محمد الحلواني
كشف تقرير نشرته مجلة سوشيال ميديا توداي، عن تجاهل فيسبوك لعدد من الأبحاث التي أشارت إلى مساهمته في تعميق الانقسامات المجتمعية، إلا أن التقرير اعترف كذلك بأن الانقسام المجتمعي كأحد نواتج الخلافات السياسية هو ظاهرة لم تخترعها مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها ساعدت على نموها بطريقة أو بأخرى.
أكد التقرير أن دور فيسبوك في الانقسام المجتمعي الحاد بدأ يطرح كموضوع رئيسي للمناقشة في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، عندما رجح مراقبون تدخل حسابات كان يديرها روس ومجموعات من الناشطين السياسيين في تشكيل الرأي العام مستغلين في ذلك فيسبوك للتأثير على آراء الناخبين؛ من خلال المنشورات والإعلانات المستهدفة والتلاعب بها.
ولفتت الأبحاث السابقة إلى إمكانية التأثير الفعلي في توجهات الناخبين باستخدام محتوى يراه الجميع على فيسبوك، ووفقًا لتقرير جديد نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن إدارة فيسبوك على دراية جيدة بهذا الدور، حيث أجرت الشبكة الاجتماعية دراسة في عام 2018 وجدت أن عددًا من الخوارزميات السيئة في المنصة “تستغل ميل الدماغ البشري للانقسام”.
ولكن ماذا فعل فيسبوك كرد فعل؟
أكدت صحيفة وول ستريت جورنال أن مارك زوكربيرج وكبار المسؤولين التنفيذيين قرروا إيقاف البحث وتعمدوا عرقلة كافة الجهود التي حاولت تطبيق استنتاجاته على منتجات فيسبوك.
ودافع رئيس سياسات فيسبوك جول كابلان عن هذا القرار، على الرغم من قيامه بدور محوري في إطلاق ذلك البحث في بداياته، وقال أشخاص مطلعون على تعليقات كابلان إنه أكد أكثر من مرة أن محاولة جعل المحادثات على فيسبوك أكثر مدنية لن يخدم إلا فرض ما وصفه بـ”نوع من السلطة الأبوية”.
واعتبرت وول ستريت جورنال تجاهل فيسبوك للدراسات السابقة أمرًا غير مفاجئ، ولكن يمكن أن يؤدي فيسبوك إلى تفاقم الانقسام.