هالة أبو شامة
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، العديد من المنشورات المُحذرة من محتوى أحد الجروبات على موقع “فيسبوك”، والذي تسبب في توريط الكثير من الفتيات وابتزازهن من قِبل أحد الأشخاص.
الجروب يحمل اسم “girly memes”، ولذلك كان من المنطقي أن تُقبل عليه الفتيات باعتباره ملتقى نسائي يتحدثن فيه بحرية ويكشفن أسرارهن بعيدًا عن أعين رواد الموقع من الرجال.
لم تكن منشوراتهن عادية، إذ طغت عليها الأحاديث المبتذلة وامتلأت بالكثير والكثير من الإيحاءات الجنسية الصريحة، وعلى الرغم من ذلك شهدت تفاعلاً كبيرًا باعتبار أنهن بعيدات عن عين أي رقيب يعيب على أحاديثهن المنحرفة عن القيم الأخلاقية.
وبالرغم من أن الجروب لم يكن مسموحًا بدخوله إلا للفتيات، إلا أنه كان يتضمن أيضًا بعض الرجال الذين اتخذوا لأنفسهم أسماءً نسائية مستعارة، لذلك كان من السهل تكوين صداقات بينهم وبين باقي الفتيات.
وبعيدًا عن المنشورات العامة في الجروب، دارت بعض الأحاديث الجانبية في الرسائل الخاصة، والتي تضمنت صورًا ومواضيعًا فاضحة، تم استغلالها لتكُن وسيلة لابتزازهن، إذ تم تهديد بعض الفتيات بإرسال محادثاتهن إلى أزواجهن.
ووفقًا لأحد المنشورات المتداولة بشأن هذه الواقعة، فإن إحدى العضوات قد كتبت مُحذرة: “جماعة أي حد في جروب جيرلي ميمز يخرج منه أنا كنت منزلة بوست إن في بنات بتطلع بوستات برة الجروب، بس دلوقتي اكتشفت إن اللي عامل الجروب أصلا ولد وعامل نفسه بنت، واللي أكدلي كده واحد صاحبي هاكر، وعرف يجيب رقمه والموضوع كبر”.
تابعت: “الواد ده بيشهر بالبنات، وبيفضحهم وبيوصل لطلاق وفسخ خطوبة بسببه، وأي واحدة حصلها مشكلة وولد كلمها وهدها وقالها هفضحك دول كانوا صحابه، أنا مش عارفة أكتب على الجروب نفسه لأن طبيعي مش هيقبل البوست فأنا خرجت وأي واحدة من هنا فيه ياريت تخرج منه، وحسبي الله ونعم الوكيل في أي ولد بيشهر ببنت كده”.
تعاطف البعض مع فتيات الجروب ممن وقعن ضحية لابتزاز ذلك الشخص، مما دفع إحدى الفتيات لنشر تدوينة على نفس الجروب دعت من خلالها هؤلاء الضحايا للتواصل معها حتى تساعدهن في إنهاء المشكلة في سرية تامة بمساعدة شخص آخر يعمل في مباحث الإنترنت.
وكتبت: “دلوقتي أنا كلمت حد صحبي ضابط شرطة وهو كلم حد صاحبه في مباحث الإنترنت وشاف الجروب بتاع اسكرينات +18 ومستعد يساعد بأي شكل، هو محتاج اتنين من البنات اللي تم التشهير بيهم، وهيعملوا محضر عنده في سرية تامة، ومن غير دوشة، هما هيعملوا المحضر بس وهو وعدني إن العيال دي هتتجاب وهتتسجن وتبقى عبرة لغيرهم، ياريت اللي تعرف حد من البنات اللي تعرضوا للتشهير أو الابتزاز يخليها تكلمني”.
ولأن الفضول صفة متأصلة في الكثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فقد شهدت الجروبات التي دُشنت بنفس الاسم، إقبالاً كبيرًا حتى أن أدمن إحدى هذه الجروبات كتبت منشورًا أعربت من خلاله عن تعجبها بعدد طلبات الانضمام، حيث كتبت: “والله يا شباب كبرتوا الموضوع.. 452 في 5 دقايق”.
وعلى أي حال فإن الجروب الأصلي، والذي يضم أكثر من 185 ألف عضوة، لم يعد الانضمام إليه أمرًا سهلاً، فقد اختفى تمامًا من محرك البحث على موقع “فيسبوك”.