محمد الحلواني
رجحت مجلة بوليتيكو الأمريكية أن يؤدي قرار تويتر بتدقيق تغريدات الرئيس دونالد ترامب، إلى تأجيج الصراع السياسي بين أكبر لاعبي وادي السليكون والبيت الأبيض، وهو صراع لا ترغب فيه كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية.
وقد أجبر الخلاف العميق بين الرئيس وتويتر شركاتٍ أخرى مثل فيسبوك وجوجل، على الاستعداد لمعارضة الضغوط التي فرضها ترامب عن طريق إلغاء الحماية القانونية التي تدعم شركات التكنولوجيا، ورجحت المجلة أن تطورات أزمة تويتر-ترامب جاءت مباغتة وبشكل علني لم تستعد له الشركات بشكل جيد. وتسارعت استعدادات الشبكات الاجتماعية في الأسبوع الأخير، فقد بادر فيسبوك بإخبار ترامب بأنه لا يشارك وجهة نظر تويتر حول كيفية تعامل المنصات عبر الإنترنت مع الخطاب السياسي.
وسرعان ما انتهز ترامب الفرصة للتأكيد على الانقسام بين الشركات، فغرد قائلاً: “مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لفيسبوك ينتقد تويتر”. ولكن مهما كان الاحتكاك أو الخلاف في الرؤية بين مارك زوكربيرج والرئيس التنفيذي لتويتر جاك دورسي، فإن المعركة التي بدأها تويتر مع الرئيس ترامب حول التصويت عبر البريد الإلكتروني ستكون لها آثار مهمة على صناعة الإنترنت بأكملها.
والآن لا يوجد أمام الشبكات الاجتماعية خيار سوى الخوض في نقاش موسع حول قيود حرية التعبير، في موسم ما قبل الانتخابات الذي مزقته بالفعل التوترات التي سببها وباء كورونا وعدة ملفات أخرى؛ مثل البطالة الجماعية والاضطرابات العرقية.
ونقلت المجلة عن كارل زابو، نائب الرئيس والمستشار العام في شركة نت تشويس، واحدة من العديد من شركات التكنولوجيا، اعتقاده بأن هذا النقاش كان داخليًا، ولكنه فجأة تحول إلى الشغل الشاغل للأمريكيين، وهذا يعني أن المدافعين عن حرية التعبير على الإنترنت يحتاجون إلى صياغة موقف موحد على المستوى الوطني”.
ونقلت المجلة عن أحد مسؤولي السياسات بشركة تكنولوجية أخرى في وادي السليكون، رفض الإفصاح عن هويته، قوله: “الموجة العالية سوف تصيب كل القوارب، هذه هي رؤيتي للموقف برمته”.
وتحاول نت تشويس جنبًا إلى جنب مع فيسبوك وتويتر وجوجل وعشرات من الشركات الأخرى ذات الأسماء الكبيرة على الإنترنت؛ إقناع الجمهور الأمريكي بأن ترامب مخطئ في قراراته الأخيرة التي تخالف قانون الاتصالات الصادر قبل حوالي ربع قرن، ويرغب في تنفيذ أحكامه على هواه.