، بما في ذلك الافتتاحية، “وفي حين أننا نعتقد أن البرنامج يحتوي على صحافة معقولة ومنضبطة، فإننا نشعر أنه كان علينا فعل المزيد لتوضيح أن المقدمة كانت ملخصًا للأسئلة التي ستتناولها فقرات البرنامج مع كافة الأدلة المصاحبة، في بقية البرنامج”.
اعترفت بي بي سي: “نعتقد أن المقدمة التي بثناها لم تستوف معاييرنا الواجبة بشأن الحيادية”.
كانت رحلة كامينجز التي تمتد لمسافة 260 ميلا محط تركيز الإعلام البريطاني بشكل مكثف منذ تردد الأنباء عنها الأسبوع الماضي.
يوم الاثنين، أوضح المستشار الأول لرئيس الوزراء أنه قرر القيام بالرحلة لأنه شعر أنه سيكون من الأفضل عزل نفسه في مكان تتوفر فيه خيارات لرعاية الأطفال إذا لزم الأمر.
ويوم الأربعاء، استبعد بوريس جونسون إجراء تحقيق في سفر مستشاره ومخالفته لإجراءات حظر التجول، وأصر على أن الوقت قد حان “للتحرك” بعيدًا عن الخلافات. ويرى جونسون أن مستشاره لم يخطئ بالانتقال من لندن إلى مسقط رأسه للاطمئنان على والديه.
وذكرت صحيفة التليجراف أن مايتليس تسببت في عاصفة سياسية، بانتقادها “الدفاع الأعمى” لبوريس جونسون عن مستشاره الخاص. على الرغم من أن هيئة الإذاعة البريطانية لم تضطر إلى الذهاب إلى حد الاعتذار، قالت الجارديان إن ميتليس غاضبة من أنها تعرضت لتوبيخ علني مع زملائها ولم تظهر كالمعتاد في حلقة أمس الأربعاء، وحلت محلها المذيعة كاتي رازال.