استقال مهندس البرمجيات تيم أفيني من عمله لدى “فيسبوك” وأعلن استقالته عبر حسابه على موقع “لينكد إن”، وذلك بسبب تراخي الشركة في التعامل مع منشورات الرئيس ترامب، والسماح له بانتهاك قيم مجتمع الموقع الأزرق كما يحلو له.
ومنذ ذلك الحين، انتشر خطاب الاستقالة وانتشرت معارضة تيم لمارك زوكربيرج، وحصل الخطاب على أكثر من 39000 تعليقاً ومشاركة.
ونقلت مجلة Vice عن عدد من الموظفين الحاليين خشيتهم من أن أسلوب قيادة مارك زوكربيرج غير ملائم في بعض الأحيان، لكنهم نادرا ما ينشرون هذه الآراء في العلن، ولكن الوضع السائد في الشركة تغير هذا الأسبوع، وبدأ ذلك بهذه الاستقالة العلنية المسببة وتجاوب متابعو مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الانتقادات بدليل وصول هاشتاج “احذفوا فيسبوك” إلى التريند في الولايات المتحدة مستشهدين بإفادات ومنشورات لعدد من موظفي فيسبوك الحاليين والسابقين.
وكتب تيم، مهندس برمجيات في الشركة على “لينكدإن” أنه يرى تناقضًا بين وظيفته في “مكافحة انتشار المعلومات الخاطئة” وبين سلوك الرئيس التنفيذي للشركة الذي يسمح لأيًا كان بنشر معلومات خاطئة دون أن يحرك ساكنًا، وأضاف تيم: “أخبرنا مارك دائمًا أنه سيتصدى لأي خطاب يدعو إلى العنف، وأظهر لنا يوم الجمعة أنه كذب في ذلك، وسيواصل فيسبوك التراخي في كل مرة يصعد فيها ترامب دعوته للعنف”.
أضاف: “أنه سينجح في إيجاد العذر تلو الآخر لكي لا يتخذ إجراءًا حاسمًا، فكرت كثيرًا في قرار زوكربيرج بعدم إزالة المنشور العنصري العنيف الذي نشره ترامب ليلة الخميس، لكن فيسبوك متواطئ في نشر الكراهية، وقد اختار الانحياز إلى الجانب الخطأ من التاريخ”.
ودعت مجلة Vice من يعملون لدى وغير راضين عن تعامل الشركة مع منشورات ترامب بإرسال مشاركاتهم، أما المنشور العنصري الذي ساقه تيم في مبررات استقالته فهو قول ترامب: “عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار” وهو قول مقتبس من قائد شرطة ميامي أثناء الاحتجاجات التي وقعت في عام 1967.
نشر ترامب نفس النص على حسابه على تويتر. ورداً على ذلك، وضع تويتر علامة أسفل تغريدة ترامب، قالت إنها تغريدة تنتهك سياسات تويتر وتحتفي بالعنف.
تأتي استقالة آفيني بعد يوم واحد من قيام الموظفين أيضًا بتظاهرة افتراضية احتجاجًا على عدم اتخاذ إجراء من “فيسبوك” وعبروا عن استيائهم من رفض الرئيس التنفيذي اتخاذ إجراء بشأن منشور الرئيس ترامب بالتزامن مع احتجاجات على الصعيد الوطني ضد وحشية الشرطة والسلوكيات العنصرية.
واكتفى زوكربيرج بمنشور قال فيه: “أختلف بشدة مع كيفية خطاب الرئيس، ولكن أعتقد أنه يجب أن يتمكن المتابعون من رؤية منشورة بأنفسهم، لأن المُسائلة في نهاية المطاف لمن هم في مواقع السلطة لا يمكن أن تحدث إلا عندما يتأمل الجمهور خطابهم في العلن”.
وغرد أون آندرسون أيضًا معلنًا استقالته بفخر، لكنه أضاف: “بعد الأسبوع الماضي، أنا سعيد لأنه لم يعد علي أن أدعم سياسات وقيم أختلف معها بشدة”.
ومنذ سنوات، يتمتع الرئيس ترامب باستثناء من معايير مجتمع فيسبوك وبحرية مطلقة ينشر رسائل يعتبرها الكثيرون بغيضة وموجهة ومن شأنها أن تؤذي مشاعر أي مستخدم آخر لفيسبوك، في حين واصلت المنصة الدفاع عن استمرار ظهور تلك المنشورات لأن خطاب الرئيس ترامب السياسي يستحق النشر من وجهة النظر الإخبارية.
وأعرب المغردون على تويتر عن سعادتهم بتحول هاشتاج #DeleteFacebookNow إلى تريند، بل ويذكرون بعضهم البعض بأن الشركة تمتلك تطبيقي “واتساب” و”إنستجرام” أيضًا.