توقفت كثيراً أمام العنوان الذي كتبته أو وصفت من خلاله أفضل كتاب السيناريو في العقد الأخير.
• كاتب وُلد كبيراً
بدايات معظم الكتاب العرب غالباً ما تكون من خلال كتابة القصة القصيرة للأطفال وقليل منهم من يسلك البداية حتى نهاية حياته ككاتب، لكن أن تبدأ حياتك بكتابة “بكار” مسلسل الأطفال الأشهر منذ 1998 حتى اليوم بكل هذا النجاح الباهر ويتابعه جميع الأطفال في مصر منذ يومه الأول.. فأنت أمام كاتب ولد كبيراً للغاية.
• كاتب صاحب ريادة
.
نحن أمام كاتب هو من أدخل “السيت كوم” في مصر بشكله الأكاديمي؛ بداية بـ “رجل وست ستات” وليس نهاية بـ “العيادة” مروراً بـ “تامر وشوقية”.. ذلك النوع من الأعمال التي أحبها معظم المصريين.
• كاتب يحرك العقول الساكنة
من هم سواه يعتمدون في كتابة الدراما على القلب أي المشاعر مع قليل من الحرص على منطق العقل خوفاً من عدم اقتناع المشاهد بالحبكة الدرامية، وحده هو من يبني كتاباته الدرامية على العقل أي الفكر مع قليل من المشاعر كي لا تكون الدراما متخشبة.
في مسلسل “رقم مجهول” أو “الصياد” يجعل المشاهد يتربص به يفكر فيما هو قادم متحدياً الكاتب وفجأة يجد نفسه مهما اعتصر فكره في الوصول إلى الحل الذي يظنه وحيداً أن هناك حلولاً أخرى لم يتوقعها.. أيها المشاهد لست أذكى من الجميع كما تظن في نفسك.
• كاتب يخاطب الضمير
هو أحد رموز النوع النادر من الكتاب الذين يضعون المشاهد في مواجهة حادة وشفافة أمام نفسه، وكان واضحاً جلياً في مسلسل “الصياد” أنه يستطيع إخراجه من حالة المثالية التي يظنها في نفسه من خلال نزع ضميره من داخله ووضعه أمام عينيه، وفجأة يكتشف المشاهد أن ضميره ليس كتلة واحدة بل اثنتين؛ إحداها نقي بالفطرة كيوم ولدته أمه والأخرى ملوثة بمصائب وأعباء ومخاوف الدنيا التي يحملها، والكتلة صاحبة الوزن الأكبر هي دائماً ما تتحكم في قراره.
• كاتب يرتقي بالنجم
ظن البعض أن الممثل المتميز “يوسف الشريف” هو السبب الرئيسي في نجاح الدراما التي يقدمها منذ ثلاث سنوات، بالفعل موهبة الشريف لها دور كبير في نجاح أعماله لكن السبب الرئيسي في النجاح هو عبقرية السيناريو وروعة الحوار الذي لا يخلو دائماً من عبارات فلسفية مبنية على تحليلات نفسية عميقة، وهذا ما بات واضحاً من خلال الحلقات الأولى لمسلسل “بعد البداية” الذي يقدم “طارق لطفي” دوره الرئيسي، والذي تشير المؤشرات الأولية إلى أن هذا العمل سوف يحتل مرتبة متقدمة في نسبة المشاهدة متفوقاً على مسلسله الثاني “لعبة إبليس” الذي يقدم دوره الرئيسي النجم يوسف الشريف، وهو ما يبرهن في حالتنا هذه أن الكاتب هو من يرتقي بالنجم سواء كان ممثلاً أو مخرجاً.
• كاتب يتبنى المشاهد منذ طفولته
نحن هنا أمام الكاتب الوحيد الذي تسلم أجيال منذ طفولتها حتى منتصف أعمارها. فعندما ترى أن جميع من ولدوا في الفترة ما بين (1985- 2000) عاشوا وجدانياً مع “بكار ورشيدة وحسونة”، ثم في بداية شبابهم عاشوا مع “رمزي وشوقية وصلاح”، وفي ريعان شبابهم تفتحت عقولهم في رحلة البحث عن “الرقم المجهول”، اختبروا ضمائرهم عندما غرقوا في برزخ التلاقي بين عذوبة العدل وملوحة العدالة في بحر “الصياد”، ليكون بأعماله دائرة عمرها أكثر من عشرين عاماً ولم تغلق بعد، فهو مستمر في توسعة حلقاتها بأعماله الدرامية الجديدة كي يستمر في العيش مع المشاهد الذي تبناه منذ نعومة أظافره، وفي نفس الوقت بدأ صناعة دائرة جديدة ليتسلمها جيل جديد من خلال بكار الجديد.
عمرو سمير عاطف.. سيناريست الأجيال الذي قرر من البداية أن يكون مختلفاً.. فكسر حواجز كنا نظن أنها قواعد، بداية من تبسيط مفاهيم اللغة ومحاكاة الواقع الحقيقي في مسلسل الأطفال، وليس نهاية بتحدي المشاهد في أعماله الدرامية واقتحام مساحة شديدة من الخصوصية يستطيع من خلالها المشاهد أن يقيم نفسه بنفسه.. وبسبب كل هذه النجاحات التي حققها؛ أصبح مطالباً بالحفاظ على الاختلاف الذي استطاع هو وحده أن يحوله إلى أسلوب كتابة جديد على مصر.
اقرأ ايضا :