نقلا عن كتاب “حسن حسني المشخصاتي” الصادر عن مهرجان القاهرة السينمائي
أنا اشتغلت مع حسن حسني أعمالا قليلة، مثل “يا رجال العالم اتحدوا”، ومسلسل آخر من تأليفي لكنه لم يعرض في مصر، لأننا بعد أن انتهينا من تصويره اكتشفنا عيب هندسي، وكان هو الجزء الثاني من مسلسل “بكيزة وزغلول”، اسمه على ما أتذكر “زغلول يلمظ شقوب”.. حسن عمل به دور “شقوب” الذي قدمه وحيد سيف في الفيلم، وعندما أعددته كمسلسل أسندت الدور لحسن حسني.
لم ألتق بحسن حسني بعد ذلك إلا في أعمال من إنتاجي، حسن بالنسبة لي الجوكر.. الكارت الرابح في كل الألعاب.. وهذا النوع من الممثلين عالمي.. هذا الرجل إذا كانت أعمالنا تشاهد في الخارج كان سيصبح نجما عالميا، إنه السهل الممتنع، بسيط جدا لكنه عصير سنين من الخبرة المتراكمة التي لعب فيها جميع الأدوار. البعض يراه كوميديًا كبيرا، وهذا طبعا حقيقي، ولكن الحقيقي أيضا أنه تراجيديان وكاراكتر وموهبة بلا شاطئ.
لعب بطولة مسرحية من تأليفي اسمها “شبورة”، لم تصور تلفزيونيا، إنتاج عصام إمام، وشارك فيها مجموعة كبيرة من الفنانين مثل محمود الجندي ومحمد سعد وهالة فاخر، وسعاد نصر وماجد الكدواني، ومن إخراج سمير العصفوري.
عندما كنا نصور في رمضان، نقضي أغلب أوقاتنا معا، فقط ممكن نروح نفطر في بيوتنا ونرجع نشتغل بالليل.. حسن سلس جدا، لم أشعر معه مرة بمشكلة في الكواليس، سواء مسرح أو تلفزيون، لديه خبرة عالية جدا، وهذا النوع المتكامل لا تجد عنده مشاكل نفسية ولا أحقاد ولا حسد ولا يقلق من زملائه ولا من كوميديان بجواره، بل على العكس هو من يمنحه الفرصة لكي يتألق. يعرف تماما المادة الدرامية التي يؤديها ويستطيع بسهولة ويسر الإمساك بمفاتيحها تماما، ملامحه تحدد تفاصيل كثيرة، لكن أدواته أعلى بكثير من ملامحه، ولا تشعر أنه يدخل حياته العائلية أو حتى مشاكله الخاصة في العمل، يأتي للاستوديو فيحيله إلى حالة من البهجة بما يبثه من طاقة إيجابية.
أتذكر أنه في فترة كان يعمل كثيرا جدا، فيتحرك ومعه دولابه، يحمل ملابس جميع الأعمال التي يشارك فيها.. تقريبا كان لا يذهب لبيته وكأنه عايش في سيارته، ورغم ذلك كان يتعايش مع كل شخصية وكأنها الشخصية الوحيدة التي يؤديها.
هو لا يفضل التواجد الإعلامي، أنا طلبت منه أكثر من مرة أن يقبل دعوتي ليحل ضيفا في برنامجي “صاحبة السعادة”، في الفترة الزمنية التي فقد فيها ابنته، فكان غير مستعد نفسيا، وهو أيضا خجول جدا، لا يجيد الوقوف أمام الكاميرا متحدثا عن نفسه، قبل أيام جددت الاتصال به وقلت له ياحسن الناس من حقها عليك تقبل الحضور في حلقة لتكريمك، ولكن الإنسان الخجول الذي بداخله رفض تماما أن يظهر للناس متحدثا عن حسن حسني.
لو أجريت استفتاء بين النجوم ستكتشف أن صاحب الرصيد الأكبر من الحب، ومن يحتل في الوسط الفني وبلا منازع هو حسن حسني.